#منوعات
إشراقة النور 1 ديسمبر 2021
رفقة شمسها المشرقة، ومناخها الاستوائي، وتقاليدها الساحرة، وإيقاعات طبولها الصاخبة، وابتسامات ترحيبية دافئة.. تأخذ الأجنحة الأفريقية المشاركة في «إكسبو 2020 دبي» الزوار في رحلة أسطورية؛ للارتقاء بتجربتهم السمعية، والتعمق في المناظر والأصوات التقليدية، التي لا حدود لها في القارة السمراء، حيث يبرز التنوع الهائل في الموسيقى، والرقص، والضيافة، ومناظر المدن، والتحف، والمواهب الابتكارية، وهي تتقدم نحو تحقيق مُخطط قاري باذخ الطموح، تجذب إبداعاته الجمهور ليكونوا جزءاً من هذه القصة السردية الجديدة، وتكشف عن مشهد لا مثيل لحسنه، يمثل تراثه مهداً للتطور الإنساني، وجوهر الابتكار. وإلى جانب تسليط الضوء على الفرص الاقتصادية، تقوم البلدان الأفريقية بتذكير العالم بثروة ثقافية رائعة وواعدة.. في هذا التقرير جولة في بعض الأجنحة الأفريقية؛ للتعرف إلى بعض ملامح مشاركة القارة السمراء:
الاتحاد الأفريقي.. رحلة التحول
يعد جناح الاتحاد الأفريقي في «إكسبو 2020 دبي» ساحة ملونة بلا حدود، تسلط الضوء على الإمكانات والطموحات الهائلة للقارة، والتي تنعكس في تطلعات أجندة 2063، التي تشمل: الزراعة، والنقل، والعلوم، والتكنولوجيا، والصحة. ومن خلال سرد قصة البداية للولادة الجديدة، حيث يشارك الجناح قصصاً عن كيفية طموح أبناء أفريقيا لبناء القارة التي يريدونها. وتأخذ هذه المنطقة زوارها، خلال رحلة التحول الخاصة بقارة غنية بهويتها العرقية وتنوعها، لتخبر العالم إلى أين تتجه، ولماذا من المهم أن يقف العالم في دهشة أمام تجربة من هذا القبيل؟
غينيا بيساو.. بلد الألف نهر
جناح دولة «غينيا بيساو» هو نموذج مصغر لتنوع الشعوب والثقافات، والمناظر الطبيعية، والحياة البرية في أفريقيا. تعرف غينيا بيساو ببلد الألف نهر، ومن خلال جناحها تتعرف إلى رؤى البلد وطموحاته، وبينما تتجول عبر أروقته ستشاهد كيف تستوحي أجيال الموسيقيين ورواة القصص والراقصين الإلهام لاتّباع إيقاعها الخاص، وهناك أيضاً دعوة لرحلة سفارٍ افتراضية، والتعرف المباشر إلى الحيوانات المحبوبة في هذا البلد عبر مناظر آسرة، وفرصة لإدراك كيف أن التقنيات المبتكرة تساعد المجتمعات على حصاد مكسرات الكاجو، ومعالجتها، وتوزيعها في جميع أنحاء العالم.
بوروندي.. قرع الطبول المقدسة
يعرض جناح دولة بوروندي مجموعة من أروع عجائبها، وتقاليدها الثقافية الفريدة، وحفاوتها وجدية شعبها المضياف في العمل، بهدف اجتذاب السياح، وشركاء الأعمال، والمستثمرين. داخل الجناح، يمكنك التمتع بالمذاق الأصيل والطبيعي واللذيذ للقهوة، والعسل، والشاي الجبلي، وغير ذلك الكثير، بينما تستمتع بأصوات قرع الطبول المقدسة، واستكشاف مناظر الطبيعة الخلابة.
