#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 13 يونيو 2022
يعكس الضغط النفسي عبئاً زائداً على كواهلنا، وهو أشبه بحمل حقيبة ظهر بشكل مستمر، وهذه الحقيبة تزداد ثقلاً مع مرور كل دقيقة، فالضغط النفسي الشديد الذي يصل إلى درجة لا تحتمل قد يجعل رحلة الحياة صعبة.
ويمكن أن يحدث الضغط النفسي حتى مع الأحداث السعيدة، فالاستعداد لحفل زفاف بكل ما في ذلك من تفاصيل، يمكن أن يسبب مستويات عالية من الضغط النفسي، وعندما يتجاوز مستوى الضغط قدرتك على التعايش مع الآخرين، فأنت بحاجة إلى استعادة التوازن من خلال تقليل عوامل الضغط أو زيادة قدرتك على التكيّف، أو من خلال الجمع بينها، وفي هذه الأحوال قد تساعدك بعض الاستراتيجيات التي يقترحها موقع psychologytoday على تجاوز الضغط، وهي: التجنب، والتغيير، والقبول، والتكيّف.
تمثل عوامل الضغط بحلوها ومرها جزءاً من حياة أي شخص، فمن المهم محاولة ممارسة هذه الأساليب لإحداث توازن في معادلة الضغوط لديك. ومع الممارسة، ستصبح حقيبة الظهر الثقيلة هذه مجرد حقيبة حيل وفنون، ولن يمر وقت طويل حتى تكون قادراً على اختيار الأداة الأكثر مناسبة لك وللموقف، ثم التعوّد على الأداة التي تحافظ على إكمال سيرك في الحياة بسرعة ثابتة.
1. التجنب:
أول أداة من أدواتك للتغلب على الضغوط النفسية هي أداة التجنب، فمتى وكيف تتجنب؟ يمكنك ببساطة تجنب كم وافر من الضغط النفسي، بالتخطيط المسبق، وإعادة ترتيب الأشياء، وتقليل الأعباء.
- حاول السيطرة على الأشياء من حولك والتي تسبب لك الضغط النفسي، فمثلاً إذا كانت الطرق مزدحمة أثناء ذهابك لعملك، فيمكنك المغادرة مبكراً، أو سلوك طريق أطول، لكنه أقل ازدحاماً.
- تجنب الأشخاص المزعجين لك، عبر ترك مسافة فعلية بينك وبين الأشخاص المزعجين لك، وضع حدوداً واضحة لتحمي مساحتك الشخصية.
- تعلم أن تقول لا، فوقتك مملوء بالكثير من المسؤوليات والطلبات، ومن المهم أن تعي الخط الذي يفصل بين كونك إنسانًا خيّرًا يفعل الخير ويقدم العون باختياره، وبين آخر يقبل أي شيء حتى لو كان فيه اختراق لحدوده، وتعدٍّ على مساحته الشخصية، فقط لأنه لا يستطيع أن يقول: "لا".
- تخلص من بعض بنود قائمتك، ويمكن مراجعة قائمة المهام الخاصة بك، واشطب منها ما هو غير ضروري، ويمثل عبئاً عليك.
إقرأ أيضاً: لا تخجلي من تعليم طفلك هذه الأمور
2. التغيير:
من أكثر الأشياء المفيدة التي يمكنك القيام بها في أوقات الضغط النفسي، تقييم الموقف الذي تمر به، ثم محاولة تغييره إلى الأفضل.
- اطلب من الآخرين بأسلوب مهذب أن يغيروا سلوكهم، ولتكن عندك أنت الرغبة في فعل الشيء نفسه؛ ففي الأغلب تتولد عن المشكلات الصغيرة مشكلات أكبر، إذا لم يتم حلها في الوقت المناسب.
- عبّر عن مشاعرك بصراحة، وتذكر استخدام العبارات التي تبدأ بكلمة أنا، مثل: أنا أشعر بالإحباط بسبب مواعيد التسليم القصيرة، وحِمل العمل الثقيل. هل هناك شيء يمكننا فعله لإحداث توازن بين الأشياء؟
- نظِّم وقتك بصورة أفضل، وقم بتجميع المهام المشابهة جنباً إلى جنب، كتجميع المكالمات الهاتفية والمهام التي تستلزم استقلال السيارة والمهام ذات الصلة بالكمبيوتر، وستكون مكافأة زيادة الكفاءة هي الحصول على مزيد من الوقت.
