#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار 8 مارس 2025
للمرأة أدوار عدة في المجتمع، تؤديها على الوجه الأمثل، فهي: الجدة، والأم، والأخت، والزوجة، والابنة. وعلى الجانب العملي، تؤدي المهام المطلوبة منها وأكثر في المجالات كافة، ولا تتوانى - عبرها - في بذل جهدها ووقتها وفكرها، لبناء وتنمية أسرتها ومجتمعها، على حدٍّ سواء.. وبمناسبة يوم المرأة العالمي، الذي يوافق 8 مارس من كل عام، تحتفي «زهرة الخليج» بالمرأة، صانعة الأجيال، والشريكة في مسيرة التميز، وبناء الأسرة، والمجتمع.
-
المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في نهضة المجتمع وبناء أجياله
خدمة المجتمع
وإلى جانب دورها الجليل في بناء الأسرة، برعاية الأبناء، وتربيتهم، وتهذيب أخلاقهم وسلوكياتهم، وغرس القيم والمبادئ الكريمة في نفوسهم؛ ليتمكنوا من بناء مجتمعٍ قوي.. تتحمل المرأة مسؤولية دعم زوجها، ومساندته في الحفاظ على استقرار الأسرة، وتأمين العيش الكريم لها، بعد خروجها إلى ميدان العمل والإنجاز، وعملها في العديد من المجالات، مُوَظِّفةً مؤهلاتها العلمية والاجتماعية والثقافية، وذكاءها وحكمتها ومهاراتها المتعددة، في خدمة مجتمعها، وأمتها على الصعد جميعها. وبهذا أصبحت المرأة شريكة في إدارة المجتمع، وتسيير شؤونه كافة، وتطويره إلى الأفضل، واتخاذ القرارات، وإنجاز المهمات، وتأسيس المشاريع والمبادرات والأنشطة، التي تخدم أفراد المجتمع كافة.
مبدأ التكامل
في دولة الإمارات، تمتعت المرأة بحقوقها، وتلقت الدعم والتشجيع؛ ما أهلها لتشارك في مسيرة تنمية وطنها، ونجاحاته التي يشهدها العالم أجمع. هذه الريادة جاءت نتيجة فكر ورؤية القيادة الرشيدة، التي أرست - منذ قيام الاتحاد - مبدأ التكامل والشمول في التشريعات والاستراتيجيات، والخطط والفرص. فهذا التكامل راعى خصائص وقدرات واحتياجات المرأة، التي تلتقي مع مثيلتها في ما يخص الرجل؛ لإيجاد منظومة متكاملة، ارتقت بالمرأة، والمجتمع بأكمله.
سر في حرفَيْن
كذلك، حظيت نساء الإمارات، اللاتي تجمعهن العزيمة لغدٍ أفضل، لمجتمعهن ووطنهن، بدعم وتشجيع ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، «القائدة الاستثنائية»، كما وصفها بذلك الكثير من الشخصيات القيادية حول العالم. وفي الحقيقة، يذهب الوصف الدقيق لها أبعد من ذلك، والسر يكمن في قيادتها بـ«قلب أم»، تلك الكلمة المكونة من حرفين، التي تحمل - في طياتها - أعمق معاني العطاء والإخلاص والوفاء والرحمة. فكانت سموها - ولا تزال - أماً للوطن، وأماً لأبنائه، وأماً للنساء الطموحات حول العالم، فتشملهن، دائماً، بعطائها، وفكرها، وقلبها الكبير.
تعزيز نجاح المرأة
مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص 2025؛ ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات، تحت شعار «يداً بيد».. التقينا سعادة نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام؛ للتحدث عن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) في تعزيز نجاح المرأة، اجتماعياً وأسرياً ومهنياً، عبر الكثير من البرامج والمبادرات والخطط، التي قادها الاتحاد النسائي العام. كما تطرقت إلى دور «عام المجتمع» في دعم التوجهات الرئيسية للسياسة الوطنية لتمكين المرأة 2023–2031.
