#منوعات
رحاب الشيخ 18 نوفمبر 2021
أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أن الأسرة هي البوصلة التي تقود الجهود لتقديم أفضل الخدمات المجتمعية، وقالت: "لطالما كان الطفل جوهر ما نقدمه من برامج ومبادرات تعزز موهبته وتنمي فكره وثقافته، وقبل ذلك كله تحمي كرامته وتصون حقوقه، فالطفولة عالم بريء يفيض بالخيال والمشاعر، وهي مرحلة رقيقة من حياة الإنسان تتشكل فيها شخصية الفرد".
نصون براءتهم
جاء ذلك في كلمة مسجلة لسموها خلال افتتاح أعمال "منتدى سلامة الطفل 2021" الذي تنظمه إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، يوم أمس الأربعاء، في "مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات"، تحت شعار "نصون براءتهم"، بحضور ومشاركة أكثر من 100 من ممثلي الإدارات والدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية المعنية بشؤون الطفل والأسرة والعمل التربوي والثقافي والمجتمعي، إلى جانب عدد من الإعلاميين والصحافيين في دولة الإمارات.
سلامة الطفل
وقالت سمو الشيخة جواهر: "يحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة – حفظه الله – بأن تكون الشارقة بيئة سليمة وملاذاً آمناً للطفل ليعبر عن شخصيته ويبني اهتماماته وتطلعاته، فلم تكف يداه البيضاء الحانية يوماً عن تسهيل جميع التحديات لضمان تقديم المبادرات التي تحافظ على سلامة الطفل فكرياً وجسدياً ونفسياً".
وأضافت: "لأن المبادرة منهجاً اتخذناه لنكون على أتم الاستعداد للتصدي لكل ما يمس سلامة الطفل وأمنه في المجتمع، فإننا نعول على هذا المنتدى لاستقاء المعرفة من الخبرات المتخصصة في الأمن، ورفع مستوى الوعي لدى أولياء الأمور والأسر حول أهمية متابعة الأطفال ومشاركتهم في اهتماماتهم وهواياتهم وكل ما يشد انتباههم في البيئة الواقعية أو في العالم الافتراضي.
التحصين والوقاية
وفي كلمتها خلال افتتاح المنتدى، قالت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل: " إن المجتمعات الحيوية والحريصة على كل فرد فيها تتعامل بشكل استباقي مع السلبيات، وتعمل بمنطق التحصين والوقاية قبل منطق العلاج، خاصةً إذا كانت القضايا المطروحة تتعلق بأكثر الفئات الاجتماعية حساسية وهم الأطفال، وهذا ما يوجه به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وما ترعاه قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وما تعمل من أجله قيادتنا الحكيمة وكل فرد في مجتمعنا المعطاء".
عقوبات رادعة
وأجمع المشاركون في الجلسة على الدور الهام للتشريعات في دولة الإمارات التي تتضمن العقوبات الرادعة وأهميتها في ضمان توفير حماية أعلى لسلامة الطفل من الإساءات، وأكدوا أهمية زيادة برامج التوعية التي تناقش القضايا الحساسة المتعلقة بحماية الطفل، والتركيز على استهداف أولياء الأمور بالتوعية وتجنب إهمال الأطفال وعدم تركهم مع الغرباء، ومراقبة ما يتصفحونه في العالم الافتراضي عبر الإنترنت لحمايتهم من التعرض للإساءات التي تمس براءتهم.
فريق عمل
وخلال مشاركته قال سعادة اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة: "نولي الجانب الاجتماعي وحماية الطفل أهمية من خلال النزول إلى المدارس لإلقاء المحاضرات من قبل مختصين لتوعية الأطفال، ونحن محظوظون في إمارة الشارقة بتكامل الأدوار بين المؤسسات التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة التي تهتم بكافة أفراد الأسرة وفي مقدمتهم الأطفال، وهناك تحديات واقعية نتعامل معها ميدانيا لنعزز حماية الأطفال، ولدينا فرق عمل تباشر مهامها على مدار الساعة، وفي حال تلقي أي بلاغ يتعلق بالإساءة للأطفال نعمل دائمًا على توفير سرعة الاستجابة".
التحايل أو الاستدراج
وبدوره أكد سعادة العامر كرامة العامري رئيس نيابة دائرة القضاء أبوظبي حرص التشريعات في دولة الإمارات العربية المتحدة على حماية الأطفال من خلال اعتبار الأسرة الوحدة الأولى في دعامات المجتمع، وأشار إلى أن معظم الإساءات التي يتعرض لها الأطفال تحدث إما بالتحايل أو الاستدراج، وخاصة في العالم الافتراضي الذي يستغله المتربصون بالأطفال ويتسببون للصغار بالأذى النفسي.
بيئة آمنة وصديقة للطفل
من جانبه أشار سعادة أحمد الميل، مدير دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة إلى أن إمارة الشارقة سباقة في توفير بيئة آمنة وصديقة للطفل، ولفت إلى أن اعتماد إنشاء دور الرعاية المخصصة للأطفال تم منذ عام 1984، مروراً بإطلاق مبادرات وإنشاء مؤسسات من مهامها توفير حماية الطفل، بفضل توجيهات ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وأوضح أن دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة تستجيب عبر مركز حماية الأطفال والأسرة لأي بلاغ وتنسّق مع الجهات الأخرى لتوفير الحماية للأطفال والتدخل الفوري لإزالة أي خطر محتمل يواجه أي طفل عند تلقي البلاغ.
التفكك الأسري
بدوره اعتبر الدكتور وليد خالد الحمادي، وكيل نيابة أول مدير نيابة الأسرة والطفل في نيابة الشارقة الكلية أن أبرز سبب لوقوع إساءات ضد الأطفال يتمثل في التفكك لدى بعض الأسر، وشدد على أهمية دور الوالدين في حماية الأطفال وعدم الإهمال بتركهم مع الغرباء، موضحاً أن الإساءات التي تترك أثراً نفسياً لدى الأطفال والتي تحدث في العالم الافتراضي تحدث بسبب الإهمال وترك الأطفال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بدون رقابة أسرية.
سلوك الطلاب
من جهتها أوضحت، موزة الشومي خبيرة الإرشاد وجودة الحياة في وحدة حماية الطفل من وزارة التربية والتعليم فأوضحت أن اللوائح التي تقيس وتضبط سلوك الطلاب في المدارس تضمن حماية الأطفال في المؤسسات التعليمية، وتعتمد كذلك على تقييم المدرسين والاخصائيين لسلوك الطلاب، وأن اللوائح تعزز السلوك الإيجابي وتكافؤ من يتفوقون على غيرهم في السلوك الحميد، فيما تتدرج العقوبات على الطالب تبعاً لدرجة مخالفته، وخاصة إذا مارس العنف والإيذاء الجسدي ضد غيره حيث يتم اتخاذ إبلاغ أولياء الأمر.