أيرلندا.. وجهة الفخامة الهادئة التي تُنافس باريس

أيرلندا.. وجهة الفخامة الهادئة التي تُنافس باريس

#سياحة وسفر

زهرة الخليج - الأردن اليوم

قد لا تكون أيرلندا أول وجهة تخطر ببالكِ عندما تفكرين في عطلة أوروبية فاخرة، لكن ما إن تطأ قدماكِ أرضها حتى تكتشفي عالمًا من الرقيّ الأصيل، يختلف تمامًا عن صخب العواصم الأوروبية الأخرى. فهنا، تمتزج الفخامة بالعفوية، والضيافة بالدفء الإنساني، في فنادق «خمس نجوم» مذهلة، ومطاعم تحمل «نجوم ميشلان»، وتجارب محلية تجعل كل لحظة حكاية من الذوق والرقيّ.

رحلة أيرلندا تشمل ثلاث محطات: دبلن العاصمة النابضة بالحياة، وأدير الساحرة التي تجمع التاريخ بالترف، وكيلارني التي تخطف الأنفاس بطبيعتها. وبين هذه المدن الثلاث، تكتشفين وجهًا مختلفًا من أوروبا.. وجهًا أنثويًا، مترفًا وهادئًا في آنٍ.

دبلن.. روح المدينة الأنيقة:

في قلب العاصمة الأيرلندية، تتجلّى ملامح الحياة العصرية بأناقة لا تخلو من الأصالة. هنا تبدأ المغامرة في فندق «ذا ميريون»، أحد أفخم فنادق البلاد. فقد أقام فيه نجوم، مثل: بروس سبرينغستين، وباراك أوباما، وهو يجمع بين الطابع الجورجي الكلاسيكي والفن المعاصر، من خلال مجموعة فنية تضم أعمالًا من القرنين: التاسع عشر، والعشرين.

ومن أبرز تجارب الفندق ما يُعرف بـ«شاي الفن»، حيث تُقدَّم الحلويات مستوحاة من اللوحات المعروضة في أروقة الفندق؛ فهي فكرة فنية مبهجة تليق بعاشقات التفاصيل. وغرف الفندق دافئة بطابعها الجورجي، وأنيقة بلمساتها الأنثوية: مدفأة كلاسيكية، ستائر ثقيلة، وأجواء تبعث على الهدوء بعد جولة تسوّق على شارع غرافتون الشهير، حيث تنتظركِ متاجر «براون توماس»، النسخة الأيرلندية من «هارودز»، وماركات عالمية، مثل: «مولبري»، و«لويس فويتون». في المساء، يمكن التوجّه إلى فندق «ذا ويستبري»، حيث تمتزج الفخامة بطابع فني جذّاب، ويُقال: إن تايلور سويفت أقامت فيه خلال جولتها الغنائية.

أداري مانور.. إقامة ملكية في قلب الريف:

إذا كانت دبلن تمثل روح المدينة، فإن «أداري مانور» جوهر الفخامة الريفية. فهذا القصر المهيب، الذي كان يومًا مقرًا لعائلة أرستقراطية من القرن التاسع عشر، أصبح اليوم أحد أجمل الفنادق الفاخرة في أوروبا. فتصميمه يشكل مشهدًا ساحرًا من التاريخ والرقي.

إن كل زاوية في القصر تروي حكاية: نوافذ عملاقة تمتد حتى السقف، مدافئ من الرخام، وأحواض استحمام ذات أرجل منحوتة. والملوك أنفسهم مرّوا من هنا، فقد استضاف المكان الملك جورج الخامس، والملكة ماري، أواخر القرن التاسع عشر.

أما الأنشطة، فهي جزء من التجربة الملكية، من جلسات الصيد بالقوس، إلى تجربة صقارة ساحرة تسمح لكِ بالتفاعل مع طيور جارحة نادرة. ويضم الفندق، أيضًا، نادي بادل حديثاً، مع صالة لليوغا، ومسبح داخلي تحيط به نوافذ قوطية؛ فيبدو كأنه من رواية قديمة.

