#تكنولوجيا
إشراقة النور 14 أغسطس 2020
اكتسب «تويتر» أهميته ووجوده، باعتباره فضاءً عالمياً عاماً، يفتح أبوابه للحوار والنقاش، عدا عن كونه منصة مهمة للتفاعل والمعرفة وضخ المعلومات. بنجامين أمبين، مدير عام «تويتر» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يلقي الضوء في حواره مع «زهرة الخليج» على الكثير من الجوانب التي تخص المنصة ومشتركيها. ونسأله:
* كيف تصف دور موقع «تويتر» حالياً؟
- تتركز مهمتنا في «تويتر» حول خدمة المحادثات العامة. ولطالما كان التزامنا بصحة المحادثات العامة التي تجري عبر منصتنا أولوية أساسية لدينا منذ عام 2018. ونعمل خلال هذه المرحلة الصعبة التي يواجهها المجتمع العالمي بسبب انتشار جائحة «كوفيد 19»، على مساعدة الأشخاص في العثور على المعلومات الموثوقة والتواصل مع الآخرين ومواكبة الأحداث في الوقت الفعلي.
* إلى أي مدى واكبت «تويتر» المتغيرات التي تحدث حولها؟
- كثّفت شركتنا منذ بداية الأزمة جهودها الداخلية والخارجية، لحماية المحادثات العامة وضمان عثور الأشخاص على المعلومات الموثوقة من المصادر الصحيحة. وتعيَّن علينا إجراء تحديثات عديدة لتحقيق ذلك، من أبرزها، مساعدة الأشخاص على العثور على المعلومات الموثوقة، والتوسع في خدمة البحث عن فيروس كورونا «كوفيد 19»، وخصصنا صفحة للحدث باللغتين العربية والإنجليزية، كما تأكدنا من أنها تتضمن خاصية الأحداث والمعلومات الموثوقة حول «كوفيد 19»، وأن تكون في طليعة الصفحة الرئيسية لكل الأشخاص في السعودية والإمارات ومصر والكويت وقطر وعُمان والعراق والجزائر ولبنان والأردن. إضافة إلى ذلك قمنا بتوسيع قواعد الأمان الخاصة بنا، لتشمل المحتوى الذي قد يزيد من فرصة نقل الأشخاص لفيروس كورونا «كوفيد 19». وأصبحنا نطلب الآن من الأشخاص إزالة التغريدات التي تتضمن محتوى يزيد من فرصة إصابة شخص ما بالفيروس أو نقله، بما في ذلك رفض توجيهات السلطات الصحية العالمية أو المحلية، تقديم نصائح باستخدام العلاجات أو التدابير الوقائية التي لا تضر على الفور إلا أنها غير فعّالة، كذلك أطلقنا أيضاً التصنيفات والرسائل التحذيرية الجديدة التي توفر المعلومات الإضافية عن التغريدات التي تحتوي على معلومات جدلية أو مضللة، تتعلق بفيروس كورونا «كوفيد 19».
معلومات صحيحة
* في أزمة كورونا كيف ساعدت «تويتر» على نشر الوعي والطمأنينة؟
- قمنا بإبرام شراكات مع السلطات الصحية المحلية والمنظمات غير الحكومية، لتوفير المعلومات الصحية الموثوقة حول فيروس كورونا «كوفيد 19». وتعاونا مع هيئة الصحة بدبي في دولة الإمارات (@DHA_Dubai)، ووزارة الصحة والسكان المصرية (@MOHPEgypt)، حيث يستفسر الجمهور عن الوباء عن طريق التغريدات باستخدام علامات التصنيف ذات الصلة، وتستجيب السلطات بدورها علناً لهذه تغريدات. كما أبرمنا شراكة مع أطباء بلا حدود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (@msf_arabic)، لإطلاق حملة على «تويتر» بهدف تسليط الضوء على المفاهيم الشائعة الخاطئة والمتعلقة بفيروس كورونا «كوفيد 19» مثل: (تناول الثوم لمنع العدوى).
