#طبيبك
زهرة الخليج - الأردن 1 يونيو 2022
قد يفزع الوالدان عندما يريان الرضيع يقوم بحركات لاإرادية وهو نائم أو حتى وهو مستيقظ. مثلاً، ترتجف أو تنتفض يداه أو ساقه. وعادة تكون هذه الحركات نتيجة للجهاز العصبي لحديثي الولادة، الذي لايزال في طور النمو. لكن في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الهزات والارتعاش علامة حمراء على حدوث اختلاجات (الصرع)، أو مشاكل أخرى. فكيف يمكنك معرفة متى تكون هذه الحركات طبيعية، ومتى تقلقين منها؟
يكشف موقع verywellfamily الطبي الفرق بين حركات الأطفال اللاإرادية المفزعة.
أولاً: أسباب طبيعية للحركات اللاإرادية
أظهرت الأبحاث الطبية أن ما يصل إلى ثلثي الأطفال حديثي الولادة يعانون رعشة، خلال الأيام القليلة الأولى من حياتهم. وبعض الأطفال، خاصة الأطفال الخدج، يمكن أن يكونوا مضطربين أو متوترين لأسباب مختلفة. ومعظم حالات الارتعاش لدى حديثي الولادة ليست مدعاة للقلق، ومن المحتمل أن تكون نتيجة أحد الأسباب الشائعة الآتية:
1. الجهاز العصبي غير الناضج:
الأطفال حديثو الولادة لديهم جهاز عصبي غير ناضج. والمسارات التي تنقل الإشارات من الدماغ إلى أجزاء الجسم لم تتطوّر بالكامل بعد، لذا يمكن أن تبدو حركاتها متشنجة ومضطربة. وسيصبح الارتجاف والارتعاش أقل تكراراً بعد الأسابيع القليلة الأولى من الحياة حيث ينضج الجهاز العصبي للطفل. وقد تبدو ردود أفعال الأطفال الخدج غير متوقعة لبضعة أشهر؛ حتى يتمكنوا من اللحاق بأقرانهم الناضجين. وفي بعض مراحل النمو المبكرة في كل الأطفال المولودين قبل أوانهم، قد ترتجف أجزاء مختلفة من الجسم للمساعدة على تطور جزء، أو رد فعل معين. على سبيل المثال، تساعد نفضات الرأس والأطراف على إعداد الطفل، حديث الولادة لرفع رأسه، وتعلم ما يمكن أن تفعله ذراعاه وأرجله.
2. الحركات الطبيعية أثناء النوم:
غالباً يلاحظ الآباء ارتعاش حديثي الولادة عندما يتوقعون أن يكونوا أكثر استرخاءً، أثناء النوم، وتشير الأبحاث إلى أن تشنجات النوم التي تحدث وقت القيلولة والنوم ليلاً، والمعروفة أيضاً باسم "رمع النوم" تعزز نمو الأطفال الحسي والحركي. وعادة تحدث هذه الارتعاشات أثناء فترة حركة العين السريعة للنوم، أي بداية النوم.
3. المنعكس الجفل:
سيقفز الطفل أو يرتعش عندما يفاجأ، مثلاً عندما يسمع ضجيجاً عالياً، حيث يتشنج ويتصلب الجسم كله فجأة، ثم تستقيم الذراعان والساقان بسرعة وتنفتح اليدان. ثم يسحب الطفل ذراعيه وساقيه للخلف بالقرب من جسده. ورد الفعل المفاجئ هذا، المعروف أيضاً باسم "منعكس مورو"، يستمر لبضع ثوانٍ فقط. وسيلاحظ الآباء أن أطفالهم يظهرون أحياناً "منعكس مورو" في الأسابيع الـ12 الأولى من حياتهم. وعادة يتبدد بعد 6 أشهر، عندما يتمكن الطفل من دعم رأسه، وقد يتأخر تبدده قليلاً بالنسبة إلى الذكور عن الإناث.
