في إسبانيا.. وجهات سياحية لقضاء عطلتكِ الشتوية

في إسبانيا.. وجهات سياحية لقضاء عطلتكِ الشتوية

#سياحة وسفر

زهرة الخليج - الأردن اليوم

تُعدّ إسبانيا وجهة مثالية لعطلة شتوية مختلفة، ففصل الشتاء فيها أكثر اعتدالاً، مقارنة بمعظم الدول الأوروبية، لكن الطقس يختلف باختلاف المنطقة التي تقصدينها. ففي الشمال ومدن الداخل، مثل مدريد، تنخفض درجات الحرارة، ونادراً ما تتجاوز الـ10 درجات مئوية، وقد تشهد المدينة، أحياناً، تساقطاً خفيفاً للثلوج، رغم أنها لا تدوم طويلاً. أما في الجنوب، فالمناخ أكثر دفئاً، وتبقى الأجواء مشمسة ولطيفة حتى في أشهر الشتاء.

ورغم برودة الطقس في مدريد، إلا أن سطوع الشمس الدائم يجعل شتاءها أكثر إشراقاً، وأقل قسوة من مدن أوروبية أخرى مثل لندن، حيث تتفوق الأيام المشمسة على الرمادية القصيرة الممطرة. لذلك، سواء كنتِ تبحثين عن دفء الأندلس، أو عن نسمات الشتاء المعتدلة في فالنسيا، فإسبانيا تقدّم لك شتاءً بنكهةٍ خاصة، يجمع بين الثقافة والطبيعة والضوء الذهبي الذي لا يغيب.

مدريد.. سحر العاصمة تحت شمس الشتاء الباردة:

تُعدّ مدريد أشد مدينة إسبانية برودة في الشتاء، لكنها تظل نابضة بالحياة. فالطقس البارد لا يمنع أهلها من الاستمتاع بالمقاهي المكشوفة، حيث تنتشر المدافئ والبطانيات الدافئة على الطاولات في الهواء الطلق. حتى في أكثر الأيام برودة، يملأ الناس حديقة الريتيرو للتنزه، أو التجديف في البحيرة الهادئة.

وتراوح درجات الحرارة في الشتاء، بين 3، و10 درجات مئوية، ومع ذلك تظل الشمس مشرقة معظم الأيام. وفي ديسمبر، يمكنكِ الاستمتاع بأجواء أسواق عيد الميلاد في ساحة «بلازا مايور»، وزينة المدينة الرائعة، أو المشاركة في احتفالات رأس السنة في «بويرتا ديل سول»، حيث يُنقل العدّ التنازلي مباشرة على التلفزيون الإسباني.

وللإقامة، يقدّم فندق «إي كاستيّاس مدريد» خياراً متوسط التكلفة، وموقعاً مركزياً مثالياً، بينما يناسب «ذا هات مدريد» النساء المسافرات بمفردهن، بفضل أجوائه الودية، ومساحاته المشتركة الأنيقة.

إشبيلية.. مدينة الشمس الأندلسية حتى في الشتاء:

بمتوسط درجات حرارة يصل إلى 16 درجة مئوية، تُعدّ إشبيلية وجهة شتوية مثالية. فهي عاصمة إقليم الأندلس، وتفيض بالحياة والثقافة والموسيقى. ولا تكتمل رحلتكِ دون زيارة قصر «ريال ألكاثار» المذهل، وكاتدرائية إشبيلية الشهيرة، أو القيام بجولة في حي «تريانا»، على ضفة نهر «غوادالكيفير»، حيث يلتقي عبق التاريخ بعالم الفلامنكو الساحر.

وتتميّز المدينة، أيضاً، بمطاعمها الراقية، ومطاعم «التاباس»، التي يمكن التنقل بينها حتى ساعات متأخرة من الليل، في تجربة تُغذي الحواس، وتكشف عن روح المدينة الحقيقية.

وللإقامة، اختاري فندق «بيكير» في قلب المدينة القديمة، حيث يمكنكِ الوصول إلى أبرز المعالم سيراً على الأقدام، أو فندق «مونتي تريانا»، الذي يقع في حيّ يحمل الطابع المحلي الأصيل. أما إن كنتِ تفضلين الأجواء الاجتماعية، فاختاري «هوستل وونفام كاتدرال»، القريب من الكاتدرائية، والمثالي للمسافرات اللواتي يرغبن في تجارب تفاعلية، وفعاليات ممتعة.

برشلونة.. دفء البحر ومتعة الاكتشاف بعيداً عن الزحام:

الشتاء هو الوقت الأنسب لاكتشاف برشلونة بهدوء، بعيداً عن ازدحام الصيف. فالمدينة تشتهر بروائع المعماري أنطونيو غاودي، مثل: كنيسة «ساغرادا فاميليا»، و«منتزه غويل»، لكن سحرها الحقيقي يكمن، أيضاً، في الأحياء القديمة، والأسواق، والمقاهي الفنية.

وتتميّز درجات الحرارة، هنا، باعتدالها، إذ نادراً ما تنخفض عن 15 درجة مئوية، ما يجعل التجول في الشوارع أو التسوق أو تناول القهوة في الهواء الطلق تجربة في غاية المتعة. ويمكنكِ، أيضاً، الانطلاق في رحلات يومية إلى جبل مونتسيرات، أو مدينة تاراغونا التاريخية.

