#منوعات
لاما عزت الأحد 10 أغسطس 13:30
في عالم التصميم الداخلي، هناك من يخطط للفراغ كمساحة وظيفية، وهناك من يحوّله إلى قصة تُروى بتفاصيلها؛ فتنبض بالدفء والهوية.. الإماراتية دنيا خليل، مدير إدارة التصميم الداخلي في شركة الدار العقارية، من تلك الشخصيات التي لا تكتفي بإعادة تشكيل المساحات، بل تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان. بحسّها الفني المرهف، ورحلتها التعليمية التي بدأت مبكرًا؛ حين نالت درجة الماجستير من ميلانو وهي في الـ22، نجحت دنيا في أن تبني مسيرة امتدت لأكثر من 15 عاماً، بين القطاعَيْن الحكومي والخاص؛ لتصبح من الأسماء البارزة في التصميم على مستوى المنطقة.. في حوار خاص بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، تحدثنا معها عن رحلتها، وفلسفتها التصميمية، وتمكين المرأة في الصناعات الإبداعية:
حصلتِ على درجة الماجستير من ميلانو بعمر 22 عامًا، كيف شكّلت هذه التجربة ملامحكِ كمصمّمة، وقائدة؟
كانت هذه التجربة محطة مبكرة ولافتة في مسيرتي، وهي منحة حصلت عليها بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتعد نقطة تحوّل كبيرة في حياتي. لم تكن إيطاليا ضمن الخيارات المطروحة، لكن كانت لديَّ الشجاعة لأقدّم فكرتي، وأقنع اللجنة؛ لأنني كنت على يقين أن هذه التجربة ستفتح أمامي أفقًا مختلفًا. وما زلت ممتنة لهذه الفرصة، التي جعلتني أدرك أن الحلم الكبير سر كل إنجاز. أيضاً، هذه التجربة كوّنتني إنسانيًا ومهنيًا، وصقلت رؤيتي كمصممة وقائدة، ومنحتني منظورًا أوسع؛ لفهم التصميم كوسيلة تلامس تفاصيل حياة الناس.
رؤية خاصة
كيف ساهم شغفك بالفنون البصرية في بناء رؤيتك الخاصة للتصميم الداخلي؟
الفن - بالنسبة لي - تعبير، ومصدر إلهام دائم، وطريقة لنقل فكرة أو شعور. هذا الشغف جعلني أتعامل مع كل مساحة كأنها لوحة تحمل فكرة معينة، وروحًا خاصة. وقد تعلّمت كيف أصنع توازنًا بين التفاصيل والعمق، وأتجرأ على مزج الخامات والطبقات؛ لأمنح كل فراغ هويته، وصوته.
بعد 15 عامًا من العمل في القطاعَيْن الحكومي والخاص.. ما المبدأ الذي ظل ثابتًا معكِ؟
التقدير: (تقدير المجتمع الناس، والوقت، والتفاصيل، والالتزامات)، ويرافقه الإصرار على أن أتمم ما أبدأه مهما كان التحدي، والسعي إلى تحقيق أفضل النتائج.. بإصرار، وثبات!
-
دنيا خليل: الفن جعلني أرى كل فراغ لوحة تنبض بالحياة
بالنسبة لك.. ما المساحة الفاخرة التي تُشعر الناس بالراحة، والانتماء؟
المساحة الفاخرة هي التي تحكي قصة، وتُشعر من يدخلها بأنه جزء منها؛ لذلك يجب أن يحمل التصميم روحًا خاصة، تدعو إلى الانتماء، وتُبرز جمال التفاصيل، التي تمنح المكان شخصيته.
ما التفاصيل، التي تمنح الفراغ روحه الخاصة؟
التفاصيل الصغيرة هي السر، مثل: الإضاءة المدروسة، والملمس، وتدرجات الألوان، وحتى الصوت والرائحة. كل هذه العناصر تمنح الفراغ بصمته، وتجعله حيًا.
هل تظهر الهوية الإماراتية في تصاميمك، وكيف تترجمينها بصريًا؟
الإمارات مصدر إلهام حيّ، بتفاصيلها، وتنوعها الثقافي. ألتقط هذه العناصر، فأمزجها برؤية حديثة، تعيد تقديم الأصالة بروح معاصرة، تُعبّر عن هذا المكان بكل فخر.
تصميم عصري
ما الذي يجعل تصميماً ما عصريًا، وعابرًا للزمن؟
البساطة المدروسة، والجرأة المتوازنة، هما الأساس. إن التصميم الذي يدوم، هو الذي يحترم الزمان والمكان، دون الانجراف خلف الصيحات العابرة.
ما أبرز الاتجاهات، التي تعيد تشكيل مشهد التصميم الداخلي في المنطقة اليوم؟
الاستدامة أصبحت محورًا رئيسيًا، إلى جانب الاستخدام الذكي للمواد الطبيعية، وتخصيص المساحات؛ لتعكس هوية الأفراد. كذلك، عناصر الطبيعة، وتدرجات ألوانها، باتت أكثر حضورًا؛ لما تمنحه من هدوء، وانسجام. كما بدأت أدوات الذكاء الاصطناعي تلعب دوراً متنامياً في تسريع عمليات التصميم وتقديم حلول مبتكرة وأكثر تخصيصاً، مما يعزز من تجربة المستخدم النهائية.
كيف تعملين على تمكين فريقك، وتحفيزه للإبداع في كل مشروع؟
أوفر له بيئة تُوازن بين التعلم المستمر، والتحديات الجديدة، واكتساب الثقة. كما أشجّعه على الاطلاع، والسفر، وحضور المعارض، والبحث عن الإلهام. هذا كله يجعل كل فرد في الفريق قادرًا على التقدّم بثقة، وتجاوز التحديات بإبداع.
ما أكبر تحدٍّ واجهك كامرأة في هذا المجال، وكيف تجاوزته؟
أكبر تحدٍّ كان إثبات جدارتي في بيئة شديدة التنافسية، وتخطيت ذلك بالصبر، وجودة العمل، وبناء سمعة مهنية تفرض احترامها، دون الحاجة إلى الألقاب.
ما الذي يميز القائدة الناجحة في الصناعات الإبداعية؟
النزاهة والصدق، مع الاستماع إلى حدسها الإبداعي، ومواكبة كل جديد. إن القائدة الناجحة تمنح بيئة تحترم الأفكار، وتحتضنها، وتعزز الشفافية وروح الفريق.
مَن المرأة الإماراتية، التي كانت مصدر إلهام لكِ؟
والدتي بلا شك، بحكمتها وقوتها وعطائها. وأجد الإلهام، أيضًا، في كل امرأة إماراتية ألتقيها، سواء من زميلاتي، أو القياديات، أو الشابات المبدعات.
ماذا يعني لكِ يوم المرأة الإماراتية، وما رسالتك إلى الفتيات الإماراتيات؟
هذا اليوم يذكّرنا بأن المرأة يمكن أن تكون كل ما تريد: (قوية، وقائدة، وملهمة، وأمًا)، دون أن تتنازل عن شغفها. رسالتي لكل فتاة: ليكن حلمكِ كبيرًا، وعيشي شغفك بشجاعة، وثقي بأن لا شيء مستحيلاً أمام الإصرار.