محمود الخطيب 20 أغسطس 2020
الخبر الذي أعلنته شبكة نتفليكس الترفيهية، حول التعاقد مع النجم المصري عمرو دياب، لتقديم عمل درامي من بطولته يعرض حصرياً على منصتها التفاعلية، كان بمثابة القنبلة التي انفجرت شظاياها في الساحة الفنية في كل اتجاه، سواء بين أصحاب المشاريع الفنية التي قيل إن «الهضبة» سيقدمها خلال الأعوام العشرة الماضية، أو بين العاملين في وسائل الإعلام المختلفة.
4 تجارب سابقة
التجارب الدرامية التي قدمها سابقاً النجم المصري عمرو دياب خلال مشواره الفني على قلتها، لم تكن مشجعة له باعترافه ليواصل في هذا الطريق، ففضل أن يبقى أولاً في ملعبه كمغني، عوضاً عن أن يتوارى في الصفوف الخلفية كممثل، فصاحب المشوار الغنائي الذي يتجاوز اليوم 37 عاماً، كان قد حل ضيف شرف على فيلمي: (السجينتان، من بطولة الهام شاهين وسماح أنور عام 1988 وغنى فيه هلا هلا)، و(العفاريت، من بطولة مديحة كامل عام 1990 وغنى فيه شوقنا أكتر)، لكنه تجرأ بعد ذلك وقدم فيلمين آخرين من بطولته، هما: (أيس كريم في جليم، عام 1992 مع سيمون وجيهان فاضل) و(ضحك ولعب وجد وحب، عام 1993 مع عمر الشريف ويسرا)، لكنه أغلق منذ ذلك الوقت، باب التمثيل (بالترباس) مفضلاً التركيز في مشروعه الغنائي الذي جعله متسيداً للصفوف الأولى في الساحة الفنية الغنائية العربية حتى اليوم، ومحققاً لعدة جوائز عالمية وإقليمية.
اليوم يعود عمرو دياب بعد 27 عاماً ليقدم عملاً درامياً تحت مظلة نتفليكس التي لم تكشف طبيعة التعاون المنتظر، أو كواليس الاتفاق، فالشركة تجد بالنجم المصري، أيقونة لمختلف الأجيال ليس فقط على الصعيد الفني، بل على الصعيد الثقافي أيضاً، ويضيف أحمد الشرقاوي، رئيس الإنتاجات العربية الأصلية في نتفليكس: «تطلع الأجيال إلى اختيارات عمرو دياب المتجددة في حفلاته وحملاته الدعائية والموضة، مما يجعل تأثيره قوياً عليهم، لذا نحن على ثقة بأن هذا التعاون، سيدخل السعادة والسرور على الناس، المتشوقين لرؤية عمرو دياب ممثلاً». ولم تكشف نتفليكس، طبيعة العمل الدرامي الذي سيقدمه دياب.
مشاريع معلقة
كثيرة هي المشاريع الفنية (سينما ودراما) التي تم الإعلان عن رغبة «الهضبة» عمرو دياب بتقديمها على الشاشة، طيلة السنوات العشر الماضية، لكن اللافت فيها، عدم صدور تصريح صريح وواضح على لسان عمرو نفسه، يبدي فيه رغبته بتقديم نفسه للناس ممثلاً، وكل ما كان يدور آنذاك، تصريحات على لسان صُناع هذه الأعمال. وكنا في زهرة الخليج على امتداد السنوات الماضية، قد نشرنا حوارين منفصلين، الأول: عام 2015 مع الشاعر والسيناريست مدحت العدل، أعلن فيه عن انتهائه من كتابة مسلسل بعنوان (الشهرة) يتناول قصة حياة عمرو دياب مع إدخال بعض التعديلات لضرورات درامية، لكن هذا العمل سرعان ما تحول إلى فكرة أخرى! إذ تحول المسلسل إلى فيلم سينمائي من إخراج طارق العريان، الذي طلب يومها بتغيير القصة والسيناريو وعهد للمؤلف وسام صبري بكتابة قصة جديدة لا علاقة لها بحياة عمرو دياب، على أن يعرض في رمضان 2017، لكن العريان في الحوار الثاني: عام 2016، لم يكن متأكداً من إتمام مشروعه مع عمرو دياب، إذ صرح لنا قائلاً: «لا ضمانات مع عمرو دياب، فهو يعيش قلق المبدع، ويحرص على أن يظهر بصورة احترافية جداً، وهو خائف من التجربة على ما يبدو، لذلك هو دائم التغيير والبحث».
لكن هذه المرة وبالتزامن مع إعلان نتفليكس التعاقد مع «الهضبة»، أعلن عمرو دياب بنفسه نبأ التعاقد عبر تغريدة على منصة «تويتر»، قال فيها: «سعيد جداً بالتعاون مع نتفليكس في هذا العمل الفني الجديد، فأنا من أشد المؤمنين بأن الفن لغة عالمية، والآن وبهذا العمل الدرامي أنا متحمس جداً مع نتفليكس أن نصل إلى أكثر من 193 مليون متابع في أكثر من 190 دولة حول العالم، للاستمتاع بمحتوى فني جديد (صنع في مصر) ويستمتع به العالم بأكمله».