* كيف تعملون على مقاومة الكراهية والتمييز؟
- وُضعت قوانينا من أجل ضمان سلامة الناس، ونقوم بتطويرها باستمرار كي تعكس واقع العالم الذي نعمل فيه. ولقد قمنا مؤخراً بتوسيع قواعدنا ضد السلوكيات الباعثة للكراهية بحيث أصبحت تشمل اللغة التي تجرّد الأفراد من إنسانيتهم على أساس العمر أو العجز الجسدي أو المرض. كما عملنا سابقًا على تحديث القواعد لتشمل اللغة التي تجرد الآخرين من إنسانيتهم على أساس الدين. من جهة أخرى، فإن استثمارنا المستمر في تقنياتنا الخاصة تساهم في دعم جهودنا الأخيرة المتعلقة بتطبيق قوانينا، فخلال النصف الأول من العام الماضي، (الفترة الأحدث لتقاريرنا النصف سنوية في شأن تقرير الشفافية)، تم اتخاذ الإجراء اللازم حيال أكثر من 50% من التغريدات استباقياً من خلال التقنيات الحديثة، وشمل ذلك التغريدات التي نتخذ إجراءً بشأنها بسبب إساءة الاستخدام. وفي هذه الحالة، لم نعتمد فقط على التقارير الواردة إلى «تويتر». أما في ما يتعلق بالسياسة المحددة حول نطاق معيّن، فشهدت زيادة بنسبة 48% في الحسابات المبلغ عنها بسبب الانتهاكات المحتملة لسياسات السلوك الباعثة للكراهية خلال الفترة عينها.
عوامل متعددة
* كيف ترصدون اتجاهات منطقة الشرق الأوسط وإلى أي المواضيع يميلون
- تحدّد الاتجاهات من خلال خوارزمية تنظر في عوامل متعددة، مثل عدد التغريدات. وتحدد الخوارزمية الخاصة بنا الموضوعات الشائعة في الوقت الحالي، بدلاً من الموضوعات التي كانت شائعة بشكل يومي. على سبيل المثال، في حال غرّد الأشخاص حول الغداء بشكل يومي، فلن يصبح هذا الموضوع من ضمن الاتجاهات. وإنما، في حال غرّد الناس بشكل مفاجئ حول عنصر قائمة طعام جديد لوجبة الغداء، فقد يكون هذا من ضمن الاتجاهات.
في العام الماضي، سجّلت تغريدة رائد الفضاء هزاع المنصوري قبل الانطلاق إلى الفضاء أعلى نسبة تغريدات في الإمارات. كما كانت تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، (HHShkMohd) المرافقة لعلامة تصنيف #علمتني الحياة، من بين أبرز التغريدات في الإمارات، حيث يستخدم سموه علامة التصنيف هذه لمشاركة معرفته وخبراته مع الأجيال الجديدة. وشملت علامات التصنيف الأخرى البارزة في الإمارات تلك المتعلقة بالإيمان (#رمضان)، والترفيه (#7sainaljassmi) بالإضافة إلى تلك المتعلقة بالأيام الوطنية كيوم العلم (#يومالعلم).
* سياسة عدم تعديل التغريدة تثير جدلا كبيراً، ما الحكمة منها وهل هناك إمكانية للتراجع عنها؟
- لا تعدّ ميزة التعديل أولوية في الوقت الحالي، ولكن فريقنا يواصل مراجعة وتحضير مجموعة متنوعة من التغييرات المقبلة، التي سوف تحسّن من تجربة الجميع. قد نعيد النظر بهذه الميزة في المستقبل.
