#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 27 مايو 2025
ربما لا ينقصكِ الحب، ولا النجاح، ولا حتى الصحة.. ومع ذلك هناك فراغ صغير دائم في القلب.. الحقيقة أن السعادة ليست دائمًا نتيجةً لما يحدث لنا، بل أحيانًا كثيرة نكون نحن من نحجبها عن أنفسنا، دون وعي، من خلال أخطاء بسيطة نقع فيها كل يوم.
-
أخطاء يومية تسرق سعادتكِ.. دون أن تشعري!
لماذا لا تشعرين بالسعادة، رغم أن كل شيء يبدو جيدًا من الخارج؟.. هنا، نكشف لكِ أبرز هذه الأخطاء، التي قد تكونين واقعةً فيها دون أن تدري، ونقدم لكِ نصائح فعالة، تساعدكِ على إعادة برمجة عقلكِ للوصول إلى حالة من الرضا والسلام الداخلي.. لأنكِ تستحقين أن تعيشي كل يوم بشعور أخف، وقلب أكثر سعادة، مهما كانت الظروف من حولكِ.
ابدئي يومكِ بسعادة:
هل لاحظتِ أن الأيام، التي تستيقظين فيها بمزاج جيد، يبدو فيها كل شيء كأنه يسير بسلاسة؟.. وربما تصادفين وجهًا محببًا لم تريه منذ زمن، أو تتلقين لفتةً لطيفة دون سبب، أو تنتهي مهامكِ بطريقة أسهل مما توقعتِ. هذا ليس حظًا عابرًا، بل نتيجة مباشرة لوضعكِ النفسي. فعندما يكون دماغكِ في حالة إيجابية، يبدأ في جذب التجارب، التي تعكس هذا الشعور.. «تفاءلوا بالخير تجدوه».
العقل لا يفرّق بين ما يحدث فعليًا، وما تتخيلينه بعمق. لذا، عندما تستحضرين عن قصد مشاعر، مثل: الامتنان، والحماسة، والبهجة، فأنتِ تُعلّمين عقلكِ أن يتوقع المزيد منها. فجربي، قبل أن تفتحي هاتفكِ، أو تغرقي في تفاصيل اليوم، أن تأخذي دقيقة واحدة فقط. أغمضي عينيكِ، وتذكري لحظةً شعرتِ فيها بسعادة حقيقية. وتنفسي بعمق، وعيشي هذا الشعور كأنه يحدث الآن. هذا التمرين البسيط كفيل بتغيير نبرة يومكِ بالكامل، وجعل دماغكِ أكثر استعدادًا لصناعة يوم مليء بالمصادفات السعيدة.
تخلّي عن الدفعات السريعة:
هل بدأتِ تلاحظين أن الأشياء، التي كانت تُفرحكِ، لم تعد تؤثر فيكِ كما قبل؟
ربما السبب هو أننا أصبحنا نطارد الشعور الفوري بالتحفيز من كل زاوية، مثل: كوب القهوة الصباحي، وإشعار جديد على الهاتف، وقطعة شوكولاتة، وتمريرة عابرة على «إنستغرام»، فهذه كلها تعطينا «دفعة دوبامين» سريعة، لكنها مؤقتة، ومرهقة للدماغ.
-
أخطاء يومية تسرق سعادتكِ.. دون أن تشعري!
الدوبامين هو المادة الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالمكافأة والحماس. لكن عندما نُفرط في تحفيزه بهذه الطرق السريعة، يبدأ الدماغ في تقليل استجابته تدريجيًا، فنشعر بالخمول، ونحتاج إلى المزيد لنحصل على نفس الشعور.
الحل؟.. عودي إلى السعادة العميقة والمستدامة، مثل: قراءة كتاب يلامسكِ، وتعلُّم مهارة تشعل فضولكِ، أو حتى قضاء وقت حقيقي مع شخص ترتاحين له.
السعادة تُشارك.. لا تُختزن:
قد نبحث عن السعادة في الإنجازات، أو الروتين الصحي، أو حتى التأمل، لكن الحقيقة الأهم تقول: السعادة تُبنى بالعلاقات. إن العلاقات القوية، والمُحبّة، هي المؤشر الأهم لسعادة الإنسان على المدى الطويل، أكثر حتى من المال، أو النجاح، أو الحالة الصحية.
فكّري بالأمر.. كم مرة شعرتِ بأن يومكِ تحسّن فقط لأنكِ ضحكتِ من قلبكِ مع صديقة؟.. أو لأن أحدهم استمع لكِ باهتمام؟.. هذه اللحظات ليست تفصيلًا صغيرًا، بل هي جوهر السعادة.. اعملي على تقوية روابطكِ مع محيطكِ الواقعي.
أعيدي برمجة عقلكِ للسعادة.. بثلاث جُمل قبل النوم:
هل تجدين نفسكِ، أحيانًا، عالقةً في استرجاع مواقف محرجة مرّت منذ سنوات؟.. أو تُضخّمين نقدًا عابرًا، وتشعرين بأنه يلاحقكِ؟.. لا تقلقي، أنتِ لستِ وحدكِ. فدماغنا مبرمج بيولوجيًا ليركز على السلبيات، كآلية دفاعية لحمايتنا. لكن هذا «الوضع الافتراضي» يمكن تغييره، والسرّ في الامتنان اليومي.
-
أخطاء يومية تسرق سعادتكِ.. دون أن تشعري!
أنت لا تحتاجين إلى معجزات يومية لتشعري بالامتنان؛ فيكفي أن تدوّني كل مساء ثلاث لحظات بسيطة أسعدتكِ خلال اليوم، مثل: قهوتكِ كانت مضبوطة؟.. شخص غريب بادلَكِ ابتسامة؟.. أنهيتِ مهمةً في العمل؟.. فهذه التفاصيل الصغيرة تصنع فرقًا كبيرًا. إن ممارسة الامتنان تعيد توجيه انتباه العقل نحو الأمور الجميلة، وتُدرّبه على التقاط اللحظات التي تستحق أن نحتفل بها، مهما كانت بسيطة. والنتيجة: مرونة نفسية أعلى، وقدرة أفضل على مواجهة التحديات، وشعور أعمق بالرضا.