- ضع حدوداً مسبقة، بدلاً من الشعور بالضجر من زميل لا يتوقف عن الثرثرة، ابدأ حديثك بأدب قائلاً له: ليس لديّ أكثر من خمس دقائق لهذا الحديث.
إقرأ أيضاً: "رامزي هانت" متلازمة أصابت جاستن بيبر.. فهل يمكن الشفاء منها؟
3. التكيف:
من أكبر عوامل الضغط النفسي اعتقادك عدم قدرتك على التكيف، رغم أنه قد يفيد بدرجة بالغة في التعامل مع الضغط النفسي.
- حاول تعديل معاييرك، فضع تعريفاً مختلفاً للنجاح وتوقف عن السعي لتحصيل الكمال، وستشعر حينها بقدر قليل من الشعور بالذنب والإحباط.
- أعد صياغة المشكلة، عبر محاولة النظر إلى الموقف من وجهة نظر جديدة، فبدلاً من الشعور بالإحباط من أنك في المنزل مع طفل مريض، انظر إلى الموقف على أنه فرصة لتقوية الرابط بينك وبين الطفل وفرصة للاسترخاء وغسل الملابس المراد غسلها.
- ليكن لك شعاراً، واجعل لنفسك قولاً مثل:، يمكنني معالجة هذا، وكرره بداخلك كلما مرت بك مواقف عصيبة.
- ضع لنفسك قائمة بالمبهجات، وتخيل جميع الأشياء التي تشعر معها بالمرح في حياتك، عطلاتك، وأطفالك، وحيواناتك الأليفة. ثم تذكر هذه القائمة عندما تكون مضغوطًا. فهذه القائمة ستعمل كرسالة تذكير لعوامل المرح في حياتك.
- انظر إلى الصورة الكبيرة، واسأل نفسك: هل هذه المشكلة تأتي كل عام أم كل خمسة أعوام؟ وفي الأغلب تكون الإجابة: كل خمسة أعوام. إن إدراك هذا يجعل الموقف الصعب أقل وطأة.
4. القبول:
في بعض الأحيان، لا نملك خياراً سوى قبول أشياء كما هي.. ببساطة لأننا لا نملك تغييرها، ولا يوجد لنا طريق إلا قبولها كما هي، وللتعامل الجيد مع هذه الأوقات.
- تحدث مع أحد الأشخاص، فقد لا تستطيع تغيير موقف يبعث على الإحباط، لكن هذا لا يعني أن مشاعرك ليست في محلها. تحدث مع صديق يتميز بحسن الفهم، وستشعر بالتحسن بعد البوح بما في داخلك.
- سامح واغفر، إذ يستنفد الغضب كثيراً من الطاقة، فالمسامحة تتطلب الممارسة، لكن عندما يعتاد الشخص ذلك سيحرر نفسه من حرق المزيد من طاقته السلبية.
- احرص على التفكير الإيجابي، فمن السهل أن تفقد الموضوعية عندما تكون مضغوطاً نفسياً. والتفكير السلبي قد يؤدي إلى تفكير سلبي مثله، وسرعان ما يصاب الشخص بالانهيار العقلي. كن إيجابيًا، بدلاً من التفكير على طريقة: أنا فظيع في إنفاق المال ولن أنجح أبدًا في التحكم في ميزانيتي. حاول أن تصيغ المشكلة بطريقة مختلفة، كأن تقول: "لقد ارتكبت خطأ مع أموالي، لكني أتحلى بالمرونة، سوف أتخطاه".
- تعلم من أخطائك، إذ توجد قيمة في إدراك اللحظة الملائمة للتعلم، لا يمكنك تغيير حقيقة أن التأجيل يضر بأدائك، لكن يمكنك التأكد من تخصيص مزيد من الوقت في المستقبل.