أسماء الشحي: رحلاتي جعلتني أقوى وأكثر هدوءاً

#سياحة وسفر

ندى الرئيسي اليوم

السفر راحة للنفس، وملاذ للروح، ووقت مستقطع للذات، ورحلة ترفيه وعلاج، واستكشاف لما حولنا، وتوسيع مداركنا. ويوماً بعد يوم، تقدم الدراسات العلمية فوائد جديدة للسفر. المهندسة المعمارية أسماء الشحي، شابة عمانية تعيش في الإمارات، وتعشق السفر والتصوير، وصناعة المحتوى، وتشارك الناس تجاربها بطريقة قريبة من القلب، كما تؤمن بأن السفر مدرسة في حد ذاته.. كان لـ«زهرة الخليج» هذا الحوار مع الشابة العُمانية؛ فأطلعتنا على جوانب عدة من مسيرتها:

كيف ومتى بدأ شغفك بالسفر؟

لم أكن من المسافرين المستكشفين في صغري، فقد كانت رحلات العائلة تقتصر على زيارات في نطاق دول الخليج، أو لأداء مناسك العمرة. لكن، لطالما كان بداخلي شغف باكتشاف العالم، وتمنّيت أن أرى أماكن بعيدة ومختلفة. وانطلق شغفي الحقيقي مع أول سفرة لي منفردةً، فقد شعرت بأنني أنظر إلى الحياة من زاوية مختلفة تماماً. 

فهم النفس

حدثينا عن علاقتك بالسفر، وقرارك أن تصبحي مدونة!

علاقتي بالسفر علاقة حب وعلاج. فالسفر علّمني أن أفهم نفسي أكثر، وأصبحت مدونة؛ عندما لاحظت أن الناس يتابعون رحلاتي، ويسألونني عن التفاصيل؛ فأحببت مشاركتهم تلك التجارب بكل صدق.

كيف تخططين لرحلاتكِ، وما أهم الاستعدادات التي تقومين بها قبل السفر؟

 بدايةً.. أختار وجهتي حسب الموسم والميزانية، بعد ذلك يبدأ الاستعداد والتجهيز، مثل: استخراج «الفيزا»، وترتيب أمور التنقل، وأماكن السكن. وأقوم بإعداد جدول خاص، يوازن بين الاستكشاف والراحة، مع التركيز على بعض الأمور الأساسية والضرورية، كالتأمين، وتحميل التطبيقات المهمة.

ما المغامرات، التي لم تتصوري يوماً أنكِ ستقومين بها؟

كثيرة جداً.. مثلاً التخييم في مكان معزول بعيداً عن الاتصالات، وخدمات الإنترنت، أو التوغل في الأحياء الأفريقية، فكل ذلك يجعلك تخاطب عقلك، وتكتشف مدى مرونتك.

يقال: «في الأسفار سبع فوائد».. ما الفوائد التي حققتها من السفر؟

أصبحت أستوعب الثقافات المختلفة، وزادت ثقتي بنفسي، كما تعلمت أن أواجه المواقف المختلفة، وكونت صداقات من كل مكان، كما أنني بدأت أستشعر نعمة الأشياء الصغيرة، التي قد نراها، ونعتبرها عادية.

ما أفضل تجربة سفر قمتِ بها، وما أصعب رحلة واجهتكِ؟

أفضل تجربة كانت إلى كوريا؛ لأن فيها مزيجاً من الطبيعة والحياة العصرية. وأصعب رحلة كانت أول زيارة إلى أفريقيا، فقد كانت الترتيبات لها متعبة جداً؛ لكنها علّمتني الصبر. 

هل تؤثر ثقافتكِ المحلية، وكونكِ فتاةً، في تجاربكِ؟

بالطبع، فأنا أحرص، دائماً، على إظهار هويتي، وتمثيل الفتاة الخليجية بأفضل صورة، كما أحترم عادات وتقاليد أي بلد أزوره.

تجارب.. ونصائح

ما النصائح، التي تقدمينها للمسافرين أو من يخططون لأن يصبحوا مدوني سفر؟

كونوا أنفسكم، ولا تحاولوا تقليد أحد، وشاركوا تجاربكم كما هي، وابنوا الثقة مع متابعيكم، وطوروا مهاراتكم في التصوير، والكتابة.

كيف توازنين بين السفر، واهتماماتك الشخصية أو المهنية؟

كل شيء له وقته، فهناك أوقات أجمع فيها بين السفر والعمل، وأخرى أخصصها للراحة والعائلة، الأهم أن أكون مرتاحة ومتأقلمة مع هذا التوازن.

ما الأدوات أو التطبيقات، التي تجدينها مفيدة أثناء التخطيط للسفر؟

أستخدم: «Google Maps، وBooking، وairbnb»، وتطبيقات: الفيزا، والتأمين، و«السيم الإلكتروني» (mobile matter).

هل تفضلين السفر بمفردك أم مع مجموعة، ولماذا؟

أجمع بين الحالتين؛ فأسافر وحدي؛ لأن في ذلك راحة ومساحة وفرصة للتأمل، والسفر ضمن مجموعة يكون فيه تواصل وضحك وذكريات جميلة.

كيف أثرت التجارب، التي قمتِ بها في شخصيتكِ؟

جعلتني أكثر قوة، وميلاً إلى الهدوء، ورحبة الصدر، كما أصبحت أكثر قدرة على تقبل من حولي، والنظر إلى الحياة من زوايا مختلفة.

كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في تجربة السفر، وكتابة المدونات؟

أحياناً، تمنحني دافعاً للمشاركة، وأحياناً تعطيني إحساساً بضرورة الفصل، وعيش اللحظة دون توثيق؛ لذلك أصبحت أختار اللحظات التي أشاركها، وأحافظ على خصوصية لحظاتي الأخرى.