ترابط.. وتلاحم
وحول رؤيتها لإعلان تخصيص 2025؛ ليكون «عام المجتمع» في الإمارات، قالت سعادة نورة السويدي: «(عام المجتمع) مبادرة تعكس رؤية القيادة الرشيدة، الهادفة إلى تعزيز الترابط والتلاحم الاجتماعي في دولة الإمارات. ويحمل (عام المجتمع)، في مضامينه، رسالة نبيلة؛ لتعزيز التلاحم المجتمعي، وتقوية الصلات الاجتماعية، والروابط الأخوية والإنسانية، التي تجمع كل فرد منا مع أسرته، وأقاربه، وأحبائه، وزملائه، وكل من نشاركه العيش على أرض الوطن الغالية. كما يعزز (عام المجتمع) القيم التي ترسخ ركائز الاتحاد بمبادئه كافة، التي تأسس عليها، ومثلت دافعاً لبناء نهضة حضارية متقدمة، قائمة على تعايش الشعوب، وتوحيد الجهود، وتعميق القيم الإنسانية النبيلة، التي ترسي دعائم المجتمع الواحد المترابط؛ لتظل الإمارات نموذجاً للتعاون والابتكار؛ لمواصلة العمل؛ لبناء مستقبل مشرق، يتسم بالتنوع والشمولية، ويخدم فئات المجتمع».
دافع.. وحافز
وتدعم مبادرة «عام المجتمع» التوجهات الرئيسية، للسياسة الوطنية لتمكين المرأة 2023–2031، وعن ذلك قالت سعادة الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام: «كان إعلان (عام المجتمع) مصدر سعادة بالغة لنا، حيث تتسق أهدافه مع التوجهات الرئيسية للسياسة الوطنية لتمكين المرأة 2023–2031، التي تضمنت توجه (بناء أسرة مترابطة متماسكة، وداعمة لتعزيز دور المرأة في المجتمع). ولا شك في أن (عام المجتمع) يمثل دافعاً وحافزاً لمؤسسات المجتمع كافة؛ للتكاتف والوقوف معاً (يداً بيد)؛ لترسيخ القيم، وتفعيل المبادرات التي تنطلق من المجتمع، بجميع أفراده ومؤسساته، وتستهدف تحقيق الأثر الذي ينعكس على جميع فئات المجتمع، بشرائحه ومكوناته كافة، كما أنه فرصة جديدة، يغتنمها الاتحاد النسائي العام؛ لأداء دور مؤثر وفاعل في ترسيخ مفاهيم التلاحم والتآخي والشمولية والمرونة، والتفاؤل، في المجتمع الإماراتي».
نقلة نوعية
تطرقت سعادة نورة السويدي إلى جهود «الاتحاد النسائي العام» في تعزيز ملف دعم وتمكين المرأة والأسرة، في الإمارات، فأوضحت: «قاد (الاتحاد النسائي العام) العديد من المبادرات والمشاريع الوطنية؛ لتعزيز ملف دعم وتمكين المرأة والأسرة؛ فقد أطلقنا (بوابة الاستشارات الأسرية الموحدة)، التي تُعد أحد المشاريع المهمة في مسيرة عمل (الاتحاد النسائي العام)، ونقلة نوعية في مجال خدمة المجتمع، وتعزيز استقراره. إلى جانب جهوده في بناء قدرات المجتمع عن طريق المرأة في الجانب القانوني، ضمن برنامج (اعرفي حقوقك). فضلاً عن دوره في تمكين الأسر المنتجة، انطلاقاً من حرصه على ضمان استمرار النمو المستدام للاقتصاد المحلي، ودعم مسيرة النهضة التنموية الشاملة لدولة الإمارات، من خلال توظيف الموارد والأدوات اللازمة. بالإضافة إلى تبني آليات فاعلة للحفاظ على التلاحم الأسري، كانت نتاج مخرجات (المنتدى الافتراضي الأول) بين المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، تحت عنوان (أسرة آمنة.. مجتمع آمن)؛ ما عزز ثقافة أفراد المجتمع بأهمية الترابط الأسري، وكيفية التعامل مع المشاكل الأسرية، وساهم في إبراز جهود الدولتين.. محلياً، وإقليمياً، ودولياً».
