#إطلالات
زهرة الخليج اليوم
قلائل هم الذين يمتلكون القدرة على تحويل التحديات والصعوبات إلى فرص ونجاحات، ولعل الشابة المصرية مها أحمد خيرُ مثالٍ على هؤلاء، إذ استطاعت هذه الفنانة، التي حفرت اسمها في عالم تصميم الأزياء، أن تطلق علامتها «أوتونومي» بينما كان العالم كله يرزح تحت وطأة أزمة كورونا ويشهد إغلاقات غير مسبوقة.
مها أحمد المصممة العربية المصرية التي تركت بصمتها في عالم الموضة والأزياء، من خلال تصاميمها التي تركز على الاستدامة وتحترم التقاليد العربية الراسخة، حاورتها «زهرة الخليج» لاكتشاف قصتها، ومصدر إلهامها، وتطلعاتها، وخططها المقبلة. فجاء الحوار التالي:
-
مها أحمد تكشف سر «أوتونومي».. وتوازن الأصالة والحداثة في تصاميمها
- ما الذي ألهمك لدخول مجال تصميم الأزياء؟
أحببت الفن منذ صغري فقد كنت أرسم في مرحلة الطفولة مع جدتي، وبعد أن كبرت درست الفنون البصرية ضمن برنامج البكالوريا الدولية في المدرسة الثانوية.
وفي مرحلة الشباب بدأت أطمح بأن أكون صاحبة مهنة إبداعية ولم أكن مدركة أنني سأتوجه لمجال الموضة. لكن مع دخولي العشرينات من عمري بدأت خطوط مستقبلي تتضح بعد التحاقي بمعهد ESMOD في باريس، ومن ثم التحقت بمدرسة مارانغوني في ميلانو لاستكمال درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء ومن هنا بدأت مسيرتي.
- ماذا تعني لك علامة Autonomie وكيف جاءت فكرة تأسيسها؟
علامتي التجارية هي طفلي الذي نما برفقتي وتابعته يوماً بعد يوم واهتممت بكل تفاصيله، لذا فإنني أراها انعكاساً تاماً لنضجي الشخصي، وقد اخترت هذا الاسم ومعناه «الاستقلالية» لأنه يناسبني تماماً ويلامس داخلي بعمق فقد كنت منذ ولادتي شخصاً مستقلاً وسلكت طريقي الخاص بي، لذا فإن الاسم يجسدني تماماً.
- ماذا يعني لك إقامة عرض في دولة الإمارات؟
بكل صدق أشعر أن دبي وطني ولم أكن أتمنى أن أجد مكاناً أفضل منها للعيش به، هي مدينة عالمية بكل تفاصيلها وأفضل ما فيها هو تعايش الجميع من مختلف أنحاء العالم مع بعضهم البعض وهو ما يمنحها جمالاً وإلهاماً لا يمكن وصفهما.
- برأيك هل يوجد فرق بين الأزياء التي تُصمم للمرأة الشرق أوسطية عن تلك المصممة للأوروبية؟
من دون أدنى شك، تمتلك المرأة في الشرق الأوسط هويتها الخاصة، لا سيما في طريقة تعاملها مع الموضة، نحن مغامرات وجريئات في اختياراتنا مع تمسكنا بتقاليدنا وحشمتنا، وهذا ما يجعلنا متوازنين ويزيد عملنا جمالاً خاصاً ويمنح طابعاً فريداً.
-
مها أحمد تكشف سر «أوتونومي».. وتوازن الأصالة والحداثة في تصاميمها
- تحتوي الكثير من تصاميمك على نقشات ورسوم وزخرفات للورود بمختلف أشكالها، ما الرسالة التي تحملها هذه الورود؟
أحب الزهور فهي من أوائل الأشياء التي علمتني جدتي أن أرسمها، وكنت أشاهدها دائماً ترسم لوحات أزهار باللون الزيتي، ومن هذا المنطلق ترسخت في اللاوعي عندي صورة الأزهار بشكل عميق.
