#تحقيقات وحوارات
رحاب الشيخ الخميس 3 ديسمبر 2020 10:00
انتهجت دولة الإمارات في إدارة أزمة وباء كورونا المستجد «كوفيد 19» نموذجاً خاصاً بها، فهي لم تسعَ إلى محاكاة النماذج الدولية، بل اتبعت مسارها الخاص في إدارة الأزمة، إدراكاً منها للاختلافات الثقافية والجغرافية بين دول العالم، كما أنها تعلم أن كل دولة تحظى بميزات نسبية توظفها في تحديد قدرات إدارة الأزمة وكيفياتها. واتسم النموذج الإماراتي لمواجهة «كوفيد 19» بديناميكية حكومية وفاعلية، مما مكّنها من إدارة الأزمة بكفاءة واتخاذ القرارات اللازمة بشكل عاجل ومن دون إبطاء، مع ضمان التنفيذ السريع. «زهرة الخليج» تستعرض الإجراءات الفعالة التي اتخذتها دولة الإمارات، لضمان سلامة المواطنين والمقيمين والزوار على أراضيها.
مساعدات إنسانية
لم تكتفِ دولة الإمارات بتحصين الداخل في مواجهة وباء كورونا المستجد «كوفيد 19»، بل بذلت، ولا تزال، كل الجهود الممكنة لمحاصرة الوباء في دول أخرى، ومساعدتها في القضاء عليه، لتثبت الإمارات أنها دولة الإنسانية والخير لجميع دول العالم الذي يمر بأحلك ظروفه أمام تحديات وقف انتشار الفيروس. وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن دولة الإمارات قدمت حتى منتصف نوفمبر الماضي مساعدات طبية وعاجلة لـ118 دولة، استفاد منها أكثر من 1.5 مليون شخص من العاملين في الصف الأمامي لمواجهة فيروس «كوفيد 19»، ضمن مشاركتها بشكل فعال في الجهود الدولية لمكافحة الفيروس.
تطبيق الحصن
يعتبر تطبيق الحصن الإماراتي، المنصة الرقمية الرسمية الخاصة باختبارات فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» في دولة الإمارات، ويعمل على معرفة ما إن كان الشخص على مقربة من أشخاص قاموا بمخالطة أو التعامل مع أشخاص ثبتت إصابتهم بالفيروس. كما يتيح التطبيق للأشخاص الذين يخضعون لاختبارات الكشف عن الفيروس بتلقي نتائج اختباراتهم مباشرة على هواتفهم. ويعتمد التطبيق على استخدام الإشارات قصيرة المدى الخاصة بتقنية البلوتوث، في حال توافر التطبيق ذاته على الهواتف المحمولة للأشخاص الآخرين، حيث تتبادل الهواتف البيانات الوصفية التي يتم تخزينها بعد ذلك على تطبيق الحصن بصيغة مشفرة موجودة فقط على هواتف المستخدم. ويمكن للجهات الصحية المختصة من خلال هذه البيانات التعرف بسرعة إلى الأشخاص المعرضين لخطر انتقال العدوى إليهم ليتم التواصل معهم واختبارهم.
سوق افتراضي
أطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين منظومة شاملة لحماية الحقوق العمالية وضمان مصالح أصحاب العمل، وتوفير الخيارات البديلة للمتأثرين من أزمة تفشي الفيروس، بموجبها، يتوجب على المنشآت التي يوجد بها فائض في أعداد العمالة من غير المواطنين المصرح لهم بالعمل لديها، تسجيل بياناتهم في نظام سوق العمل الافتراضي على الموقع الإلكتروني careers.mohre.gov.ae لدعم احتياجات سوق العمل في ظل وقف الاستقدام من خارج الدولة، ووفق الاحتياج من قبل المنشآت الأخرى، على أن يبقى التزامها تجاه هؤلاء العمال قائماً من حيث السكن والوفاء بجميع مستحقاتهم (عدا الأجر) وذلك حتى مغادرتهم البلاد أو التصريح لهم بالعمل بمنشأة أخرى. كما يتوجب على المنشآت التي ترغب في توظيف العمالة الموجودة داخل الدولة خلال فترة وقف الاستقدام من خارج الدولة، القيام بعرض الوظائف المتاحة لديها في نظام سوق العمل الافتراضي والبحث في قاعدة بيانات العمال المتوافرة واختيار ما يتوافق مع متطلباتها في الوظائف المتاحة.
