#مشاهير العرب
غيث التل 22 نوفمبر 2024
حظي العرض الأول لفيلم «سلمى»، من بطولة الممثلة السورية سلاف فواخرجي، في مهرجان القاهرة السينمائي باهتمام كبير من الإعلام العربي، خاصة أنه قدم بحضور جماهيري كامل العدد، بل إن عدداً كبيراً من الناس لم يستطع حجز مكان له في العرض الأول لفيلم «سلمى».
ومن المفارقات أنه كان الأول لبطلته أيضاً، التي أكدت أنها لم تشاهده في أي مرحلة سابقة، وأنها كانت تخشى ذلك، وأرادت أن تضع نفسها مع الجمهور في العرض الأول له، وأنها كانت تثق، بشكل كبير، بمخرج الفيلم جود سعيد.
و«سلمى» امرأة سورية، تجسد حال العديدات منهن، وتنقل معاناتهن بسبب الظروف التي عشنها خلال السنوات الماضية، بسبب الحرب التي شهدتها البلاد لعشرات السنين، أو الزلزال الذي أكمل وجع عدد كبير منهن. و«سلمى» لا تحلم سوى العيش بكرامة وأمن، وهي أحلام باتت كبيرة جداً في ظل الظروف التي تعيشها البلاد.
أطارد شغفي:
رغم أن العمل من إنتاجها، إلا أن سلاف ترفض بشكل كامل وصفها بالمنتجة، وتؤكد أن قيامها بالإنتاج، ومشاركتها فيه، لهدف واحد، هو شغفها بالسينما، ورغبتها الكبيرة في إيصال رسائلها للناس. موضحة أن فيلم «سلمى» ليس تجربتها الإنتاجية الأولى، فقد سبقه فيلم «رسائل كرز»، الذي كان من إخراجها وإنتاجها. وتقول: «أنا لست منتجة، أنا شغوفة بالتمثيل، وممثلة تريد أن تقدم سينما فيها الكثير من القصص والرسائل. فالفن والسينما هما الخلود لهذه القصص والروايات».
أحب «سلمى»:
لا يمكن لسلاف فواخرجي أن تقدم شخصية لا تحبها، و«سلمى» مثال واضح على هذا الأمر. توضح سلاف ببساطة، خلال لقائها مع عدد من الصحافيين العرب على هامش عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، أنها أحبت «سلمى» بشكل كبير؛ لأنها مثل أي شخص عادي لديه إيجابيات وسلبيات، وهي جميلة بضعفها، وقوية بقوتها، وحتى لحظة استسلامها.
وتكمل سلاف: «لفترة طويلة كنت أنا (سلمى)، وفهمتها بشكل تام، وتبنيتها كلياً، فأعجبني عنفوانها، وأحببتها كما هي، ولم أرد أن أغير فيها شيئاً، وأنا بحق معجبة جداً بهذه الشخصية، التي توجد منها الكثيرات في الحقيقة».
«سلمى» ينقل الواقع:
تؤكد سلاف أن الفيلم ينقل واحدة من القصص الكثيرة، التي يعيشها المجتمع السوري، وحتى اللبناني، وهو كالأعمال الفنية التي تحكي عن الناس، وواقعهم الصعب. و«سلمى» جزء من مجتمع، وضعتها الحياة في ظروف صعبة التحمل، تفوق طاقتها، خاصة مع تبعات الحرب والزلزال. لكنها رغم القلة والعدم، تحولت لبطل خارق، تقدم كل شيء، في الأم، والزوجة الوفية، والمعلمة، والعاملة، والسيدة التي تضحي من أجل الآخرين.
وقد تحولت هذه الأيقونة، من سيدة تحمي بيتها الصغير، إلى سيدة ترعى مجتمعها وبيئتها بشكل كامل. بعد أن قرر أهالي الحي ترشيحها لعضوية مجلس الشعب؛ لتصدم بواقع آخر، هو كيف للإنسان الذي يشبه الأرض، أن يعيش بكل هذا الفساد، والبشاعة والظلم. وتزيد سلاف فواخرجي: «أحب كل الشخصيات التي قدمتها؛ لأنني لا يمكن أن أعمل شيئاً لا أحبه وأحترمه، وأتبناه بشكل كامل». وتكمل سلاف: «أنا أتلاقى مع (سلمى) في عدد كبير من الصفات، ولو لم يكن لأوجدتها هي؛ لأنني أريد أن أقدم شخصية تتماهى معها بشكل تام».
مشاعر معقدة:
تضمن العمل عدداً كبيراً من المشاهد المعقدة والمركبة، التي تصفها سلاف بأنها كانت كلها صعبة، ومليئة بالمشاعر الصادقة، لكن أكثرها قد يكون لحظة تمزيقها الأوراق في قاعة المحكمة، فقد جمعت «سلمى»/ «سلاف»، في ذلك المشهد كل المشاعر المتناقضة بين الحزن والفرح، والأمل والانكسار، والقوة والضعف، والكوميديا والبدء من جديد، وهو المشهد الذي تسبب في اختفاء صوتها لعدة أيام، وفق قولها.
وأشارت، كذلك، إلى مشهد قيامها بتسجيل فيديو لأحد المرشحين، خاصةً أنها ستخسر كل مبادئها في تلك اللحظة؛ إذا استمرت فيما أقدمت عليه.
وقالت سلاف عن تناقض المشاعر في هذه المشاهد: «هو أمر واقعي، فأحياناً نصنع نكتة وضحكة في أحلك الظروف والمواقف الحزينة والصعبة.. وهكذا هي الحياة».
وكانت الممثلة السورية قد بينت أنها ظهرت على طبيعتها في العمل، دون إضافة أي مكياج أو مجملات؛ لأنها تقوم بالتمثيل بشكل صادق وواقعي، ولم تكن في جلسة تصوير. وعلى العكس، تمت بعض عمليات المكياج؛ لزيادة مظهر التعب والشحوب على شكلها.
عناوين الإطلالات غير مزعجة:
لا يزعج الممثلة السورية تركيز عدد كبير من وسائل الإعلام على إطلالتها خلال عرض الفيلم، وتناسي محتواه. وتؤكد: هناك من يهتم بالإطلالة، وآخرون يهتمون بمحتوى الفيلم، وبعضهم يجمع الجانبين، وهو أمر طبيعي يشير إلى التنوع في الثقافات والاهتمامات. وأوضحت أن طموحها، وفريق العمل، هو امتلاء صالات العرض بسوريا، وقت بدء عرض الفيلم تجارياً هناك، علماً بأن محطته القادمة ستكون مهرجان أيام قرطاج السينمائي.