#منوعات
زهرة الخليج - الأردن اليوم
الأحجار الكريمة «الملعونة»، والرموز الجميلة لعلاقات الحب الشهيرة، ورموز التاريخ المظلم، كل هذه عناوين لقصص مبهرة واستثنائية ومثيرة للاهتمام، شكلتها المجوهرات المصنوعة من الأحجار الكريمة والألماس. ومنذ فترة غير بعيدة، لفتت كيم كارداشيان الأنظار؛ عندما اشترت قلادة صليب بارزة، كانت ترتديها الأميرة البريطانية الراحلة ديانا، مقابل مبلغ كبير قدره نحو 164 ألف جنيه إسترليني.
ويقال: إن نجمة تلفزيون الواقع الأميركية، التي اشترت أيضاً ساعة جاكي كينيدي «كارتييه تانك» عام 2017، بنت مجموعة من المجوهرات الخاصة بها، ومن مميزات هذه المجوهرات أن لكل قطعة منها تاريخاً مميزاً أو قصة مثيرة، أو قصة حب.
ويمكن للماضي اللامع أن يضيف قيمة كبيرة إلى الجوهرة، خاصة إذا كان المالك السابق ساحراً للغاية، وبنى مجموعة مجوهرات، مثل: الأميرة مارغريت، أو إليزابيث تايلور.
وتعتبر المجوهرات ذات قيمة أساسية لجودتها وجمالها، كما أن صانع المجوهرات الذي صنعها يضيف قيمة لها؛ إذا كان مصمماً مشهوراً، لكن في أغلب الأحيان مصدر القطعة هو الذي يحدد ما إذا كانت استثنائية، أم لا.
وعلى مر الزمن، اكتسب عدد من الأحجار الكريمة الرائعة، وتصميمات المجوهرات الاستثنائية، تاريخاً جعلها أيقونية بلا منازع.. هنا، نشاركك القصص الجميلة والغريبة عن أكثر قطع المجوهرات شهرة في العالم.
قلادة كيم كارداشيان:
-
من جواهر كيم كارداشيان إلى «ألماسة أورلوف الملعونة».. تاريخ غير تقليدي للمجوهرات
كل قطعة مجوهرات لها قصة، لكن بعضها يحمل في طياته فصولاً من التاريخ والتحوّلات. هكذا كانت حال قلادة صليب كيم كارداشيان، التي صُنعت في عشرينيات القرن الماضي على يد صائغ المجوهرات الشهير «جارارد»، وهو ذاته الصائغ المفضل لدى الأميرة ديانا. هذا الصليب، المرصّع بقطع الجمشت المربعة، وأحجار الألماس التي تزن 5.2 قراريط، لم يكن في الواقع ملكًا للأميرة. بل كان هدية مستعارة، أعارها لها صديقها المقرب، نعيم عطا الله، الذي كان يشغل منصب المدير الإداري لشركة «أسبري آند جارارد» في ذلك الوقت.
لكن هذه القلادة لم تكن قطعة مجوهرات عادية، وإنما كانت رمزًا لتحوّل كبير في حياة ديانا وأسلوبها. في فترة الثمانينيات، بينما كانت تبني ثقتها بنفسها وتتخذ خيارات جريئة في أزيائها ومجوهراتها، برز هذا الصليب كدليل على هذه الثقة المتزايدة. كان هذا الصليب يمثل نقطة تحوّل، فمن خلاله، أظهرت الأميرة ديانا للعالم أنها أصبحت امرأة قوية، واثقة من اختياراتها. ومع أن القلادة لم تعد ملكًا لها بعد الآن، إلا أن قصتها تظل محفورة في ذاكرة عشاق المجوهرات والأناقة حول العالم.
ألماسة أورلوف السوداء و«الملعونة»:
-
من جواهر كيم كارداشيان إلى «ألماسة أورلوف الملعونة».. تاريخ غير تقليدي للمجوهرات
تعتبر الألماسات السوداء البلورية رائعة في حد ذاتها، ولهذا السبب فإن ألماسة أورلوف السوداء، وهي حجر على شكل وسادة، وزنه 67.49 قيراطًا، ولون معدني مميز، تأخذ مكانة خاصة في عالم المجوهرات، ليس للونها وحجمها فحسب، بل أيضاً للغموض الذي يلفّ قصتها. فهذه الألماسة تحمل في طياتها حكاية قديمة عن اللعنات والقدر.
