#أخبار الموضة
تغريد محمود 3 سبتمبر 2018
Dolce & Gabbana إحدى أقطاب الموضة الإيطالية العالمية التي تعطينا درساً يُلهمنا في أهمية الحفاظ على معالم الهوية، والجذور المتأصلة الراسخة، فلطالما تُعلن وفاءها للشخصية الصقليّة بمفرداتها الأسلوبية كافّة. لا أطوال التنانير ولا اتجاهات الموضة تعني للدار المثيرة للجدل أي شيء، إذ إن أمامها هدفاً واضحاً: ترسيخ هوية العلامة بحُب لا يخشى دمج المتناقضات والجمع بين الأضداد من أجل رسم واقعيّة مدهشة تستقطب أنظار العالم.
التقى المصممان الإيطاليان Domenico Dolce وStefano Gabbana لأول مرة في عام 1982، وبعدها بثلاث سنوات قرّرا تأسيس الدار التي حملت اسميهما. وعلى مدى 33 عاماً، عملا على تنمية إمبراطوريتهما لتشمل الأزياء والاكسسوارات والعطور والماكياج، وعلامة أخرى فرعية خاصة بأزياء الأطفال D&G Junior، ليصل في عام 2005 الحجم الاجمالي للمبيعات إلى 600 مليون يورو، من خلال 200 متجر حول العالم يعمل فيها 3150 موظفاً.
بصمات مُتميّزة
ألوان صارخة، قصات تنحت الجسم بكل جمال، طبعات قوية لافتة، ازدحام الأنماط، ومَيْل شديد نحو المغالاة، وتداخُل الخامات، ووفرة الدانتيل الأسود والياقوت الأحمر. هذه هي بعض السمات الأسلوبية لتصاميم العلامة التي أعادت صياغة الطابع البحرمتوسطي، المستوحى من صقلية كما رسمها فيلم The Leopard) 1963)، ونساء الواقعية الإيطالية أمثال Anna Magnani. وفي بدايتهما، استلهم المصممان الرائدان أزياءهما من نجمات السينما في الستينات، وعلى رأسهنّ صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي.
سر اختلافهما
نجح المصممان العبقريان في رسم عالم خاص لأزيائهما. وفي الوقت الذي كانت الموضة تُبصر فيه المرأة بوصفها تشغل منصباً تنفيذياً، وترتدي التايور بأكتافه المبطنة، جاءت أزياء العلامة متألقة بالدانتيل والتول والحرير والأنسجة الصوفية ناعمة الوبَر، على هيئة كنزات وتنانير فضفاضة ذات نقشات مذهلة.
لم يَسعَ أي من المصممين نحو الإطلالة الريترو القديمة، لكنهما آثَرَا إضفاء صبغة عصرية على الماضي، بتوظيف الأقمشة والألوان بصورة إبداعية، وبمزج عدة مصادر إلهام معاً، لاسيّما تلك التي تعود لعالم البحر المتوسط. وتتأكد عناصر الحضارة الإيطالية في كل من اهتمامهما البالغ باللوحة التي يُمعنان في ابتكارها، وبالحملات الدعائية المتميّزة التي يتعاونان فيها مع كوكبة من كبار المصورين العالميين. كل لقطة يتم العمل عليها وكأنها فيلم سينمائي استثنائي.
نقطة تَحوّل
وقد شهد نجاحهما طفرة كبرى بدأت مع صداقتهما بالنجمة مادونا، التي طلبت منهما تصميم كورسيه مُرصع بالأحجار الكريمة، وجاكيت لارتدائهما في مهرجان «كان» أثناء عرض فيلمها Truth or Dare) 1990)، ثم أعقب ذلك قيامهما بتصميم 1500 زي لها لترتديها أثناء جولتها الغنائية Girlie Show) 1993).
الملهمان: لا حُدود للإبداع
ولا يُعد الأسلوب البحرمتوسطي الخاص بالعلامة إطاراً جامداً أو مُقيّداً، بل عالم خيالي يستلهمان منه إبداعاتهما، كما يحرصان على تجديد دماء مجموعاتهما كل موسم، فيما بين الباروكي والتشكيلي، وفيما بين الطبقة الأرستقراطية والكادحة، والصارخ والبرجوازي، والطبعات الحيوانية والعباءات الدينية. وترى الصحافية الشهيرة Suzy Menkes أن للمصممين قدرة هائلة على مزج الحقب الزمنية وثقافات البلدان والإطلالة الأنثوية والذكورية والأقمشة وحتى الأساليب. ومن المدهش أنه لا حدود لطاقتهما الابتكارية، ففي عام 1996 طرحا أغنية بصوتهما بعنوان D&G is in love، فقط ليُلهما العالم أنهما في وسعهما سَبْر مناحي الإبداع كافّة.