#أخبار الموضة
غانيا عزام اليوم
هناك أحلام تبدأ بخطوة.. وبالنسبة لبياتريز دي لوس موزوس Beatriz de los Mozos، كانت تلك الخطوة بحثاً عن حذاء يجمع بين الأناقة والراحة. ومن هذا الحلم البسيط، وُلدت «فلابيلوس» (Flabelus) عام 2020؛ لتصبح اليوم علامة تبدع سحراً في كل تفصيلة، وتحوّل «الإسبادريل» من قطعة يومية متواضعة إلى قصيدة من الحِرَفية والهوية والجمال. بياتريز لا تصنع أحذية فحسب، بل تقدم قصصاً تُروى مع كل خطوة، حيث يلتقي التراث الإسباني بالابتكار، وتُمنح الاستدامةُ معنى جديداً للرفاهية الهادئة.. التقيناها، وهذا نص الحوار:
-
بياتريز دي لوس موزوس: نحول التراث إلى سحر يمكن ارتداؤه
من القانون إلى التكنولوجيا، ثم عالم الموضة.. ما اللحظة الحاسمة التي دفعتك إلى إنشاء «فلابيلوس»؟
لم يكن الأمر مخططاً له على الإطلاق؛ فقد بدأ بمشكلة شخصية جداً، هي أنني لم أجد حذاءً مسطحاً أنيقاً ومريحاً، في الوقت نفسه، يتناسب مع مشكلات ظهري. وعندما وجدت، أخيراً، مَنْ يساعدني في ابتكار ما يدور بذهني، وصممنا نموذجاً أولياً، كان النجاح فَوْرياً تقريباً. تلك اللحظة - رؤية المنتج يلقى هذا الصدى العميق، دون تسويق أو استراتيجية - كانت الشرارة؛ فحينها أدركت أنني لا أستطيع تجاهلها؛ فتركت عملي، وتفرغت تماماً لبناء «Flabelus».
أَثْر
كيف أثّر عملك بالقانون والتكنولوجيا في الطريقة، التي تقودين بها علامتك التجارية، اليوم؟
القانون علّمني النظام، والانضباط، والتفكير النقدي. أما التكنولوجيا؛ فعلّمتني التكيف والعمل في بيئات سريعة التغير، وأزالت عني الخوف من الابتكار، كما أظهرت لي أهمية تبني أحدث التطورات؛ لإحداث فرق حقيقي؛ لأننا نقود ولا نتّبعُ. كلا المجالين منحني الصلابة، لكنني أعتقد أن أهم درس هو أن الصناعات قد تبدو مختلفة جداً، لكنها - في النهاية - تتمحور حول الناس: الاستماع، وحلّ المشكلات، والتواصل.
تصفين «فلابيلوس» بأنها «سحر يمكن ارتداؤه».. ماذا يعني لك هذا السحر على الصعيد الشخصي؟
بالنسبة لي، السحر هو قدرة الأحذية على صناعة القصص، وتغيير إحساسنا بأنفسنا؛ عندما نرتديها. «فلابيلوس» ليست مجرد أحذية؛ إنها عالم من الخيال، والأدب، والألوان، والشخصيات؛ لهذا يحمل كل زوج من هذه الأحذية قصته الخاصة. فالسحر، أيضاً، جسر بين العملي والعاطفي.
ما قصة فكرة تقديم «ملهمة» جديدة كلَّ عام؟
لطالما كنت شغوفة بالأدب، ومنذ البداية أردت أن ترتبط كل مجموعة بشخصية، أو قصة، مثل: دانتي وبياتريس، وروميو وجولييت، وأليس في بلاد العجائب، والإمبراطورة سيسي.. فهكذا نصنع عالماً تكون لكل تصميم فيه شخصية خاصة، واختيار ملهمة جديدة كلَّ عام يُبقي السرد حياً، ويجعل مجموعاتنا أشبه بفصول من قصة مستمرة لمواطني العالم أجمع.
