#سياحة وسفر
كارمن العسيلي اليوم
إذا كنتم تبحثون عن عطلة تجمع بين المناظر الطبيعية الخلابة، والتاريخ العريق، ونفحات من المغامرة، فمنطقة العين وجهتكم المثالية. فعلى بُعد 90 دقيقة فقط من أبوظبي، تدعوكم هذه المنطقة الهادئة، التي تحمل العديد من الألقاب، ومنها: «جوهرة الصحراء»، و«مدينة الواحات»، إلى الاسترخاء بين أحضان الطبيعة، والغوص في إرث حضاري يمتد إلى آلاف السنين. تعالَوْا، معنا، في هذه الجولة الاستثنائية إلى منطقة العين عبر صفحات مجلتنا، لنطلع على بعض أبرز معالمها السياحية، ووجهاتها الترفيهية.
-
واحة العين
جولة في «واحة من العجائب».. ورحلة إلى الماضي
ابدؤوا رحلتكم بـ«واحة العين» الخلابة، أحد مواقع التراث العالمي التابعة لـ«اليونسكو»، والتي تمتد على مساحة 1200 هكتار، وتضم 147.000 نخلة، وأكثر من 100 نوع من أشجار الفاكهة، منها: التين، والمانجو، والموز. تنفسوا هواءً نقياً، وامشوا تحت الظلال الوارفة، واستمعوا إلى صوت جريان المياه العذبة عبر نظام الفلج التاريخي، الذي يعود إلى أكثر من 3000 عام. كما يمكنكم استكشاف «الواحة» سيراً على الأقدام، أو استئجار دراجة، أو خوض جولة تعريفية مع مرشد، ولا تنسوا زيارة «مركز البيئة»؛ لمعرفة تاريخ «الواحة»، من خلال العروض التفاعلية.
-
قلعة الجاهلي
وبالقرب من «الواحة»، تقف «قلعة الجاهلي» شاهدةً على فصول من تاريخ الإمارات. فهذه القلعة، التي تُعد من أقدم وأكبر الصروح المبنية من الطوب الطيني في البلاد، بدأت مسيرتها كملاذ صيفي للعائلة الحاكمة؛ بعيداً عن حرارة الساحل، وسرعان ما اكتسبت رمزية أعمق؛ لتصبح تجسيداً للاستقرار، الذي أرسى قواعده الشيخ زايد الأول، مطلع القرن العشرين. وإدراكاً لمكانتها الاستثنائية، خضعت «القلعة» لعمليات ترميم واسعة، بدأت عام 1985؛ لتصون عبق تاريخها. واليوم، تضم «القلعة» معارض ثقافية، منها معرض مخصص للمستكشف الشهير ويلفريد ثيسيجر، ولا تفوتوا زيارة مسجد الجاهلي المجاور، الذي يحتفظ بسحره التاريخي.
-
منتزه المبزّرة الخضراء
مساحات خضراء.. وجبل شامخ
بعدها، توجهوا إلى «منتزه المبزّرة الخضراء»، الواقع عند سفح جبل حفيت المهيب، وستجدون هناك مساحات خضراء شاسعة، ممتدة على سفوح الجبال الصخرية، وهي مثالية للنزهات، حيث البحيرات الاصطناعية الخلابة، وينابيع المياه الحارة، التي تُنعش الجسد والروح، ويمكنكم المبيت في «شاليهات» تحيط بها الطبيعة. فهذا المكان مجهز ليوم كامل من المتعة والراحة؛ بمطاعمه المتنوعة، ومناطق ألعاب الأطفال، وملاعب لمختلف الأنشطة الرياضية (كرة القدم، والسلة، والجري)، بالإضافة إلى أماكن جلوس مريحة ومظللة، تحيط بها المساحات الخضراء؛ لتستمتعوا بالهدوء، والإطلالات الساحرة. أما عشاق المغامرة، فالصعود إلى قمة جبل حفيت، بارتفاعها البالغ 1249 متراً (ثاني أعلى قمة في الإمارات)، تجربة لا تُفوّت، ويمكنكم التسلق، أو قيادة السيارة؛ وصولاً إلى القمة؛ للاستمتاع بغروب الشمس الخلاب. كما يضم الجبل «منتزه جبل حفيت الصحراوي»، المصنف رسمياً على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، وهو كنز تاريخي وطبيعي فريد، يوفر أنشطة متنوعة، من التنزه والتخييم، إلى استكشاف المقابر الأثرية، التي يصل عمرها إلى حوالي 5000 عام.
-
منتزه مغامرات العين
جرعة من التشويق.. ونفحات تراثية
في «منتزه مغامرات العين» (العين أدفنتشر)، استمتعوا بتجارب التجديف، وركوب الأمواج، والتزلج على الماء. فكل لحظة هنا مشبعة بالتشويق، سواء كنتم مبتدئين أو محترفين. ويعدّ «منتزه العين أدفنتشر» أوّل منشأة بمنطقة الشرق الأوسط من صنع الإنسان؛ لممارسة التجديف، حيث يبلغ طولها 1100 متر، كما تضمّ جداراً لركوب الأمواج، ومرافق «الويكبورد»، وحوض سباحة، وحوض «سبلاش». وتشمل، أيضاً، 18 حاجزاً، ومتنزهاً هوائياً حماسياً من مستويين، ومسار انزلاق هوائياً يبلغ طوله 1200 متر، وجدار تسلّق عمودياً، وأرجوحة ضخمة على ارتفاع 14 متراً. وفي فترة الظهيرة، توجهوا إلى «سوق العين الشعبي»، لاستكشاف الأكشاك، واقتناء الهدايا التقليدية، وتذوّق الأطباق المحلية.
-
سوق القطارة
«سوق القطارة».. عبق التراث
لا تكتمل زيارتكم دون المرور بـ«سوق القطارة» التاريخي، الذي يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث يجتمع عبق الماضي مع الفنون والتراث. فتجولوا بين الأزقة المليئة بالعطور والتوابل والحرف اليدوية، وتذوقوا القهوة العربية مع التمر، أو الحلويات التقليدية كاللقيمات. ويمكنكم، أيضاً، زيارة «مركز القطارة للفنون»، و«واحة القطارة» المجاورة.
-
قصر المويجعي
«قصر المويجعي».. تجربة غامرة في قلب التاريخ
اختتموا رحلتكم إلى منطقة العين بزيارة «قصر المويجعي»، الذي يعد واحداً من أهم المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، وشاهداً حياً على حِقَب شكلت ملامح دولة الإمارات، التي نعرفها اليوم. ففي فناء القصر، ينتظركم متحف عصري، مصمم ببراعة داخل مساحة، محاطة بجدار زجاجي أنيق، ليسرد قصة الحكّام، من خلال معارض تفاعلية. ولا تنسوا التجول في «واحة المويجعي» المجاورة، التي تحتضن أكثر من 21,000 نخلة، تسقيها قنوات الفلج التقليدية، التي ترمز إلى البراعة البيئية، التي تشتهر بها منطقة العين. وسواء كنتم تسعون إلى السكينة، أو الاستكشاف، أو جرعة من الحماسة، فإن منطقة العين تقدم لكم تجربة تلامس الأعماق، وتُشبع فضولكم الثقافي.