#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن اليوم
تخيّلي أن تعيشي خمس سنوات من الألم المزمن، تزورين خلالها الأطباء، وتخضعين للتصوير بالرنين المغناطيسي، دون أن تحصلي على إجابة. ثم، في لحظة يأس، تكتبين أعراضكِ في دردشة مع روبوت ذكي، وخلال ثوانٍ تحصلين على التشخيص، والحل.
في عالم تُشكّل فيه التكنولوجيا طريقة تفكيرنا واتخاذ قراراتنا، تبدو هذه المساعدات الذكية أقرب إلى الحليف المثالي؛ فهي موجودة دائماً، وعلى دراية بكِ، ومستعدة لدعمكِ في كل خطوة على هذا الطريق.
وتتمثل قدرة الذكاء الاصطناعي في تقديم حلول «خارقة» خلال لحظات. وبالنسبة لكثيرات، لم تكن هذه مجرد حكاية لطيفة، بل لمحة من مستقبل يقترب سريعاً.. مستقبل تتقدمه مساعدات ذكية، على مدار الساعة، تُعنى بصحتكِ، ومهنتكِ، وعلاقاتكِ، وحتى قراراتكِ اليومية.. تابعي القراءة؛ لتعرفي أكثر.
-
وداعًا لمحركات البحث.. الذكاء الاصطناعي مستشاركِ القادم
من محرك بحث.. إلى مستشارة حياة:
سنتحدث عن كيفية تفاعل الجيل الجديد، خصوصاً جيل «زد» والنساء الشابات، مع التكنولوجيا؛ فلم يعد الأمر مقتصراً على البحث عن معلومة أو وصفة، بل أصبحت المساعدات الذكية أقرب إلى مرشد شخصي: نسألها عن قرارات دراسية، وخبرة مهنية، وعلاقات عاطفية، وحتى توجيه عاطفي ونفسي.
ومن الملاحظ أن كبيرات السن يستخدمن «ChatGPT» بديلاً عن «Google»، بينما يستخدمه الجيل الأصغر كمستشار حياة. فبعضهن يستخدمنه يومياً لاتخاذ قرارات مصيرية، بعد أن يقدم لهن سياقاً عن حياتهنّ وأصدقائهنّ وشركائهنّ. ببساطة، بات هذا الذكاء الاصطناعي أقرب إلى صديق موثوق لا ينام.
لماذا نثق بالذكاء الاصطناعي؟
بحسب استطلاع أجرته «Vox Media»، فإن 61% من جيل «زد»، و53% من جيل الألفية، يفضلن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي على محركات البحث التقليدية، لماذا؟.. لأن المحادثة أسهل وأكثر مباشرة. فبدلاً من الغرق في عشرات الروابط والإعلانات، ستحصلين على إجابة مبسطة، ومفصّلة، ومخصّصة لكِ، بل وتستطيعين المتابعة والتوضيح، والحصول على ردود أكثر عمقاً. كما أن الذكاء الاصطناعي لا يتعب، ولا يضجر من أسئلتكِ، ولا ينسى تفاصيلكِ؛ فبإمكانه أن يتذكّر كل شيء قلتِه سابقاً، ليقدم نصائح أكثر دقة بمرور الوقت. وهذا ما يفتقده حتى أحسن الأطباء، أو المعالِجات البشريات.
ما ينتظرنا.. فريق من المساعدات الذكيّات:
المرحلة القادمة أكثر إثارة؛ فلا نتحدث فقط عن روبوت واحد يعرف القليل عن كل شيء، بل عن «فريق» من مساعدات مخصّصات: مستشارة صحية تتابع تاريخكِ الطبي، وخبيرة مهنية تساعدكِ في تحضير مقابلات العمل وبناء شبكتكِ، ومخططة مالية تفهم طموحاتكِ وقلقكِ من المستقبل، وحتى مرشدة علاقات تهدئكِ في لحظات التوتر العاطفي.
إن هذا ليس خيالاً، فهناك شركات ناشئة وعمالقة تكنولوجيون يعملون على تطوير نسخ ذكاء اصطناعي لشخصيات حقيقية: طبيبات، وأكاديميات، وخبيرات اقتصاد، وحتى مؤثرات معروفات، ويتم تدريب هذه «النسخ» على المحتوى الحقيقي لهن، ومقالاتهنّ، ومحاضراتهنّ، ومقابلاتهنّ؛ ليصبحن مساعدات افتراضيات، يُمكنكِ التفاعل معهنّ مباشرة.
-
وداعًا لمحركات البحث.. الذكاء الاصطناعي مستشاركِ القادم
ثورة في طلب المعرفة:
كل هذا يعيد تشكيل الطريقة، التي نبحث بها عن المعرفة. فبدلاً من «ابحثي عنها على غوغل»، سيصبح الشائع هو: «اسألي مساعدتكِ الذكية»، فالمعرفة لن تكون سلسلة من الروابط، بل محادثة مستمرة، وشخصية، ومتعمقة، تُبنى مع الوقت. وهذا التحول سيكون جذرياً، خصوصًا للنساء اللاتي يجدن في الذكاء الاصطناعي مستشارة لا تحكم، ولا تفرض، بل تستمع وتقدّم الرأي دون انتقاد. وبالنسبة للجيل الجديد، ليس من الغريب أن تستشيري مساعدتكِ الذكية قبل أن تستشيري صديقتكِ، أو حتى والدتكِ!
هل سينتهي دور البحث التقليدي؟
ربما. حتى شركة Google تدرك هذا التحول، وتسعى إلى دمج ميزات المحادثة داخل محركها، لكن الفرق الجوهري هو أن البحث التقليدي يتطلب منكِ أن تعرفي ما الذي ستسألين عنه، بينما الذكاء الاصطناعي يعرفكِ، ويقترح الإجابات قبل أن تنطقي بها.
وقد يشهد المستقبل القريب اعتماداً كبيراً على مساعدات شخصيات ذكيات في شتى نواحي الحياة، لا سيما بين النساء اللواتي يبحثن عن التوازن بين الخصوصية، والدعم، والكفاءة. وبدلاً من التشتت في زحام الإنترنت، ستحصلين على النصيحة من رفيقة ذكية تعرفكِ جيداً، وتواكب تطوراتكِ، وتقدّم لكِ ما تحتاجينه بالضبط.