ممارسات صحية.. ومستدامة
وقد تحدثت سعادة الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام عن الاهتمام الكبير، الذي يوليه «الاتحاد النسائي العام» للجانب الصحي والرياضي للمرأة، وتعزيز توعيتها بمجالات الاستدامة، فقالت: «البرامج الصحية تقع ضمن اهتمام (الاتحاد النسائي العام)، سعياً إلى نشر الممارسات الصحية، الواجب اتباعها؛ لتجنب الأمراض. إلى جانب رفع الوعي بأهمية الجانب الرياضي، عبر تنظيم العديد من المبادرات والفعاليات الرياضية المجتمعية، انطلاقاً من جهوده المتواصلة؛ لتعزيز صحة ونشاط المجتمع، ونشر التوعية بأهمية الرياضة، بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين في المجال الرياضي بالدولة. وعلى صعيد آخر، عمل (الاتحاد النسائي العام) على ترسيخ منظومة الأمن الغذائي، وتعزيز جهود الاستدامة، عبر العديد من المبادرات، ومنها: مبادرة (زراعتي اكتفائي)؛ بهدف تشجيع المرأة على الزراعة المنزلية، وإكسابها المفاهيم والمعارف النظرية، والمهارات العملية الخاصة بمهنة الزراعة، ما يساهم في تمكينها اقتصادياً، ويسد حاجاتها، فتتحول الأسرة من مستهلكة إلى منتجة. كما أطلق (مشروع البيوت الزراعية) في المؤسسات العقابية والإصلاحية، الذي يعد منصة للتواصل البيئي والاقتصادي بين النزيلات، والقاصرات، والمجتمع الخارجي؛ بهدف تدريبهن على المهارات اللازمة لتأسيس مشاريعهن الزراعية، وإعادتهن عضوات فاعلات، لأنفسهن، ومجتمعهن».
أولويات وطنية
وفي إطار مساعي «الاتحاد النسائي العام» إلى تحقيق الاستقرار الأسري، وتشجيع الزواج، بينت سعادة نورة السويدي: «كان ذلك سعياً إلى تحقيق إحدى الأولويات الوطنية، المتمثلة في تشجيع الشباب على الزواج، وتكوين أسر مستقرة وسعيدة، حيث أطلقنا مبادرة (بداية صحيحة.. لحياة سعيدة موفقة)، التي جاءت لرفع وعي المجتمع، والعمل على تقليل نفقات الزواج، وتشجيع الشباب على الإقبال على الزواج في سن مناسبة، إلى جانب زيادة فاعلية المؤسسات في التوعية بتقليل نفقات الزواج. كما عمد (الاتحاد النسائي العام) إلى إطلاق (مبادرة زينة.. وخزينة)؛ لإرساء الأسس والقواعد، التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالبُعد عن المغالاة في المهور، وعدم الإسراف في حفلات الزفاف».
تحية من القلب
وفي الختام.. وجهت سعادة نورة السويدي نصيحة إلى المرأة بمناسبة يومها العالمي، فقالت: «في البداية، لا يسعني إلى أن أسجل - بكل إخلاص، ووفاء - فخرنا واعتزازنا بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)؛ فلسموها في القلوب منزلة رفيعة وغالية، واحترام وتقدير من شعب الإمارات والعالم أجمع، كما أن لسموها مكانة سامية، وستظل سموها - بالنسبة لنا، ولأجيالنا المقبلة جميعها - مثلاً أعلى، ومصدر إلهام. ونصيحتي للمرأة، هي أن تسعى وراء حلمها، وتبحث عن تميزها، وفقاً لمهاراتها وقدراتها وخبراتها التي أنعم الله عليها بها؛ لتتمكن من خدمة أسرتها، ووطنها. كما يسعدني أن أتقدم بمشاعر التقدير والاحترام والثناء إلى كل امرأة تفانت في عملها؛ لدعم تنمية بلادها، واجتهدت لاستشراف مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً وبهاءً لمجتمعها. كما يسعدني، كذلك، أن أحيي كل امرأة أخلصت في واجباتها الأسرية، ابنةً صالحةً، وزوجةً مشجعةً، وأماً مربيةً لأجيال المستقبل، وهذا الدور أعتبره أعظم أدوارها على الإطلاق؛ لما له من بالغ الأثر في إعداد أبناء وبنات، محافظين على ثقافتهم، ومتمسكين بهويتهم العربية الأصيلة».