منى المنصوري: مثلت المطبخ الإماراتي في فعاليات عالمية عدة
#تحقيقات وحوارات
خالد خزام اليوم 13:10
تتفرد الشيف الإماراتية، منى المنصوري، بهواية خاصة بها، هي الطهي. ولم تقف المنصوري عند حد الهواية، بل سعت إلى تحقيق حلمها؛ لتحوله إلى واقع بحصولها على لقب «شيف»، ونيلها جوائز عدة، وقد سلكت العديد من الطريق للتعامل مع هذه المهنة داخل المجتمع الإماراتي، فهذه المهنة لم يكن للنساء فيها نصيب؛ إذ كانت حكراً على الرجال.. في السطور التالية، تحدثنا الشيف الإماراتية عن أهم الخطوات الواجب اتباعها في تحضير الطبق الإماراتي، وجوانب أخرى تتعلق بمهنتها، في هذا الحوار:
-
منى المنصوري: مثلت المطبخ الإماراتي في فعاليات عالمية عدة
عند الاحتفال بعيد الاتحاد، تعبرين بالمذاق عن فرحك بالمناسبة.. ما الذي يميّز «نكهة الإمارات» في مطبخك؟
بدايةً، كلَّ عام وبلدي الإمارات بألف خير.. كل فرد في المجتمع يعبّر بطريقته الخاصة عن حبه لوطنه، واهتمامه بهذه المناسبة الغالية. إنني، أيضاً، أعبّر بطريقتي الخاصة عن فرحي بهذه المناسبة، وهي طبق معين، يحتوي على رائحة الأجداد، هو البهار الإماراتي، طعم الأصالة. ويستغرب طهاة عالميون كثيرون؛ عندما أقدم إليهم البزار الإماراتي بقوة رائحته، وطعمه الخيالي، فلم تخطر ببالهم قوة الطعم الذي سيصدر من المطبخ الإماراتي.
طبق إماراتي
هل يمكن اعتبار الطبخ فناً وطنياً، وكيف يمكن لطبق واحد أن يروي قصة وطن؟
الطبق ليس فقط مكونات ومقادير، فكل طبق يعبر عن ثقافة بلده؛ فسنجد، مثلاً، أن «البثيثة»، إحدى الحلويات الإماراتية، ليست طبق حلويات فقط، بل تعبر، كذلك، عن ذكاء الإماراتيين السابقين، فقد كانوا يعدون «البثيثة» من الطحين المحمص، ويمزجونه بمعجون التمر؛ ليحافظوا عليه طوال مدة الترحال مع الجمال من العين إلى الفجيرة، التي كانت تستغرق أياماً طويلة، أو أشهراً. و«البثيثة» طبق صحي، فهي أولاً تمدهم بالطاقة عند الشعور بالتعب. ثانياً مستدامة؛ لأنها لا تتأثر بتغير درجات الحرارة، وتبقى بالجودة نفسها. كما أنها لذيذة جداً، وتبعث السعادة في جسم الإنسان، وتمده بالطاقة؛ فهي طبق واحد لكنها مليئة بالفوائد القيمة، والذكريات الجميلة.
-
منى المنصوري: مثلت المطبخ الإماراتي في فعاليات عالمية عدة
إذا طُلب منك تقديم «طبق الاتحاد»، فما المكونات التي ترمز إلى تنوّع الإمارات، وتماسكها؟
من عاداتنا أن نقدم أطباقاً بمكونات معينة في هذه المناسبة، منها: الزعفران والهيل، والمالح والجامي، والشريح، والقرص، والكثير من المكونات التي تربط بين الصحراء والسهول والسواحل، وتمزج ثقافات البدو، والحضر بكل فخر وحب وتعاون وتماسك.
من أين تستمدين الإلهام: من ذاكرة العائلة، والسفر، أم من تفاصيل الحياة اليومية في الإمارات؟
من الجميع، من الأهل، وذكرياتي السابقة، ومحيط عملي، فكل هذه التفاصيل تمدني بإلهام وسعادة وذكريات جميلة، كما أحب أن أستفيد، دائماً، من أي شخص أقابله، يومياً؛ لأتعلم الجديد.
تخصص راقٍ
ما الإنجازات التي قدمتها إلى دولة الإمارات، من خلال عملك كشيف إماراتية؟
منذ دخولي هذا المجال، اكتشفت أنه تخصص راقٍ وقوي، ولا يقل أهمية عن بقية التخصصات. وقد وضعت لنفسي هدفاً، هو نقل هذه المعرفة إلى مجتمع الإمارات. ومنذ 2013، وحتى يومنا هذا، أنا مستمرة في المبادرات المجتمعية، التي ترسخ مكانة المطبخ الإماراتي عالمياً، كما تعاونت مع المدارس الحكومية؛ لتقديم ورش ودورات طهي بمعايير أكاديمية، وتقديم ورش عن المطبخ الإماراتي إلى زوجات السفراء لدى الإمارات. كما مثلت المطبخ الإماراتي في كثير من الدول، بالتعاون مع كثير من الجهات، مثل: السفارات، وهيئة أبوظبي للتراث، ومؤسسة الشيخ سعود لبحوث السياسة العامة، وقدمت الطعام في اجتماعات حكومة دولة الإمارات، كما قدمت برامج للطبخ في قنوات: «الشارقة، والإمارات، وأبوظبي»، وقد حصلت على ميداليات، وجوائز عالمية باسم الإمارات، وأيضاً على المركز الأول في جائزة «نافس»، بدورتها الأولى عام 2023.
-
منى المنصوري: مثلت المطبخ الإماراتي في فعاليات عالمية عدة
هل هناك طبق قديم ورثتِه من العائلة، ويحمل لكِ معنى خاصاً كلما أعددتِه؟
نعم «المجبوس الإماراتي»، الذي يعد الأكثر مبيعاً في المطاعم الإماراتية، وهذه دراسة أعددتها بنفسي؛ فهذا الطبق يحكي تاريخ وخبرة أمهاتنا، وينقل النَّفَس الإماراتي الأصيل، من جيل الى جيل.
في عيد الاتحاد الـ54، ما رسالتك إلى الشباب الذين يحلمون بالعمل في مجال الطهي؟
أقول لجيل الشباب الإماراتي: لديكم حكومة داعمة، وتملكون ما يجعلكم مبدعين ومبتكرين، فتعلموا، واستفيدوا من خبرة السابقين، لأنكم عماد الوطن، وقوته.