#رياضة
ياسمين العطار اليوم 10:45
فاطمة خلف، لاعبة منتخب الإمارات للتجديف، رياضية إماراتية طموحة، تدرك أن الأحلام تتحقق بالإصرار، والعمل الجاد. وخلال حوارها مع «زهرة الخليج»، وصفت نفسها بأنها شخصية متفائلة، ومحبة للتحدي، ومؤمنة بقدرة الإنسان على تحقيق المستحيل. وترى في رياضة التجديف أسلوب حياة، يعلمها الانضباط، والصبر، والتركيز. وتروي لنا كيف بدأت رحلتها الرياضية، التي حققت خلالها العديد من الميداليات الملونة. كما ستخبرنا بالتحديات التي واجهتها، وكيف تغلبت عليها، ورؤيتها لمستقبل رياضة التجديف في دولة الإمارات، وأثر هذه الرياضة في شخصيتها وحياتها.. وهذا نص الحوار:
-
فاطمة خلف: ميداليات «التجديف» ثمرة جهد والتزام
تجربة جديدة
تتذكر فاطمة أولى خطواتها في عالم التجديف، قائلة: «البداية كانت بمكالمة هاتفية من اللاعبة شمسة الشرياني، التي شرحت لي رياضة التجديف، وشجعتني على تجربتها في نادي الشارقة الرياضي للمرأة. كنت مترددة بسبب خوفي من البحر، لكن فضولي، ورغبتي في تجربة شيء جديد، دفعاني إلى الأمام، وقد وجدت في التجديف تحدياً بدنياً وذهنياً، وأحببت الإحساس بالحرية، والانطلاق على سطح الماء».
فخر.. واعتزاز
حققت فاطمة عدداً من الميداليات محلياً ودولياً، وتعتبرها محطات مشرّفة في مسيرتها، ومن أبرزها: فضية في دوري الإمارات للتجديف بدبي عام 2025، وذهبية في دوري الإمارات للتجديف بأبوظبي عام 2024، وبرونزيتان في بطولة دولية – تايلاند عام 2024. وفي هذا الإطار، أعربت عن شعورها بالسعادة الغامرة بتحقيق هذه الإنجازات، وبينت: «أدركت أن التدريب، والجهد، اللذين بذلتهما لم يذهبا سدى. فهذه المحصلة تحفزني على مواصلة العمل والاجتهاد؛ للمزيد من النجاحات في المستقبل». كما تحدثت عن تجربتها مع المنتخب الوطني، واصفةً إياها بأنها رائعة بكل المقاييس؛ فالسفر والتدريب والمنافسة مع أفضل اللاعبين، كلها ذكريات تبقى. كما أن ارتداء زيّ المنتخب، للمرة الأولى، لحظة فخر لا يمكن وصفها، وقد تعلمت الكثير من المدربين واللاعبين، واكتسبت خبرة كبيرة ساعدتها في التطور.
-
فاطمة خلف: ميداليات «التجديف» ثمرة جهد والتزام
صنع الفارق
توضح فاطمة أنها تسير وفق مبادئ وقيم، ترسم حياتها الرياضية والشخصية، وتضيف: «أعتبر الصدق، والأمانة، والاحترام، والاجتهاد قيماً أساسية، أعتمد عليها في حياتي. وفي الرياضة، أضيف إليها: الالتزام، والانضباط، والروح الرياضية. فهذه القيم تصنع الفارق بين الرياضي الناجح، والرياضي العادي. كما أنني على يقين أن من يزرع جهداً يحصد نجاحاً. وهذا لا يقتصر فقط على الرياضة، بل يشمل جميع جوانب الحياة».
خوف.. وإصرار
تشير الرياضية الإماراتية إلى أنها واجهت العديد من التحديات، خلال مشوارها الرياضي، أبرزها: الخوف من البحر، وكيفية التعامل مع القارب. وأردفت: «في البداية، كنت أشعر بالخوف والقلق كلما دخلت الماء، لكن بالإصرار والتدريب المستمر، ودعم المدربين والفريق، تغلبت على هذا الخوف تدريجياً. كما تعلمت كيفية التحكم في القارب، والتعامل مع الأمواج والتيارات، وأصبحت أكثر ثقة بنفسي، وقدراتي».
تعزيز المهارات
تبين فاطمة خلف أن التدريبات في رياضة التجديف متنوعة ومكثفة، ففيها تمارين في الماء تركز على التقنية والسيطرة، إلى جانب تمارين القوة في الصالة الرياضية؛ لرفع المستوى البدني. وتابعت: «نبدأ، دائماً، بالإحماء والإطالة؛ لتفادي الإصابات، وأحرص شخصياً على التغذية الجيدة، والراحة الكافية؛ لأنهما عنصران أساسيان من الاستعداد. ففي التجديف، كل تفصيلة لها أثرها؛ لذلك أحاول دائماً أن أطور نفسي من كل الجوانب».
-
فاطمة خلف: ميداليات «التجديف» ثمرة جهد والتزام
تراث.. وثقافة
ومن واقع خبرتها، تطرقت فاطمة خلف في حديثها إلى الفرق بين التجديف الأولمبي والتراثي، فأوضحت: «التجديف الأولمبي يركز على السرعة والتقنية الحديثة. بينما التجديف التراثي له طابع ثقافي وتاريخي، ويعتمد على القوارب التقليدية. لم تتح لي الفرصة، بَعْدُ، لتجربة التجديف التراثي، لكنني متحمسة جداً لخوض هذه التجربة، واكتشاف هذا الجانب من رياضتنا. وأعتقد أن التجديف التراثي يمثل جزءاً مهماً من تراثنا وثقافتنا، ويجب علينا الحفاظ عليه، وتشجيع الشباب على ممارسته».
دعم
تلفت الرياضية الإماراتية إلى التطور الملحوظ، الذي تشهده رياضة التجديف في الإمارات، بفضل دعم القيادة الرشيدة، والمسؤولين؛ فتقول: «أتوقع أن نشهد المزيد من الإنجازات والنجوم في هذه الرياضة بالمستقبل القريب. كما أتمنى أن يتم تنظيم المزيد من البطولات، والفعاليات الرياضية؛ لجذب المزيد من الشباب إليها».
-
فاطمة خلف: ميداليات «التجديف» ثمرة جهد والتزام
مفتاح النجاح
تطمح فاطمة خلف إلى تمثيل دولة الإمارات في الأولمبياد، وتحقيق ميدالية باسم بلادها. كما تود أن تساهم في نشر رياضة التجديف، وتشجيع الفتيات على ممارستها. وتختم حديثها برسالة موجهة للجيل الجديد من المقبلين على ممارسة رياضة التجديف، فتقول: «لا تترددوا في تجربة هذه الرياضة الرائعة. فالتجديف رياضة ممتعة، تساعد على بناء الجسم والعقل. وابدؤوا بالأساسيات، وتعلموا كيفية التحكم في القارب، والتعامل مع الماء. واستمتعوا بالرحلة، ولا تيأسوا إذا واجهتكم صعوبات، وتذكروا دائماً أن الإصرار والعمل الجاد هما مفتاح النجاح. بشكل عام، يجب على كل شاب إماراتي أن يثق بقدراته، ويستثمر في تطوير مهاراته، لتحقيق أحلامه، وليكون جزءاً من مستقبل مشرق لوطننا».