تقول الأسطورة: إن الألماسة الأصلية التي كانت تزن 195 قيراطًا قد سُرقت من عين تمثال للإله الهندوسي «براهما»، في معبد يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر في الهند. منذ تلك اللحظة، قيل: إن لعنة المعبد أصابت كل من يملكها. يُروى أن السارق الأول لقي حتفه، كما انتحر ثلاثة من أصحابها اللاحقين: الأميرة الروسية ناديا فيجين أورلوف، وأحد أقربائها، وتاجر الألماس الأميركي جاي دبليو باريس الذي جلبها إلى الولايات المتحدة. لكن الخبراء لم يصدقوا هذه الحكايات، وشككوا في أصل الألماسة الهندي وفي وجود الأميرة نفسها. ومع ذلك، وبغض النظر عن صحة الأسطورة، تم تفكيك الألماسة لتُشكّل ثلاث قطع صغيرة، في محاولة لكسر اللعنة التي قيل إنها تلاحقها.
وبالفعل، يبدو أن هذه الخطوة كانت ناجحة. فاليوم، تستقر ألماسة أورلوف السوداء في قلادة فاخرة تحيط بها أغصان من الألماس، ويُقال: إن كل من امتلكها بعد ذلك قد نجا سالماً من أي مصائب، لتصبح مجرد قطعة فنية ساحرة تُبهر كل من يراها، وتترك وراءها قصة غامضة تثير الفضول.
لؤلؤة «لا بيرجرينا»:
-
من جواهر كيم كارداشيان إلى «ألماسة أورلوف الملعونة».. تاريخ غير تقليدي للمجوهرات
في عام 1576، وقبالة سواحل بنما، لم يكن الغواصون يعلمون بأنهم على وشك اكتشاف كنزٍ لا يُقدَّر بثمن. لقد عثروا على لؤلؤة على شكل كمثرى، بجمالٍ لا مثيل له، وسرعان ماعرفت باسم «لا بيرجرينا»، وتعني «الرحالة». هذه اللؤلؤة، التي تزن أكثر من 50 قيراطاً، لم تكن قطعة مجوهرات عادية، بل كانت تحمل معها قصصاً ملكية ورومانسية. بدأت رحلتها مع الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا، الذي اشتراها لعروسه، الملكة ماري الأولى ملكة إنجلترا، لتصبح رمزاً للحب والاتحاد بين العرشين.
بعد ذلك، توارثتها الأجيال في العائلة الملكية الإسبانية، حتى سقطت في يد جوزيف نابليون بونابرت، شقيق الإمبراطور الفرنسي. وهكذا، انتقلت اللؤلؤة من العائلة الملكية الإسبانية إلى العائلة الإمبراطورية الفرنسية، لتستمر في تجميع قصص العظمة.
وبعد قرون طويلة، عادت اللؤلؤة إلى الأضواء عام 1969، عندما اشتراها الممثل الشهير ريتشارد بيرتون لزوجته الممثلة الأسطورية إليزابيث تايلور، لتكون هدية تعبر عن قصة حبهما الشغوف. ولم يكتفِ بيرتون بذلك، بل أعاد صياغتها في عقد أنيق من تصميم دار المجوهرات الفاخرة كارتييه. وهكذا، استمرت «لا بيرجرينا» في رحلتها، من قاع المحيط، إلى أيادي الملوك والأباطرة، وصولاً إلى نجوم هوليوود، لتظل شاهداً حياً على التاريخ، ورمزاً للجمال الذي لا يشيخ.
ألماسة الأمل «الملعونة»:
-
من جواهر كيم كارداشيان إلى «ألماسة أورلوف الملعونة».. تاريخ غير تقليدي للمجوهرات
في عالم المجوهرات، تبرز ألماسة الأمل ليس لجمالها الأخّاذ فحسب، بل أيضاً لماضيها الغامض الذي يروي قصصاً عن اللعنات والقدر، فهي جوهرة متحف سميثسونيان الوطني، التي تزن 45.52 قيراطًا، وتعتبر أكبر ألماسة زرقاء من نوعها في العالم. ولا يكمن سحرها في لونها الأزرق الداكن النادر فحسب، بل في خاصية غريبة تزيد هالتها الغامضة: فعندما تتعرض لضوء الأشعة فوق البنفسجية، تتوهج بلون أحمر قانٍ، كأنها تحتفظ بذكرى أحداث دامية.