سعيد جداً بالتعاون مع نتفليكس في هذا العمل الفني الجديد، فأنا من أشد المؤمنين بأن الفن لغة عالمية، والآن وبهذا العمل الدرامي أنا متحمس جداً مع نتفليكس أن نصل إلى أكثر من ١٩٣ مليون متابع في أكثر من ١٩٠ دولة حول العالم للاستمتاع بمحتوى فني جديد "صنع في مصر" ويستمتع به العالم بأكمله pic.twitter.com/t4dA7roFWT
— Amr Diab (@amrdiab) August 18, 2020
اقرأ أيضاً: عمرو دياب يعود للدراما من خلال نتفليكس
دينا الشربيني رمانة الميزان
محمد عبد الرحمن، الناقد الفني المصري ورئيس تحرير موقع أعلام دوت كوم، يرى في إعلان تعاون نتفليكس وعمرو دياب، مفاجأة كبيرة لجميع العاملين في الوسطين الفني والإعلامي، ويوضح قائلاً: «عمرو دياب تلقى على مدار سنوات عروضاً كثيرة لتقديم مسلسل أو فيلم، إلا أن هذه العروض لم تترجم على أرض الواقع، لكن يمكن اعتبار التعاون الجديد منطقياً، فعمرو بعد المكانة التي وصل لها كمطرب، بات يحتاج إلى سياق إنتاجي جديد مختلف، واعتقد أن نتفليكس ستوفر له ذلك، آخذين بالاعتبار أن المسلسلات العربية للمنصة الترفيهية قصيرة وكأنها فيلم طويل، كما أن نتفليكس ليست كباقي المنتجين، الذين يمكن أن يتحمس عمرو دياب للتعامل معهم ثم يتراجع». ويؤشر عبد الرحمن على أن آلية التعاون بين الطرفين ما زالت طي الكتمان، ولم يتم كشف المحتوى الذي سيتم تقديمه للناس. يرى عبد الرحمن أن الجديد هو التعاون ةسيقدم الفائدة للطرفين، ويشرح: «التجربة الدرامية ستفيد عمرو المطرب، كما أن نتفليكس ستزيد من شعبيتها بالعالم العربي، مع ظهور (الهضبة) على منصتها». ويعقب عبد الرحمن على خبر التعاون قائلاً: «السؤال الكبير الذي سيكون محور الحديث خلال الأيام المقبلة، حول مشاركة زوجة عمرو دياب، الفنانة دينا الشربيني في العمل المنتظر، وهل ستكون رمانة الميزان، في دفع التعاون لأن يكون درامياً من بطولتهما معاً؟».
الإحساس بالتميز
نجلاء ابو النجا، الناقدة الفنية، تجد أن سبب قبول عمرو دياب فكرة التعاقد مع منصة نتفليكس، هو الإحساس بالتميز كأول مطرب عربي يتعاقد مع منصة عالمية، وتشرح قائلة: «ما دام التعاقد بين الطرفين تم، فمعنى ذلك أن التراجع عن تقديم العمل الدرامي المنتظر سيكون مكلفاً، فعمرو خلال السنوات الماضية كثيراً ما تراجع عن تقديم نفسه كممثل، بحجة أنه لم يجد القصة أو الفكرة المناسبة، ولم يدخل المنتجون المصريون في صدام معه، لمكانته الفنية ولعدم رغبتهم في قطع حبال الود معه، لكن الآن الأمر صار مختلفاً مع نتفليكس، كون المنصة الترفيهية هي جهة عالمية، وستوفر كل الإمكانيات الإنتاجية والصلاحيات التي كان عمرو يحلم بتحقيقها، حتى يتجرأ ويعود للتمثيل مجدداً بعد انقطاع 27 عاماً، أيضاً أجد أن عمرو في كل مشاريعه الدرامية السابقة التي لم تتم، لم يكن يجد الإمكانيات التي توافق ما يبحث عنه شخصياً في خياله، فهو يريد عندما يظهر ممثلاً، أن يشد انتباه الناس لحضوره، بعمل ذي قيمة فنية، لذا أجد في تعاقده مع نتفليكس، ما يشكل له الإحساس بالتميز والتفرد وهو ما يبحث عنه في جميع أعماله الفنية، خاصة وأنه يكاد يكون المطرب العربي الوحيد الذي وصل صوته لمختلف أرجاء العالم». وحول توقعها عن شكل التعاون الدرامي، ترى أبو النجا، أن المشروع أقرب ما يكون لعمل درامي لرمضان المقبل، موضحة: «مصادري تشير إلى أن المسلسل سيحمل توقيع المخرج طارق العريان، فعمرو يثق به جداً، ففي الأيام الماضية حدثت اجتماعات مكثفة بين الطرفين، حملت معها إطلاق كليب (يا بلدنا يا حلوة) التي ظهر به عمرو دياب بصورة إخراجية متجددة، يحتاج لها حالياً وهو ما يجده بطارق العريان، كما ستكون الفنانة دينا الشربيني بطلة المسلسل، خاصة إذا ما كانت القصة تتطرق إلى حياة عمرو دياب الشخصية، فدينا لها فترة طويلة مترددة في قبول أي عمل، ودائماً ما كانت تقول إنها تريد أن تظهر في عمل ضخم، ويبدو أنها كانت على اطلاع بالمفاوضات التي جرت بين نتفليكس وعمرو دياب خلال الفترة الماضية».
