إماراتيات في قلب الطيران.. قصص شغف وإنجاز

#لقاءات وحوارات

لاما عزت اليوم

في يوم المرأة الإماراتية، الذي نحتفي خلاله بقصص الريادة والإلهام.. التقينا في «زهرة الخليج» نخبة من النساء الإماراتيات من فريق «الاتحاد للطيران»، اللواتي اخترن مجال الطيران، أحد أكثر القطاعات تحدياً وإبهاراً؛ ليجعلن منه فضاءً يترجم طموحاتهن، ويعكس ثقة القيادة الرشيدة بقدرات المرأة. إن كل واحدة منهن تحمل حكاية شغف بدأت بحلم، وبجهدها وإصرارها أصبحت إنجازاً حقيقياً، يضيء مسيرة المرأة الإماراتية في سماء العالم. وبين مسؤوليات تشغيلية معقدة، ومهام قيادية عالمية، وتجارب علمية وتقنية رائدة.. وجّهت كل منهن رسالة إلى المرأة في يومها، يوم الفخر بالوطن والمرأة معاً.

عائشة الكعبي.. ريادة إماراتية

تشغل عائشة الكعبي منصب نائب رئيس قسم التمكين والشراكات التجارية في «الاتحاد للطيران»؛ فتشرف على استراتيجيات الإيرادات والتسعير، والابتكار، وتحليل البيانات، إلى جانب تطوير برامج الوجهات السياحية، مثل: عطلات الاتحاد، وبرنامج التوقف في أبوظبي. بدأت مسيرة الكعبي عام 2014، عبر برنامج الخريجين؛ لتتدرج سريعًا في مناصب قيادية حتى أصبحت، عام 2024، أصغر مديرة في إدارة الإيرادات وعمرها 33 عامًا، وأول إماراتية تتولى هذا المنصب؛ ما جعلها نموذجًا رائدًا لتمكين المرأة الإماراتية في صناعة الطيران. وترى عائشة أن يوم المرأة الإماراتية وسام شرف ودافع للعطاء، مؤكدة أنه مناسبة تعكس ثقة القيادة الرشيدة بإمكانات المرأة، وحافز للاستمرار في خدمة الوطن، وتحقيق الطموحات.
وتوجّه رسالتها إلى الفتيات الإماراتيات: «أنتنَّ السماء القادمة، لوطن لا يعرف المستحيل.. اجعلن من أحلامكنَّ مدرجاً للإقلاع، ومن عزيمتكنَّ وقوداً للتحليق».

نورة الشرهان.. صوت الاستدامة

تشغل نورة الشرهان منصب رئيس قسم البيئة والمسؤولية المجتمعية والحوكمة في «الاتحاد للطيران»، بخبرة تتجاوز الـ13 عاماً في القطاع، حيث تقود استراتيجية «الشركة» في الاستدامة، وتمثل الإمارات في لجان ومنظمات دولية، مثل: «IATA، وICAO»، كما تقدم المشورة في القضايا البيئية للهيئة العامة للطيران المدني. وقد نال عملها اعترافاً دولياً بمشاركتها في برامج مرموقة، مثل: «القيادة الدولي» (IVLP)، التابع لوزارة الخارجية الأميركية حول تغير المناخ، وبرنامج إعداد القادة لشركة «ماكينزي» في أبوظبي. وتحمل الشرهان شهادة البكالوريوس في علوم البيئة، والماجستير في الإدارة البيئية. وترى أن يوم المرأة الإماراتية محطة للتأمل والفخر، وفرصة لإبراز دور الإماراتيات في الطيران، وسائر القطاعات، مؤكدة أنه يوم يحفزها؛ لتكون قدوة لأبنائها، وتجسيداً لإيمانها بأن الشغف والعزيمة يتجاوزان أي عقبة. وتعتبر نورة الشرهان أن من أبرز إنجازاتها تأسيس إدارة مستقلة للبيئة والحوكمة في «الاتحاد للطيران»، وتطويرها لتصبح منصة راسخة، تعكس رؤية «الشركة»، وتُبرز ريادة الإمارات في مجال الطيران المستدام.
رسالتها للفتيات: «الطيران مسيرة ابتكار وشجاعة، وكسر الحواجز يتحقق بالمثابرة والالتزام. قصصنا، اليوم، ستلهم أجيال الغد نحو مستقبل أكثر إشراقاً».

فاطمة الهاشمي.. ريادة في محطات الطيران العالمية

تشغل فاطمة الهاشمي منصب مديرة منطقة للمحطات الدولية ومديرة محطة خارجية في «الاتحاد للطيران»، بخبرة تتجاوز عقداً من الزمن في قيادة العمليات عبر أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، فقد أدارت فرقاً متعددة الثقافات، وأسواقاً معقدة، برؤية استراتيجية، ومرونة عالية. ومنذ انضمامها إلى «الاتحاد للطيران» عام 2012، شقت طريقها بثبات حتى أصبحت أول إماراتية تشغل منصب مديرة منطقة، وأطولهنَّ خدمةً في مهمة دولية؛ لتجسد نموذجاً ريادياً في تمثيل الإمارات على الساحة العالمية. ومن أبرز محطات مسيرتها: إطلاق وإدارة محطات جديدة شكلت نقاطاً محورية في شبكة «الاتحاد للطيران»، وقيادة العمليات خلال أزمات عالمية صعبة، حيث تميزت بقدرتها على بناء فرق عالية الأداء، وتوفير بيئات عمل مرنة وقادرة على الاستمرار حتى في أصعب الظروف. وترى الهاشمي أن يوم المرأة الإماراتية تجديد للثقة التي منحتها القيادة للمرأة؛ لتكون شريكاً في صناعة المستقبل، مؤكدة أنه دافع للاستمرار في تحمل المسؤولية، واعتزاز بانتمائها إلى دولة جعلت تمكين المرأة جزءاً من هويتها الوطنية.
وتوجه رسالة إلى كل فتاة إماراتية، تقول فيها: «ثقي بقدراتك، واعملي على تطوير مهاراتك باستمرار؛ فدولتنا توفر بيئة داعمة، يمكن لكل إماراتية أن تترك بصمتها فيها، وتصبح سفيرة لوطنها في سماء العالم».

