#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 29 مايو 2025
بين الحين والآخر يبرز مصطلح «متلازمة الفتاة المحظوظة» وهو مفهوم يقوم على فكرة أنه إذا استمريتِ في إخبار الكون بمدى حظك، فستبدئين في الشعور به وإظهاره، ما يؤدي في النهاية إلى تحقيق تطلعاتك، سواء كانت ترقية وظيفية، عرض زواج، أو زيادة في الراتب، وفقاً لما تتمنينه.
-
متلازمة الفتاة المحظوظة بين الحقيقة والخيال
ومع أن هناك العديد من مقاطع الفيديو التي تشاركها الفتيات ويؤكدن فيها نجاح الأمر، إلا أن هناك مقاطع أخرى تنتقد هذه الظاهرة، مدعياتٍ بأنها ليست سوى شكل من أشكال الإيجابية السامة.
إذاً، ما متلازمة الفتاة المحظوظة بالضبط؟ وهل هي فعالة حقاً؟
ما متلازمة الفتاة المحظوظة؟
يمكن اعتبارها ممارسة تمكينية تساعدكِ على تحقيق أحلامكِ من خلال تكرار التأكيدات الإيجابية يومياً، أو يمكن رؤيتها كاتجاه غير شامل وسامٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، تروج له الفتيات اللواتي لا يدركن امتيازاتهن الخاصة.
تكمن جاذبية هذا المفهوم في بساطته، فمثلاً، تكرار عبارة مثل «الأمور تسير دائماً في صالحي» يعد أمراً سهلاً وسريعاً، ما يمنحكِ شعوراً قوياً بالسيطرة على مصيركِ.
فوائد تبني عقلية «الفتاة المحظوظة»
متلازمة الفتاة المحظوظة هي في جوهرها أسلوب يعتمد على الجذب والتركيز على الحظ، فعقولنا مبرمجة طبيعياً للتركيز على السلبيات، وقد تطورت بهذه الطريقة منذ العصور القديمة كآلية للبقاء.
ولم تتغير طريقة عمل الدماغ كثيراً منذ ذلك الحين، لذا فإن أي ممارسة تتحدى هذا التحيز السلبي تكون مفيدة للغاية.
ولدى الكاتبة والمتحدثة التحفيزية ميل روبينز استعارة رائعة تصف هذا المفهوم بشكل جيد، حيث تقول «إن عقليتنا تشبه زوجاً من النظارات الشمسية، فالطريقة التي نرى بها العالم تحدد كيفية تصرفنا والقرارات التي نتخذها».
سلبيات متلازمة الفتاة المحظوظة
تتجاهل متلازمة الفتاة المحظوظة حقيقة أن الحياة ليست عادلة، وأن بعض الأشخاص يتمتعون بامتيازات أكثر من غيرهم. كما أنها لا تأخذ في الاعتبار التحيزات والتفاوتات الهيكلية الموجودة في العالم.
وعلاوة على ذلك، لا تسمح هذه العقلية بالاعتراف بالمشاعر السلبية، رغم أنها جزء طبيعي من الحياة.
-
متلازمة الفتاة المحظوظة بين الحقيقة والخيال
وتجاهل المشاعر السلبية ليس استراتيجية مستدامة، بل يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل.
وفي الواقع، تشترك هذه المتلازمة في العديد من الجوانب مع الإيجابية السامة، حيث قد تجعلكِ تشعرين بالسوء إذا لم تنجح معكِ كما هو متوقع.
وقد أكدت العديد من الدراسات أن التفكير الإيجابي بمفرده له حدوده، فهو قد يساعدكِ على اتخاذ خطوات لتحسين حياتكِ، لكنه لن يسدد ديونكِ أو يضمن لكِ ترقية وظيفية بمجرد التفكير فيها، حيث تحدث أمور سيئة حتى للأشخاص الطيبين، وليس لدى الجميع نفس الفرص أو الموارد.
هل تعمل متلازمة الفتاة المحظوظة؟
من الواضح أن آلاف النساء على وسائل التواصل الاجتماعي يعتقدن أنها تؤتي ثمارها، وهن أدرى بتجاربهن الشخصية، ولا يُنصح أي شخص بالتوقف عن ممارستها إذا كانت تمنحه شعوراً بالراحة والتحفيز.
ولكن، في الوقت ذاته، لها بعض الجوانب السلبية، وبدون دراسة علمية موثوقة تثبت فعاليتها، لا يمكن الجزم بنتائجها النهائية.