جزر الكناري.. عاصمة الشمس الشتوية في إسبانيا:

تُعرف جزر الكناري بأنها العاصمة الرسمية لشمس الشتاء في إسبانيا، وتعدّ جزيرة «تينيريفي» الوجهة الأكثر شهرة بينها. فبالإضافة إلى كونها مقصداً صيفياً مميزاً، تستقبل الجزيرة ما يقارب الست ساعات من أشعة الشمس يومياً، بين ديسمبر وفبراير، بينما تراوح درجات الحرارة، خلال هذه الأشهر، بين 18، و22 درجة مئوية.

وتتميّز الجزيرة بروعتها الطبيعية؛ فهي موطن أعلى قمة في إسبانيا (جبل تيد)، وهو بركان نشط يعلو فوق المنتزه الوطني، الذي يحمل الاسم نفسه. ويمكن الوصول إلى قمته عبر التلفريك، أو اختيار أحد مسارات المشي الممتدة بين الصخور الحمراء والتضاريس البركانية الوعرة، لمن تبحث عن تجربة استكشاف مختلفة وسط مناظر تخطف الأنفاس.

أما إن لم تكوني من محبات المغامرات، فالأجواء هناك مثالية أيضاً لقضاء يوم كامل على الشاطئ. ويمكنكِ الاستمتاع بالرياضات المائية في منتجعات «كوستا أديخي» الساحلية، أو القيام بجولة ممتعة في العاصمة «سانتا كروز»، قبل الاسترخاء على الرمال الذهبية في شاطئ «بلايا دي لاس تيريسيتاس».

وإذا كنت تبحثين عن الرفاهية الهادئة وتجربة خالية من الضجيج وصراخ الأطفال، توجّهي إلى الساحل الغربي حيث يقع «ريد ليفل»، في فندق «غران ميليا بالاسيو دي إيسورا»، وهو قسم خاص داخل المنتجع الأكبر يضمّ غرفاً أنيقة تتميز بشرفات خاصة وإطلالات خلابة. وهناك أيضاً مسبح فاخر وأحواض جاكوزي ومساحات مثالية للاسترخاء وسط أجواء من السكينة والفخامة.

فالنسيا.. مدينة تزدهر في الشتاء:

يتميّز مناخ فالنسيا الشتوي بالاعتدال، وتوفر المدينة طقساً لطيفاً مع أشعة شمس وفيرة خلال أشهر الشتاء. ومن المألوف رؤية السكان المحليين على الشاطئ من ديسمبر إلى فبراير، رغم أن معظمهم يفضّلون البقاء على الرمال بدلاً من السباحة، حتى إن بلغت درجات الحرارة نحو 17 درجة مئوية.

فالنسيا مدينة تتألق في فصل الشتاء، إذ إن معظم معالمها البارزة وأنشطتها المحببة تتناسب تماماً مع الأجواء المعتدلة. ومن أبرز التجارب فيها ركوب الدراجة على امتداد «متنزه توريا» لمسافة تقارب الخمسة أميال، وهي تجربة تكاد تكون تقليداً لا بد منه لكل زائر. وفي نهاية المسار، ينتظركِ مجمع «مدينة الفنون والعلوم»، أحد أبرز الإنجازات المعمارية الحديثة في إسبانيا، الذي يضم مباني بتصميمات مستقبلية، وحدائق خضراء غنّاء، وأكبر حوض أسماك في أوروبا.

ويُعدّ فندق «فينشي بالاس» من أفضل الفنادق موقعاً في فالنسيا، إذ يقع بين الساحتين الرئيسيتين، وعلى مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من معظم المعالم الشهيرة. ويجمع تصميمه الداخلي بين الأناقة العصرية والسحر الكلاسيكي، بدءاً من التفاصيل المعمارية التاريخية التي ما زالت محفوظة في المبنى، وصولًا إلى لمسات الآرت ديكو الراقية.

نيرخا.. الجوهرة البيضاء المطلة على البحر الألبراني:

تُعدّ نيرخا واحدة من المدن السياحية الساحرة في جنوب إسبانيا، وتقع على بُعد نحو ساعة واحدة من مدينة ملقة، أي حوالي 30 ميلاً إلى الشرق منها. تمتد المدينة على منحدرات صخرية تطل على البحر الألبراني، وتبدأ من شواطئ صالون وكالهوندا، ثم ترتفع تدريجياً وسط مبانٍ بيضاء منخفضة تحيط بها الحدائق وأشجار النخيل التي تمنحها طابعاً أندلسياً خلاباً.

وفي أزقتها الضيقة المرصوفة بالحجارة، تنتظركِ مجموعة من المتاجر المحلية الصغيرة والمطاعم التقليدية والساحات الهادئة التي تنبض بالحياة الإسبانية الأصيلة. وفوق الشاطئ مباشرة يقع «شرفة أوروبا»، وهو مرصد طبيعي رائع يوفّر إطلالة بانورامية ساحرة على البحر. كما تشتهر المدينة بشبكة كهوفها المذهلة الممتدة لأكثر من ثلاثة أميال، والمزيّنة برسومات يُعتقد أنها تعود إلى نحو 40 ألف عام، ما يجعلها من أكثر المواقع زيارة في المنطقة.

يُعدّ فندق «بالكون دي يوروبا» من أفضل أماكن الإقامة في نيرخا، إذ بُني داخل واجهة صخرية تطل مباشرة على البحر، في واحدة من أجمل مناطق المدينة. ويتميز الفندق بغرفه الحديثة والمريحة، وإمكانية الوصول المباشر إلى الشاطئ، فضلًا عن إطلالات خلابة تُعدّ من الأجمل في نيرخا.