تبدأ القصة الحقيقية لهذه الألماسة قبل قرون، إذ يُقال: إنها انتُزعت من جبين تمثال مقدس في معبد هندي. ولم تمر هذه الفعلة دون عقاب، فقد طاردت اللعنة أول من امتلكها، الكاهن الهندوسي الذي سرقها، لتلاحق كل من تجرأ على امتلاكها بعد ذلك. وفي عام 1668، دخلت الألماسة إلى عالم الأباطرة، فاشتراها الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا. لكن لعنتها لم ترحمه، فقد سُرقت الألماسة أثناء الثورة الفرنسية، بينما كانت الملكة ماري أنطوانيت، والملك لويس السادس عشر، يواجهان مصيرًا مأساوياً. وهمس الناس بأن لعنة الألماسة كانت السبب في نهايتهما.
وبعد أن تنقلت بين أيادٍ كثيرة، استقرت الألماسة في نهاية المطاف لدى الصائغ الشهير بيير كارتييه، الذي قام بتصميم قلادة رائعة من الألماس الأبيض لتزيينها، ثم باعها لإيفالين والش ماكلين عام 1912. لكن لعنة الألماسة لم تتوقف. فقد شهدت ماكلين مآسي عائلية فظيعة، حيث توفي اثنان من أبنائها، بينما كانت ترتدي القلادة.
وأخيراً، وفي محاولة لكسر اللعنة، أو ربما لتجنب المزيد من المصائب، قرر الصائغ هاري وينستون عام 1958 التبرع بالألماسة لمتحف سميثسونيان. وبغض النظر عما إذا كان دافعه الخوف أو الرغبة في التهرب من الضرائب، فقد أصبح المكان الآمن الذي استقرت فيه الألماسة، لتبقى قصتها محفورة في أذهان الزوار، وتظل تروي حكاية جمال منقوش بلعنة قديمة.
سوار النمر من «كارتييه لواليس سيمبسون»:
-
من جواهر كيم كارداشيان إلى «ألماسة أورلوف الملعونة».. تاريخ غير تقليدي للمجوهرات
في عام 1936، هزّت قصة حب العالم بأسره. لم يكن بطلها سوى الملك إدوارد الثامن، الذي اختار التنازل عن عرش بريطانيا العظيم؛ ليكون إلى جانب المرأة التي أحبها، سيدة المجتمع الأميركية المطلقة، واليس سيمبسون. لم تكن علاقتهما مجرد قصة عادية، بل كانت ملحمة من العاطفة والشغف، نُقشت تفاصيلها في قطع مجوهرات فريدة من نوعها.
وعبر سنوات طويلة، تحوّلت مجوهرات كارتييه المصممة خصيصًا لهما إلى سجلٍ بصري لقصتهما. فكل قطعة كانت تحمل رسالة حب، وتتحدث عن لحظة في رحلتهما معًا. وعلى الرغم من أن بعض هذه القطع وجد طريقه إلى المزادات، إلا أن قطعة واحدة خطفت الأضواء وأسرت القلوب «سوار النمر» المرصّع بالعقيق والألماس.
هذا السوار، الذي ارتدته سيمبسون عام 1952، لم يكن مجرد قطعة حلي عادية. لقد كان رمزًا للحب الذي تجاوز التقاليد والمنفى. فقد كان هدية من إدوارد لزوجته، وصُمم في باريس خلال فترة إقامتهما هناك. وبأعين من الزمرد الأخضر، يروي هذا النمر قصة حب خالدة.
خلف هذا العمل الفني تكمن عبقرية المصممة الأسطورية جان توسان، التي كان يطلق عليها لويس كارتييه لقب «لا بانتير» (النمرة)، وهي المرأة التي أبدعت أول تصميمات النمر التي اشتهرت بها الدار. وبذلك، لم يكن هذا السوار مجرد تحفة فنية، بل كان أيقونة في تاريخ «كارتييه».
وفي مشهد يجمع الفن والدراما، يُقال: إن المغنية مادونا، التي كانت تعمل على فيلم عن قصة حياة سيمبسون، قامت بتجربة السوار قبل أن يُعرض في المزاد. وفي النهاية، بيعت هذه التحفة الفنية لرجل لم يكشف عن هويته بمبلغ مذهل بلغ 4.5 ملايين جنيه إسترليني، لتنتهي رحلته من يد الملك العاشق إلى أيادٍ جديدة، تحتفظ بسر قصة حب استثنائية.