شغف التمثيل في أوجه
محمد جمعة، الصحافي الفني المتخصص في جريدة القبس الكويتية، يجزم أن شغف عمرو دياب بالتمثيل ما زال في أوجه، رغم غيابه عن الشاشة لسنوات طويلة، ويوضح: «رغم الوعود المتكررة والإعلانات المتعددة عن عودة (الهضبة) للتمثيل والتي لم تتم، إلا أن التمثيل ظل هاجساً لدى النجم المصري، وأعتقد أن أي فنان بحجم وقيمة ونجاح عمرو دياب، ما كان يرضى بأن يظهر بصورة متواضعة، وربما كان ذلك السبب في عدم خروج أي من مشاريع الأعمال السابقة للنور». ويعتقد جمعة أن المشروع الجديد لعمرو دياب مع نتفليكس، سيكون دراما توثيقية عن مسيرته، مثل أغلب الأعمال التي تعرضها الشبكة الرائدة عالمياً عن نجوم الفن والرياضة. ويجد جمعة أن النجم المصري بعد إعلان اتفاقه مع نتفليكس، صار ملزماً بتنفيذ العمل، بعكس اعتذاراته السابقة للمنتجين المصريين، الذين ألفوا اعتذار عمرو دياب دوماً، ويضيف: «كون نتفليكس شبكة عالمية، فمن الصعب أن يتراجع عمرو دياب عن قراره إلا لظرف قهري، وسيكون مجبراً وقتها على التبرير للجمهور، إذا أراد الحفاظ على صورته، خصوصاً وانه يرتبط بعقود إعلانات مع شركات تجارية عالمية، وليس في مصلحته أن يظهر بصورة فنان لا يلتزم باتفاقياته».
مصداقية التعاقد
مروة عبد الفضيل الصحافية والناقدة الفنية المصرية، تجد أن كل المشاريع التلفزيونية والدرامية والسينمائية التي تم الإعلان عن مشاركة النجم المصري عمرو دياب فيها هي في كفة، وتعاقده هذه المرة مع شبكة نتفليكس في كفة أخرى، وتوضح: «هذه المرة الأمر مختلف، فعمرو متعاقد مع منصة عالمية لها حضورها الكبير وجمهورها المتنامي بالانتشار عالمياً، وللمنصة مصداقية شديدة لن تغامر بخسارتها مع أي فنان مهما كان حجمه، كما أن عمرو دياب من الذكاء ألا يرفض مثل هذا العرض الذي سيوسع من قاعدة انتشاره العالمي، لذا أجد فكرة ظهور عمرو دياب درامياً منطقية جداً، كما لا يمكن إغفال العامل المادي، فهو بالتأكيد مغر جداً، وعامل جذب لعمرو ليعلن بنفسه عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، خبر تعاقده». وترجح عبد الفضيل أن يكون المشروع الدرامي، عبارة عن حلقات تليفزيونية قصيرة، مثلما هو قائم خلال هذه الفترة على المنصات الالكترونية، التي سيكون لها الريادة خلال الفترة القادمة.
لن يظهر للنور
بعكس التفاؤل الذي يبديه هذه المرة، معظم العاملين في الحقل الإعلامي المصري، حول جدية «الهضبة» عمرو دياب بتقديم عمل درامي، خاصة بعد التعاقد مع أكبر منصة ترفيهية عالمية بحجم نتفليكس، إلا أن عبدو منصور الصحافي المصري المختص بقضايا الفن يغرد خارج هذا السرب، إذ يرى أن عمرو دياب سيعتذر مجدداً عن تقديم العمل، ويوضح: «كما كل المرات السابقة، سيعتذر عمرو عن إتمام التعاون، فهو خائف جداً من الظهور كممثل، فهو يبقى متحمساً لفكرة التمثيل، ثم يتراجع عنها قبل الشروع بالتصوير، وخلال السنوات الماضية تكرر الأمر كثيرا لدرجة أن العاملين في الإعلام يدركون، أن أي خبر ينتشر حول استعداد عمرو للظهور ممثلاً لا يعدو فكرة لن تتم ترجمتها على أرض الواقع، وهذا ما أراه سيتكرر مجدداً».
وعن رأيه بالاتفاق مع نتفليكس، يرى منصور: «لن يتجاوز التعاون، فكرة خدمة صورته كمطرب، فالاتفاق لم تتضح معالمه حتى الآن، وقد يكون الأمر عبارة عن سلسلة فيديو كليبات مصورة، أو عمل توثيقي، وعموماً قد يكون عمرو وافق على التعاقد مع نتفليكس، في إطار سعيه لتكثيف تواجده عالمياً، لكنني متأكد أن مشروعه الدرامي لن يتم، مثل كل المشاريع السابقة».