ورمزية الأزهار تختلف من مجموعة لأخرى فكل زهرة لها معنىً مختلف عن الأخريات وكل منها تناسب القصة التي نرويها بتصميمنا.
- لاحظنا أنك تركزين على الأزياء القابلة للارتداء من قبل الجميع وفي أي وقت، لماذا؟
أؤمن بأن ابتكار قطع خالدة متعددة الاستخدام يعد نهجاً أكثر استدامة في عالم الموضة، وقناعتي هي أن المرأة يجب أن تتمكن من الاستثمار في قطع يمكنها تكرار ارتدائها أكثر من مرة، وهذه هي طريقتنا لتعزيز مفهوم الموضة البطيئة والواعية، التي يمكننا من خلالها الحد من الشراء العشوائي والمندفع.
- حدثينا أكثر عن مجموعة أزياءك لربيع وصيف 2025، والفكرة الأساسية التي ترغبين بإيصالها من خلالها؟
تحمل هذه المجموعة اسم «الرقصة الأخيرة» الذي استوحيناه من أشكال الرقص المتنوعة والموسيقى الكلاسيكية، التي أحببتها دائماً بفضل والدي، فقد استمعت لهذه الموسيقى منذ صغري وانعكس تأثيرها بشكل واضح في تفاصيل المجموعة سواء كان ذلك من خلال القصات أو لوحة الألوان. وعلى سبيل المثال، استلهمت الأشكال المنتفخة التي تشبه البالون من رقصات قاعات الاحتفال الكلاسيكية.
لكن الاسم يحمل أيضاً معاني أعمق فهو لا يعني النهاية كما يوحي بشكل مباشر، وإنما أرى هذه الرقصة احتفالاً بالبدايات الجديدة.
- من المرأة التي تخاطبينها من خلال تصاميمك؟
أخاطب امرأة «أوتونومي»، وهي بنظري المرأة الأنيقة بطبيعتها، الواثقة بنفسها، الجريئة باختياراتها، التي تحافظ على بساطتها الراقية، فتبرز دائماً بحضور مدروس ومقصود.
-
مها أحمد تكشف سر «أوتونومي».. وتوازن الأصالة والحداثة في تصاميمها
- هل هنالك تصميم معين في مجموعتك الجديدة، تعدينه أقرب إلى قلبك من سواه؟ ولماذا؟
سأذكر لكم أمراً طريفاً فأول فستان أصممه كل موسم اعتبره المفضل لدي شخصياً، ودائماً ما يكون الأكثر مبيعاً.
وعلى سبيل المثال هذا الموسم تصميمي المفضل هو فستان «أندريا» الذي يحمل تصميماً مستقيماً وبنية هندسية، وامتاز بلون أزرق فضي وتطريزات حمراء، أرى أن هناك أناقة خاصة في هذا الفستان، وقصّته تُجامل مختلف أشكال الأجسام. والأجمل أننا وجدنا درجة الأزرق المثالية، وكذلك الأحمر المثالي ويبدو التناسق بينهما في غاية الروعة.
- حدثينا عن خططك المستقبلية وخصوصاً فيما يتعلق بعلامتك Autonomie.
نمتلك الكثير من الخطط القادمة والمثيرة لعلامتنا، وأبرزها توسيع حضورنا محلياً ودولياً وبإذن الله سيشاهدنا الناس في عدد من الفعاليات الدولية هذا الصيف.
ماهي أهم نصيحة توجهينها للمصممات العرب الناشئات الباحثات عن التميز والإبداع والانتشار والشهرة؟
إذا كان عليّ أن أقدم نصيحة واحدة، فستكون دائماً أن الأمور تحتاج إلى وقت. فلا شيء يأتي بسهولة ومن المهم الاستمرار في الحضور يومًا بعد يوم، وأن نثق بأنفسنا وبما نقدمه.