مالي.. صندوق المفاجآت
تحكي واجهة جناح مالي التاريخ الحضاري لبلد متعدد الأعراق والثقافات، من خلال عمل فني رائع وضخم للفنان عبدالله كوناتي، وهو شخصية بارزة في الفن المعاصر في مالي، ومن الذين أثروا في تطور الفن المعاصر بأفريقيا. يعرف الجناح، أيضاً، بإيقاعات مالي وموسيقاها المتنوعة والفريدة، إلى جانب الأزياء، والتعريف بالطقوس والممارسات الاجتماعية، والحكايات التقليدية الشفاهية، التي يتناقلها الأبناء عن الآباء، ولابد للزائر من إلقاء نظرة على «صندوق المفاجآت» بالجناح، والذي يحوي الكثير والنادر من التحف الفنية والتاريخية الثمينة، التي تعرّف بثقافة مالي وحضارتها.
أوغندا.. الغنى الفريد
يلفت جناح أوغندا نظر زواره - بصور كرتونية - إلى حيوانات استوائية برية فريدة، مثل: الزرافات، والفيلة، إضافة إلى أكثر من 1000 نوع من الطيور، بما في ذلك بعض الأنواع النادرة، كلها تزين الجدران الزجاجية. كذلك يمكن للزائر الاستمتاع بتجربة «الواقع المعزز» للغوريلات المذهلة في «بويندي»، التي تتيح للزوار الشعور بتجربة تعقب الغوريلا الجبلية الفريدة في أوغندا. أما في بقية المعرض، فسيجد الزائر حبوب القهوة على المنصة، والمنحوتات الخشبية السوداء، وكلها تعرض السمات الفريدة للبلد.
أنغولا.. تنسيقات استثنائية
يعيد جناح أنغولا، في مساحته النابضة بالتاريخ، إحياء الفن المندثر، المتمثل في سرد القصص عبر الرسومات الرملية لشعب «لوندا تشوكوي»، كما يعكس الجناح تنسيقات استثنائية من وحي الحياة النباتية في أنغولا، وأعمالاً فنية من إبداع فنانين محليين، مثل: باولو كوسي، ودانييلا ريبيرو، وفينسا تيتا، وكريستيانو مانجوفو، وجيزيف زيفرينو.
«الأمل» في رواندا.. و«الجواز» في كينيا
يقدر عدد سكان القارة الأفريقية بأكثر من 1.3 مليار نسمة، ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول منتصف هذا القرن، مع وجود أكثر من 2000 لغة، و3000 مجموعة عرقية موجودة في القارة. ومع سعيها إلى الحصول على حضور ثقافي أوسع حول العالم، فإن المشهد الثقافي الأفريقي في «إكسبو 2020 دبي» يبدو شديد الازدهار والتألق، وهي فرصة للدول الأفريقية للتعبير عن قوتها الناعمة، حيث يمنح دخول الجناح الإثيوبي للزوار مواجهة مع نسخة طبق الأصل من «لوسي»، أقدم أحفورة بشرية في العالم. وسيوضح جناح رواندا كيف تحدت هذه الدولة الصعاب، وأصبحت نجماً ساطعاً ومركزاً تقنياً في أفريقيا، بينما تعيد تشكيل ملامح القارة منارةً للأمل، ونموذجاً للتقدم الأفريقي، بفضل المورد الأعلى قيمةً لديها وهو الشعب الرواندي.
وسيرى الجمهور كيف وضعت سيشل معايير دولية جديدة في النماذج الإبداعية، لتمويل الحفاظ على المحيطات. وربما يتذوقون الشوكولاتة المنتجة من الكاكاو في ساحل العاج. وسيتمكن الزوار، أيضاً، من اللعب خلال تعلم العرف الأنغولي القديم للرسم بالرمل. وفي الوقت نفسه، بالجناح الكيني سيجدون فرصة للقاء 44 قبيلة مختلفة تشكل الدولة، ويمكن للزوار المغادرة باسم كيني، ونسخة رقمية من جواز سفرهم الكيني. بينما سيستضيف جناح نيجيريا عروضاً من مشهد سينما نوليوود المزدهر، وحفلات موسيقية أفروبية.