* حروف التغريدة لا زالت تقيد مشتركي «تويتر» .. هل هناك أمل في تغييرها؟
- بعد التجربة الناجحة عام 2017، ضاعفنا عدد الأحرف من 140 إلى 280، كي نمكّن كل الأشخاص في جميع أنحاء العالم من التعبير عن أنفسهم بسهولة من خلال تغريدة واحدة. وقد هدفنا من خلال ذلك إلى إتاحة الخاصية، فيما نبقي السرعة والاختصار الذي اشتهر بهما «تويتر». والجدير بالذكر أننا لاحظنا من خلال هذه التجربة أن الأشخاص يغرّدون بسهولة أكثر، حين يستخدمون أكثر من 140 حرفًا. كما أن معدّل تغريداتهم يزيد إلى حد كبير في هذه الحالة. والأهم من ذلك كله هو أن الناس لم يحتاجوا، في غالبية الأحيان، إلى أكثر من 140 حرفًا ليغرّدوا بإيجاز ووضوح. اما بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى أحرف إضافية، فلديهم خيار إنشاء (ثريد)، وهي عبارة عن سلسلة تغريدات متصلة. ومن خلال سلسلة التغريدات، يمكن إضافة المزيد من الشرح والتحديثات والتوسّع أكثر من خلال ربط عدة تغريدات، وذلك عبر استخدام زر (إضافة تغريدة أخرى).
تحسينات مستمرة
* كيف تقيم «تويتر» نفسها مع المنصات الجديدة، هل هناك تراجع أم زيادة في المشتركين؟
- في حين أننا نركّز على زيادة المشاركة الصحية في المحادثة العامة، فإن فرصتنا الأكبر لدفع النمو تتعلّق بكيفية تطبيق هذه السياسة. لقد شهدنا نموا متوسطا في معدل المستخدمين النشطين الذي يمكن تحقيق الدخل منه بنسبة 34% على أساس سنوي، أي أنه وصل إلى 186 مليوناً، ليمثل أعلى معدل نمو ربع سنوي لدى «تويتر» على أساس سنوي. وقد أثّرت العديد من العوامل الخارجية على ذلك، كمتطلبات الملجأ في الموقع لكثير من الناس، وارتفاع معدّل المحادثات في جميع أنحاء العالم حول جائحة «كوفيد 19» وغيرها من الأحداث الحالية، بالإضافة إلى التحسينات المستمرة للمنتج.
* هل من خطط ومشاريع جديدة؟
- في ما يتعلّق بالمنتج، نواصل الاختبارات لعدد من الميزات الجديدة كالتغريدات الصوتية، والتي تضيف لمسة أكثر إنسانية مقارنة بالطريقة المعتادة لاستخدام «تويتر»، بحيث تتيح هذه الخاصية الجديدة للأشخاص فرصة إضافة صوتهم وإعدادات المحادثة الجديدة، كما توفّر لهم إمكانية اختيار من يمكنه الرد على تغريداتهم والمشاركة بالنقاش، بالإضافة إلى (فليتس) التي تعدّ وسيلة حديثة للمشاركة على «تويتر»، من دون الحاجة لإضافة الإعجابات أو إعادة التغريدات، أو الردود، كما أنها تختفي بعد 24 ساعة من نشرها. وفي السياق، فإننا نحضّر لبعض الأحداث البارزة في المنطقة، والتي توفّر فرص شراكة وإعلانات جيدة للعلامات التجارية وناشري المحتوى، ومنها اليوم الوطني السعودي وعودة موسم كرة القدم، وبشكل خاص دوري المحترفين السعودي، الذي حصد أكثر من 72 مليون تغريدة خلال المرحلة الأولى للموسم الحالي.
أما في ما يتعلق بالوباء العالمي، فلا يزال التزامنا بحماية المحادثة العامة قائماً، كما أن نهجنا يتميّز بالمرونة والتبدل المستمر. وتبرز أهمية ذلك خلال الفترات غير المسبوقة كتلك التي نمر بها الآن. كما أننا نصمّم على مراجعة طريقة تفكيرنا يوميًا، والتأكّد من أننا نشارك التحديثات المتعلقة بالتوضيحات الجديدة في شأن قواعدنا أو التغييرات الرئيسية حول كيفية تطبيقها.