ويُكمل المشهد الريفي جمال قرية أدير الصغيرة المجاورة، ببيوتها ذات الأسقف المصنوعة من القش، ومقاهيها الدافئة. ومن هنا، يمكن القيام برحلات قصيرة إلى منحدرات موهير، أو إلى قلعة بلارني الشهيرة.

كيلارني.. الطبيعة والفخامة في مشهد واحد:

في الجنوب الغربي من أيرلندا، تُطل كيلارني كلوحة تجمع بين الجبال، والغابات، والبحيرات في مشهدٍ يأسر القلوب. ويمكنكِ استئجار عربة تجرها الخيول للقيام بجولة رومانسية في المسارات الخضراء. ومن أكثر اللحظات تفرّدًا الرحلة بالقارب إلى جزيرة إنيسفالن، في مشهدٌ يجسّد الجمال الأيرلندي بكل بساطته.

وتُعد زيارة قصر موكروس من المعالم البارزة، فهو القصر الذي استضاف الملكة فيكتوريا في القرن التاسع عشر، وأصبح رمزًا لبداية السياحة في أيرلندا. والإطلالة من نوافذه على الجبال والبحيرة تُشعركِ بأنكِ داخل لوحة زيتية نابضة بالحياة. أما ليالي كيلارني، فمليئة بالموسيقى والمرح، من عروض الرقص الأيرلندي المبهجة، إلى سهرات البيانو، والموسيقى الحية، وختام اليوم بأطباق موسمية بأناقة تجعل من العشاء تجربة فنية استثنائية.

نصائح قبل حزم الحقائب:

- استعدّي للطقس الأيرلندي المتقلب من خلال حزم ملابس متعددة الطبقات، ومعطف مقاوم للمطر، ومظلة أنيقة ترافقكِ دائمًا، فالطقس هناك قد يتغيّر في لحظات.

- خطّطي لرحلتكِ مسبقًا عبر البحث عن أجمل الوجهات، والمعالم التي تودّين زيارتها، واحجزي التذاكر أو الجولات مبكرًا لتستمتعي بتجربة سلسة ومنظمة.

- احرصي على معرفة العملة المناسبة لكل منطقة: ففي جمهورية أيرلندا تُستخدم عملة اليورو، بينما في أيرلندا الشمالية التعامل يكون بالجنيه الإسترليني، لذا من الجيد أن تحتفظي ببعض النقود المحلية، أو بطاقة دفع مقبولة دوليًا.

- فكّري في وسيلة التنقل التي تناسبكِ: استئجار سيارة يمنحكِ حرية أكبر لاكتشاف الريف الخلّاب، بينما تُعدّ الحافلات والقطارات خيارًا مريحًا وآمنًا؛ إذا كنتِ تفضلين ترك القيادة جانبًا، والاستمتاع بالمشاهد.

حقيبتكِ في أيرلندا.. أناقة السفر إلى أرض الضباب:

السفر إلى أيرلندا يعني التكيّف مع الطقس المتقلّب والأناقة الهادئة التي تليق بجمال المكان. إليكِ بعض القطع التي يجب أن ترافقكِ، لتجعل الرحلة أكثر راحة وأناقة:

- كنزة كشمير من طراز «ميلّي»، مستوحاة من أسلوب الأميرة ديانا الكلاسيكي، مثالية لأمسيات شاعرية.

- سروال مخملي بديل أنيق عن الجينز اليومي.

- حذاء رياضي مقاوم للمطر، خفيف ومريح للسير في المدن الخضراء.

- معطف مبطن بالفرو؛ قطعة لا يمكنكِ القول بأنكِ زرتِ أيرلندا دون ارتدائها.

- فستان بلون الشوكولاتة، يليق بعشاء فاخر في «أدير مانور».

- قبعة بيسبول لإطلالة أنيقة، وعملية أثناء الرحلات النهارية.

- مكواة السفر الذكية؛ لتصحيح التجاعيد بسرعة قبل أي عشاء راقٍ.