4. الكثير من الكافيين في حليب الأم:
إذا كنت ترضعين طفلك، وتشربين الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل: القهوة والشاي والصودا)، فإن الكافيين الذي تستهلكينه يذهب إلى حليب الثدي. ولا يمثل تناول كمية صغيرة من الكافيين مشكلة في العادة، لكن قد يسبب الإفراط في تناول الكافيين وارتفاعه في لبن الأم أن يصبح طفلك عصبياً، ويواجه صعوبة في النوم، ويبدأ في إظهار علامات الارتعاش أو التوتر. لهذا، تأكدي من كمية الكافيين التي تتناولينها، مع طبيبك. ويوصي الخبراء الأمهات اللواتي يرضعن من الثدي بألّا يتناولن أكثر من 200 إلى 300 ملليغرام من الكافيين يومياً، وكلما قلّت الكمية، أو تخلت الأم عن تناول مشروبات الكافيين، كان أفضل.
إقرأ أيضاً: هل الميلاتونين آمن للأطفال؟
ثانياً: أسباب مرضية للحركات اللاإرادية عند الرضع
هناك بعض الأسباب المرضية للرجفة أو الرعشة. إذا كان طفلك يُظهر توتراً أو رعشة متكررة، وكنت تشكين في أيٍّ مما يأتي، فمن المهم الاتصال بطبيب الأطفال في أقرب وقت ممكن:
1. انخفاض سكر الدم:
إذا انخفضت مستويات السكر في دم الطفل (الجلوكوز)، فقد يسبب ذلك رجفة ورعاشاً. وانخفاض نسبة السكر في الدم مشكلة شائعة يواجهها الخدج، خاصة إذا كانت الأم مصابة بسكري الحمل، أو تسمم الحمل، أثناء الحمل. وإذا كان انخفاض نسبة السكر في الدم هو السبب، فقد تكون التغذية كل ما يتطلبه الأمر، لإعادة مستويات طفلك إلى وضعها الطبيعي، ووقف الارتجاف.
2. نقص الفيتامينات:
يمكن أن يؤدي انخفاض الصوديوم في الدم إلى زيادة نشاط العضلات الذي يشبه الارتجاج أو الارتعاش. وإذا كان طفلك يعاني من خلل في الإلكتروليت، فقد يحتاج إلى سوائل في الوريد. ويمكن أن تشير حركات الطفل اللاإرادية أيضاً إلى نقص المعادن، مثل: نقص كالسيوم الدم أو نقص مغنيسيوم الدم. ويمكن أن تكون الرعشات أيضاً علامة مبكرة على انخفاض مستويات فيتامين (د) عند الأطفال حديثي الولادة.
3. أعراض الانسحاب:
يمكن أن يعاني الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين اضطرابات تعاطي المخدرات، أو المواد الموصوفة من رعشة وارتجاف في الأيام أو الأسابيع التالية للولادة. وقد لا يحتاج بعض الأطفال إلى أي علاج للانسحاب من المخدرات، لكن ذلك يعتمد على الدواء وشدة الأعراض.
كيفية التفريق بين الرعشات الطبيعية والاختلاجات
تحدث الاختلاجات لدى ما يقارب 1.5% من الأطفال حديثي الولادة، وهي أكثر شيوعاً عند الأطفال المبتسرين. وتبدو الاختلاجات، مثل: الاهتزاز الشديد والضرب. وقد تكون حركة اهتزاز متكررة في الذراعين أو الساقين، أو قد تبدو كحركة متكررة للفم واللسان أو الرأس، وقد تبدو النوبة أيضاً كأنها تقوس أو تصلب دوري، ثم إرخاء جزء من الجسم.
وأحد الأدلة على أن الطفل يعاني اختلاجات، بدلاً من ارتعاشات أو رجفة طبيعية، أنه لا يمكن للوالدين بسهولة إيقاف تلك الحركة بضغط يدوي لطيف. ويمكن أن تبدو النوبات كحركات طبيعية وغير ضارة. لهذا، تجب استشارة الطبيب للتفريق بين الاثنين، ويمكن أيضاً تصوير الطفل أثناء تلك الحركة، وعرضها على طبيبه، الذي قد يطلب اختبارات معينة، مثل: مخطط كهربية الدماغ (EEG)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CAT Scan)، إذا كان يعتقد أن طفلك تعرض لاختلاجات، لا ارتعاشات طبيعية.