بالنسبة لك.. لماذا كان إحياء «الإسبادريل» مهماً؟
«الإسبادريل» من أصدق التقاليد الإسبانية؛ لذلك لم أرد له أن يختفي في عالم الإنتاج الضخم. وبإعادة ابتكاره - عبر التصميم، والبنية، والراحة، والخيال - نحن لا نحافظ فقط على حِرَفة، بل نرفعها لتصبح رمزاً عالمياً وخالداً، كما أنه - بالنسبة لي - مسؤولية ثقافية، وفرصة إبداعية في الوقت نفسه.
-
بياتريز دي لوس موزوس: نحول التراث إلى سحر يمكن ارتداؤه
تملكون مصنعكم الخاص.. كيف يؤثر هذا في تجربة «العلامة» عامةً؟
إنه كلُّ شيء.. فقلة قليلة من العلامات، اليوم، تمتلك مصنعها الخاص. إن ورشتنا في «إلتشي» تسمح لنا بالتحكم في الجودة، والابتكار مباشرة مع الحرفيين، والبقاء أوفياء لقيمنا في الإنتاج اليدوي، والاستدامة. كما توفر الورشة وظائف في إسبانيا، وتضمن أن يعزز نموّنا جذورنا، بدلاً من إضعافها.
ما الممارسات المستدامة، التي تفتخرين بها في «فلابيلوس»؟
أفتخر بتحويل التحديات إلى حلول. على سبيل المثال، نستخدم إطارات الدراجات الهوائية، المعاد تدويرها، في صناعة النعال، وهي مادة غير قابلة للتحلل، وملوثة للغاية، ونحن نمنحها حياةً ثانيةً. كما نستخدم المخمل القطني العضوي، وبطانات من الخيزران المعاد تدويره.. لسنا مثاليين، لكن الاستدامة - بالنسبة لنا - رحلة من التحسّن المستمر!
تحديات
ما التحديات التي واجهتموها؛ للتوسع عالمياً مع الحفاظ على الجذور الحِرَفية؟
أكبر تحدٍّ هو السرعة؛ فالإنتاج اليدوي، والمحلي، لا يتوسع بالسرعة نفسها، مثل الاستعانة بمصادر خارجية. فالتكاليف أعلى، والجداول الزمنية أطول، وتحتاجين إلى متابعة دقيقة لكل خطوة. لكن المكافأة هي الأصالة، والثبات، ومعرفة أن كل زوج أحذية يحمل قيمة حقيقية، وتشعر عميلاتنا بذلك الفرق فَوْراً.
ما الأسواق، التي تثير حماستك أكثر بالنسبة لـ«فلابيلوس»؟
الولايات المتحدة محطة مهمة مع افتتاح متجرنا في «سوهو»، لكنني متحمسة، أيضاً، لآسيا؛ لتقديرها العميق للحرفية، وللشرق الأوسط حيث نشهد نمواً سريعاً.. هذه المناطق هي الأبرز لتوسعنا.
كيف تحافظين على جوهر «العلامة» في الفئات الجديدة؟
بالعودة، دائماً، إلى السرد، والحِرَفية، والاستدامة؛ فكل قطعة يجب أن تكون جزءاً من عالمنا الخيالي، والخالد، وليست مجرد منتج جديد.
-
بياتريز دي لوس موزوس: نحول التراث إلى سحر يمكن ارتداؤه
بين دور الرئيسة التنفيذية، والمصممة.. حدثينا عن يومك!
يومي فوضوي، ومثير!.. أعيش مع فريقي على مدار الساعة، والإلهام يرافقني دائماً؛ فكل يوم يحمل فكرة، أو قصة، جديدة.
ما تعريفك للنجاح؟
النجاح يحدث؛ عندما تشعر امرأة ترتدي «فلابيلوس» بالثقة والراحة، وعندما أساهم في الحفاظ على الحِرَفية الإسبانية، وبناء علامة تحمل قيماً، وهو التوافق بين ما نبتكره، وبين ما نؤمن به.
ما نصيحتك للواتي يرغبن في اتباع شغفهن؟
أقول لكل واحدة منهن: استمعي إلى حدسك، فلست تحتاجين إلى خطة كاملة؛ وإنما ابدئي صغيرة، وجرّبي، وتكيّفي. فالجرأة، غالباً، تبدأ من أبسط الأمور.