عائشة المهيري.. طيّار إماراتية تحلق في سماء العالمية

بدأت عائشة المهيري مسيرتها الأكاديمية في «Lycée Louis-le-Grand» بفرنسا، ثم عادت إلى الإمارات؛ لتتخرج في جامعة أبوظبي وتحصل على البكالوريوس في علوم الطيران، متوَّجة بجائزة الأداء المتميز لأربع سنوات متتالية. وخلال دراستها، خاضت تدريباً عملياً في مطار أبوظبي، وحصلت على شهادات معتمدة في: الإسعافات الأولية، ومكافحة الحرائق، وأمن الطيران، والتعامل مع المواد الخطرة. عام 2020، انضمت إلى برنامج تدريب الطيارين في «الاتحاد للطيران»، وخلال جائحة «كورونا» عملت في قسم التراخيص؛ لدعم الشركة من الداخل، قبل أن تكمل تدريباتها العملية؛ لتصبح اليوم «ضابط طائرة ثاني» على أسطول (بوينغ 787). تقول عائشة: إن يوم المرأة الإماراتية مناسبة عزيزة، تجسد الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة من القيادة الرشيدة. وتصفه بأنه يوم لتذكر تضحيات والدتها، التي منحتها القوة والإصرار على تحقيق حلمها. ومن أبرز إنجازاتها أنها حققت حلمها بأن تكون طيّاراً إماراتية في واحدة من أكبر شركات الطيران الوطنية، مؤكدة أن تجربتها، خلال «الجائحة»، كانت دليلاً على أن الإرادة لا يوقفها أي ظرف.
وتوجه رسالة إلى ابنة الإمارات، فتقول: «آمني بنفسك، ولا تترددي في خوض التحديات؛ فالطائرة لا تفرّق بين رجل وامرأة، وما يهم هو الكفاءة، والانضباط، والإصرار».

سارة الضنحاني.. مهندسة إماراتية ترتقي بصيانة الطائرات

تشغل سارة الضنحاني منصب مشرفة صيانة المقصورات في «الاتحاد للطيران»، وهي من الكفاءات الوطنية، التي أثبتت حضورها في مجال هندسة الطيران. بدأت الضنحاني مسيرتها عام 2015، ضمن برنامج المهندسين المتدربين؛ لتتدرج من مهندسة متدربة إلى مهندسة معتمدة، وصولاً إلى موقعها القيادي الحالي. وتحمل سارة شهادة اعتراف لطائرة (بوينغ 777) من «الاتحاد للطيران»، ودبلوماً في إدارة الأزمات والكوارث من أكاديمية الفجيرة للطيران، كما عززت خبراتها عبر برامج تدريبية، وورش عمل، في مجالات متنوعة، مثل: السلامة، والأنظمة الكهربائية، وسحب الطائرات، وبناء فرق العمل. وتؤكد أن يوم المرأة الإماراتية يوم فخر واعتزاز بإنجازات النساء، ودافع للاستمرار في خدمة الوطن، مشيرة إلى أنها تعتبر نجاحها هدية لأسرتها، وراية لبلادها. أما أبرز إنجازاتها، فكان اختيارها كأول امرأة إماراتية تتسلم طائرة جديدة من مصنع «إيرباص» في ألمانيا، وهو حدث يمثل علامة فارقة في مسيرتها المهنية.
رسالتها إلى كل فتاة: «آمني بقدراتك، ولا تضعي حدوداً لطموحك.. فالطيران والهندسة يحتاجان إلى شغف وصبر، والمرأة الإماراتية قادرة على التميز فيهما بكل جدارة».

فاطمة الهنداسي.. محللة بيانات ترسم مستقبل الطيران بالتكنولوجيا

انضمّت فاطمة الهنداسي إلى «الاتحاد للطيران» كمتدرّبة في فريق العمليات والبيانات والتكنولوجيا؛ لتتدرج بسرعة حتى أصبحت من الكفاءات المؤثرة في دعم القرارات الاستراتيجية للشركة، عبر البيانات والتحليلات المتقدمة. ومن أبرز إنجازاتها تطوير لوحات مؤشرات وتقارير الأداء، التي حسّنت التنسيق والوضوح بين الإدارات، إلى جانب إنشاء نموذج تنبؤي، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتوقع احتياجات الموارد البشرية، ما ساهم في رفع كفاءة العمليات، وتحسين تخصيص الموارد. تحمل فاطمة درجة الماجستير في التعلم الآلي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، حيث ركزت على التعلم العميق ورؤية الحاسوب، ما مكنها من تعزيز جهود التحول الرقمي داخل «الاتحاد للطيران». وترى أن يوم المرأة الإماراتية مصدر فخر واعتزاز، وفرصة للاحتفاء بإنجازات النساء في جميع القطاعات، مؤكدة أنه يلهمها مواصلة تطوير حلول ذكية، تسهم في دعم مسيرة «الشركة»، ويعزز إحساسها بالمسؤولية تجاه تمكين الفتيات الإماراتيات.
وتوجّه رسالتها إلى الفتيات: «ركزن على التعلم المستمر، واكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة، فمستقبل الطيران يقوم على التكنولوجيا. وبالإرادة والشغف، تستطيع المرأة ترك بصمتها، والمساهمة في تطوير هذا القطاع الحيوي».