#صحة
زهرة الخليج 27 مايو 2025
نمط الحياة العصري المتسارع غيّر الكثير من العادات اليومية، التي كانت في ما مضى تعتمد على الحركة والتنقل والمجهود البدني. اليوم، أصبح الجلوس هو القاسم المشترك الأكبر في حياة الملايين حول العالم، كما أننا نقضي ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر خلال العمل، ثم أمام شاشة التلفزيون أو الهاتف المحمول في وقت الراحة، حتى إننا نجلس في وسائل المواصلات، وفي المقاهي، وحتى في أوقات الانتظار. ومع أن الجلوس يبدو نشاطًا بريئاً لا يضر، بل ويُعتبر نوعًا من الراحة بعد عناء يومٍ طويل، إلا أن الحقيقة العلمية والطبية تقول عكس ذلك تماماً.
-
الجلوس طويلًا يعرض صحتك للخطر.. إليك الأسباب
فقد أشار العديد من الدراسات الحديثة إلى أن الجلوس لفترات طويلة دون حركة يُعدّ «القاتل الصامت» الجديد، وواحدًا من أكثر العادات المهددة للصحة في العصر الحديث. ويؤثر الجلوس المستمر تدريجياً في أعضاء الجسم الحيوية، ويبطئ الدورة الدموية، ويؤثر في العمود الفقري، ويزيد احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة، مثل: السكري وأمراض القلب، وحتى بعض أنواع السرطان. بل وصل الأمر إلى أن بعض الباحثين شبّهوا أضرار الجلوس المستمر بـ«أضرار التدخين» من حيث تأثيره على متوسط العمر وجودة الحياة.
نقدم إليك بعض الأضرار الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة جدًا، وبعض النصائح البسيطة والفعالة؛ لتقليل هذا الخطر، وتحقيق التوازن بين متطلبات الحياة المعاصرة، وصحتنا الجسدية والنفسية.
ما الأمراض المتوقعة؟
خطورة الجلوس لفترات طويلة مخيفة لأن تأثيره لا يظهر بشكل فوري، بل يتراكم ببطء، ليكشف عن نفسه بعد سنوات على شكل مشاكل صحية يصعب علاجها. والأسوأ من ذلك أن النشاط الرياضي لبضع ساعات في الأسبوع لا يعوّض بالضرورة عن ضرر الجلوس المستمر، إن لم يرافقه وعي بأهمية الحركة خلال اليوم.
وحذرت الأبحاث من أن الجلوس لفترات طويلة يزيد خطر زيادة الوزن، ومرض السكري من النوع الثاني، ويضاعف خطر الإصابة بمشكلات الجهاز العضلي الهيكلي، مثل: آلام الرقبة الظهر، والسرطان، وحتى الوفاة المبكرة، وتبين أن الأشخاص الذين يعملون في المكاتب لديهم خصر أكبر، وخطر أعلى للإصابة بأمراض القلب، مقارنة بالعاملين النشطاء بدنيًا سواء بالمشي، أو الجري، أو صعود السلالم. وقد ربطت دراسات الجلوس المفرط بالإصابة بهشاشة العظام، وتدهور جودة الحياة، والاكتئاب، والقلق، والتوتر، وحتى الخرف.
-
الجلوس طويلًا يعرض صحتك للخطر.. إليك الأسباب
كما تبين أن الوقت المفرط في الجلوس يقلل معدل الأيض، ما يعني أن السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم يوميًا تنخفض. ويؤثر ذلك في تنظيم مستويات السكر بالدم، وضغط الدم، وتكسير الدهون، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن والالتهابات.
كيف يمكن مواجهة هذه المخاطر؟
لحسن الحظ، يمكن تصحيح هذه المشكلة بسهولة لمعظم الناس، ويمكن التقليل من هذه المخاطر من خلال سلوكيات، مثل:
- الحركة كل 20 - 30 دقيقة بالوقوف أو المشي أو صعود سلالم.
- الوقوف أثناء المكالمات الهاتفية.
- المشي أثناء الاجتماعات بدلاً من الجلوس.
- أخذ فترات راحة منتظمة من المكتب للحصول على الماء أو التحدث إلى الزملاء.
- المشي بعد العشاء، بدلاً من الجلوس على الأريكة.
-
الجلوس طويلًا يعرض صحتك للخطر.. إليك الأسباب
- التقليل من وقت الشاشة خارج العمل: بعد يوم طويل أمام الكمبيوتر، يجب التقليل من الوقت الذي نقضيه أمام التلفزيون أو الهاتف. اختاري بدائل أكثر نشاطًا، مثل: المشي، أو الطبخ، أو الخروج مع الأصدقاء.
- صعود السلالم بدل المصعد، وركن سيارتك أبعد قليلاً من وجهتك، أمور تساعد على تفادي خطر الجلوس لمدة طويلة.
- استخدام أدوات تساعد على التذكير بالحركة: بعض التطبيقات والساعات الذكية ترسل تنبيهات للوقوف والتحرك بانتظام، يمكن لهذه التذكيرات أن تعزز وعيك بأهمية كسر فترات الجلوس الطويلة.