#منوعات
رحاب الشيخ الإثنين 10 ابريل 2023 09:30
تحتفي دولة الإمارات، في التاسع عشر من رمضان كلَّ عام، بذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وبهذه المناسبة زارت «زهرة الخليج» جامع الشيخ زايد الكبير، أحد أهم الجسور العالمية للتقارب الحضاري بين مختلف الثقافات، وهناك التقت عدداً من الزوار الأجانب حيث تجمعهم قباب وجدران الجامع، ويلتقون تحت مظلة«درب التسامح»؛ الذي يتيح لمرتادي الجامع خوض تجربة فريدة ورحلة استكشاف استثنائية، خلال عبورهم من مركز الزوار إلى رحاب الصرح الكبير، وبذلك يتجاوز دوره كصرح عالمي تقام فيه الشعائر الدينية، إذ يستقبل أكثر من أربعة ملايين زائر سنوياً من مختلف ثقافات العالم، في أجواء مدهشة من المحبة والإخاء.
يعد جامع الشيخ زايد الكبير، في مدينة أبوظبي، سادس أكبر مسجد في العالم، وهو من بين الأعمال الطيبة التي تركت أثراً في قلوب الزوار الذين يأتون إلى المكان من شتى بقاع الأرض، حيث أمر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ببناء مسجد يجسد الثقافة الإسلامية، بما تحمله في طياتها من تسامح وسلام، ويكون منبراً ينير العالم ضياءً ومحبةً، ومزاراً لجميع الأجناس والديانات المختلفة، وقد دفن المغفور له الشيخ زايد، عام 2004 في فناء الجامع الذي افتتح رسمياً عام 2007، وتحقق حلم المغفور له بأن يكون صرحاً إسلامياً يعكس القيم الإسلامية السمحة.
أجواء رمضانية
تقول «كاثرين» من أوزبكستان (ربة منزل، وأم لخمسة أبناء): في كل عام، خاصة في شهر رمضان، أصطحب أبنائي وقت أذان المغرب؛ لنستمتع بالأجواء الرمضانية المميزة، ونفرح جميعاً بمشاهدة مدفع الإفطار وهو يعلن عن إفطار المسلمين، لاسيما ونحن نتناول التمر والعصير وبعض المأكولات، ونأخذ الكثير من الصور التذكارية التي نرسلها إلى عائلتنا في أوزبكستان، ولا ننسى أبداً زيارة قبر المغفور له قبل أن نغادر الجامع.
سوق المسجد
وتتذكر الأميركية «شيراز» (معلمة) جدتها، التي كانت تسرد لها قصصاً وحكايات عندما شاهدت المغفور له قبل سنوات في موكبه بأبوظبي، وهو يتفقد أحوال البلاد، قائلة لها: كان شخصية رائعة، تجمع بين الهيبة والطيبة والأخلاق الكريمة؛ فجعلته هذه الشخصية المتفردة رجلاً محبوباً في حياته وبعد مماته، لافتة إلى أنها تستمتع بزيارة المسجد والسوق الملحق به، الذي اشترت منه ـ كما تقول ـ هدايا تذكارية لعائلتها في أميركا.
الزي الإماراتي
أما «إليزا» (من الهند)، فتشير إلى أنها تشعر بسعادة غامرة؛ عندما تزور مسجد الشيخ زايد، حيث تجتمع تحت سقفه جنسيات مختلفة من كل بلاد العالم، في أجواء من المحبة والإخاء، حيث تعلو الابتسامات اللطيفة جبين الجميع، مشيرة إلى أن أكثر ما يسعدها في هذا اليوم، هو ارتداء الزي الإماراتي، المتمثل في «العباية والشيلة»، كما يرتدي زوجها أيضاً «الكندورة» الإماراتية.
«التسامح بين البشر يؤدي إلى التراحم؛ فالإنسان يجب أن يكون رحيماً
ومسالماً مع أخيه الإنسان».
المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
درب التسامح
بطول يبلغ 300 متر تحت الأرض، يتيح «درب التسامح» لمرتادي جامع الشيخ زايد الكبير، الاطلاع على قصص مصورة تسرد مسيرة إنجاز فريدة في مجال التعايش والتسامح والتقاء الثقافات، من خلال مسارات كهربائية متحركة يصل عددها إلى 10 مسارات يبلغ طول كل منها أكثر من 40 متراً، لتبدأ رحلتهم في أقسام الدرب الثلاثة وقصصه التي تنطوي فصولها على مفاهيم التعايش والتسامح الذي رسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وترجمه المركز واقعاً يعيشه الجميع تحت مظلة من القيم النبيلة، ويهيئهم لبدء جولاتهم في رحاب التسامح، ويطلعهم على جوهر رسالة الجامع.
وتأتي تسمية المسار «بدرب التسامح» لكونه تجربة فريدة يخوضها مستخدم المسار في طريقه نحو أحد أهم منابر التسامح على مستوى العالم، جامع الشيخ زايد الكبير، حيث يتاح له الاطلاع على مسيرة إنجاز حافلة في مجال تعزيز الحوار الحضاري والاحترام المتبادل بين ثقافات العالم.
ويتناول القسم الأول من الرحلة رؤية المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وولادة الفكرة التي تمثلت في إنشاء جامع يكون منبراً للتسامح والحوار الحضاري، حيث تستعرض مراحل البناء، وصولاً إلى مرحلة الإنجاز وتجلي ملاح الرؤية الحكيمة، في إبراز القواسم المشتركة التي تجمع أبناء الحضارات، وهي رؤية شكلت نهجاً سارت عليه الإمارات قيادةً وشعباً.
ويأخذ القسم الثاني من الرحلة مرتادي الجامع إلى آفاق من الجمال والإبداع، تتناغم فيها الطرز المعمارية من عصور مختلفة، في قالب معماري بديع. أما القسم الثالث ، فيستعرض مسيرة الجامع في ترسيخ القيم النبيلة، كالتسامح والتعايش والتطوع والتميز والتواصل والمسؤولية المجتمعية، من خلال منظومة من البرامج، والمبادرات.