تعليم عن بعد
أطلقت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات مبادرات عدة لتمكين قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في هذا المجال، منها: توفير صندوق الاتصالات وتقنية المعلومات لـ 14000 جهاز لطلبة المدارس، فضلاً عن إتاحة بيانات الإنترنت المجانية عبر الهاتف المتحرك لتمكين نظام التعلم عن بعد، إضافة إلى توفير مجموعة من التطبيقات لدعم التعلم عن بعد والعمل من المنزل. وفي محاولة لتشجيع الناس على البقاء في المنزل، نشرت الهيئة قائمة بتطبيقات التسوق الإلكتروني المستخدمة في دولة الإمارات ليستخدمها المستهلكون بدلاً من تسوق المتاجر الإلكترونية المدرجة في القائمة مراكز التسوق والجمعيات الكبيرة، إضافة إلى محلات البقالة ومحلات اللحوم والخضراوات وغيرها من خدمات التسوق.
حملة وطنية
تعد (متطوعين الإمارات) أكبر شبكة للمتطوعين في دولة الإمارات للتصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، ويرأسها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وأطلقت حملة #الإمارات_تتطوع، بهدف مساندة خط الدفاع الأول من خلال تسخير الخبرات والمهارات والمواهب وإشراكها في عملية التطوع الميداني أو الافتراضي وضمن منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي في الدولة خلال الأزمات. وأسفرت الحملة عن استقطاب 7786 متطوعاً متخصصاً و20650 متطوعاً و17039 متطوعاً ميدانياً.
بروتوكول السفر
اعتمدت دولة الإمارات بروتوكولاً للسفر يسري على جميع المغادرين والقادمين للدولة، حيث يتطلب إجراء فحص مخبري قبل 48 ساعة من السفر، وتقديم تقرير الفحص من خلال التطبيقات أو نتيجة الفحص، ولا يُسمح بالسفر إذا كانت نتيجة الفحص إيجابية لفيروس «كوفيد 19»، كما يمنع سفر من تزيد أعمارهم على 70 سنة من الذين يعانون أمراضاً مزمنة، ويستثنى من ذلك الحالات المرضية المسافرة للعلاج في الخارج.
دعم نفسي
من خلال وسم #لا_تشلون_هم، أطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، حملة وطنية عبر شبكة الإنترنت لتقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع في ظل «كوفيد 19»، وذلك بالتعاون مع أكثر من 50 خبيراً وأخصائياً نفسياً، بالإضافة إلى الملهمين في مجالات علم النفس، والدعم النفسي والاجتماعي والمهارات الحياتية. وتقوم الحملة ببث يومي مباشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة @HappyUAE، عبر منصات فيسبوك، تويتر، انستغرام، وتقديم النصائح والإرشادات اللازمة لأفراد المجتمع للتعامل مع تحدي «كوفيد 19»، والإجابة عن أسئلتهم النفسية، بالإضافة إلى عرض سلسلة من البرامج التوعوية القصيرة والمركزة التي تقدمها مجموعة من المختصين حول المرونة والمتانة النفسية خلال التحدي الحالي، بالإضافة إلى جلسات افتراضية مغلقة لتوفير الدعم النفسي الاجتماعي لفئات مختلفة من المجتمع تشمل الأمهات، والطلاب، وكبار السن.
اقرأ أيضاً: «الإمارات» اتحاد الإنجازات