زينة حداد - بيروت 27 نوفمبر 2010
تعيش ألوان الموضة اليوم صراعاً قوياً بين اللونين الفضي والذهبي الذين يتميّزان برونقهما الملفت وقوّتهما على لفت الأنظار، فمن منهما ينتصر في النهاية؟ وما هو تاريخ ولادتهما؟
تشهد ساحة الموضة كل فترة وجيزة سيطرة لون على آخر من دون معرفة السبب. في السابق كان اللون الذهبي هو المسيطر على فساتين السهرة والأفراح، بينما وقبل نحو 5 سنوات نشهد عودة قويّة للون الفضي، خصوصاً لدى الصبايا اللواتي تترواح أعمارهن بين 20 والـ 35 سنة، وذهب اللون الذهبي في سبات عميق لم يستفق منه. في هذا الاطار، يلفت مصمم الأزياء توفيق حطب، الذي لمع اسمه مع فساتين الأعراس، أن اللون الفضي رائج حالياً لأنه هادئ والمرأة ترغبه بقوّة في شتى المناسبات، بينما اللون الذهبي لم يعش طويلاً، لأن العين لم تألفه كثيراً. يشير المصمم إلى أن الفضي يليق مع غالبية الألوان خصوصاً التيركواز والأحمر، بينما الذهبي قلّما يليق مع ألوان أخرى لأنه قويّ وحادّ في الوقت نفسه.
صيفاً شتاءً
يوضح حطب أن الفضيّ لون موحّد ومحبّب عند غالبية الفتيات وقد اعتادت عليه العين وهو موجود في الموضة، لكن أُعيد إحياؤه قبل نحو 5 سنوات، كذلك صنّاع الصاغة والمجوهرات استعملوا اللون الذهبي لكنهم وجدوا أن الفضي أجمل، وهذا الأمر أعطاه دفعاً لإثبات جماله في الأكسسوارات من الأقراط والخواتم والساعات أيضاً كما في الفساتين على أنواعها.
يلفت المصمم الشاب إلى أن اللون الفضي ليس حكراً على عمرٍ معين بل هو لكل الفئات العمرية، وليس موضة صيفية تختفي في الشتاء، لأنه لم يعد يوجد لونأً خاصاً بالصيف وآخر بالشتاء، فقد اختلفت معايير الألوان اليوم وذلك يعود إلى "مود" (مزاجية) المرأة وحياتها الاجتماعية والعملية التي تغيّرت. يشير حطب أنه استعمل اللون الفضي في غالبية المجموعات التي قدّمها، ويعمل على تقديمه بطريقة جميلة في تصاميمه المقبلة لربيع صيف 2011 التي يستعدّ لطرحها في الأشهر القليلة المقبلة.
خارج الموضة
لا يوافق كثيراً المصمم طوني يعقوب المعروف بتعامله مع الفنانة نجوى كرم، على أقوال زميله توفيق حطب، إذ يعتبر أن لوني الفضي والذهبي خارج الموضة حالياً، لأن الألوان المسيطرة حالياً هي ألوان الجسد كالترابية والنحاسي والعسلي، ولكن رغم كل هذا فإن الفضي والذهبي هما لونين جميلين يختفيان عن ساحة الموضة فجأة ويعودان إليها من دون استئذان. يلفت يعقوب أن ذلك اللونين هما من ضمن الألوان الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها وهي: الأسود والأبيض والفضي والذهبي.
بلاتين
يعتبر المصمم أن الفضيّ يليق بالمرأة المتقدّمة في العمر، لأنه يعتّم لون البشرة قليلاً، بينما زميله الذهبي فأشبه بلون الشمس ويلمع كالذهب ومميّز بإطلالته. مؤخراً تم مزج اللون معاً ليعطيا لوناً جديداً برز في الأكسسوارت والماس فلقي استحسان المرأة.
يلفت المصمم أن ظهور لون البلاتين فاز على الفضي والذهبي بحضوره ورونقه وشدّة جماله. يعتبر يعقوب أن المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب أول من أعاد إحياء اللون الذهبي عندما قدّم مجموعة أزياء عن بيروت في العام 2006 واستعمل فيها اللون الذهبي بقوّة. يختم يعقوب بالتأكيد على عودة الفضي والذهبي إلى الساحة، ولكن ليس في القريب العاجل، خصوصاً أن البلاتين يعيش أوجّ أيامه الحالية ويُعزز من كبار المصممين العالميين الذين لا يتركون مناسبة إلا ويلجأون إليه.
شبابي
تعتبر عارضة الأزياء وملكة جمال لبنان العام 2005 لاميتا فرنجية أن اللون الفضي بالنسبة إليها يأتي في قمة الألوان المفضلة، لأنه لون شبابي ويعجّ بالحياة ولم يستطيع أيّ لون آخر أن يحلّ مكانه بإستثناء اللون الأبيض الذي ينافسه. تشير الشابة إلى أنها ارتدت عدّة فساتين ذات لون فضي في مناسبات كبيرة، بينما اللون الذهبي لم تلجأ إليه أكثر من 3 مرات في حياتها.
تلفت فرنجية إلى أنها تفضّل الذهبي في الأكسسوارات، لأنه لمّاع ويجذب النظر خصوصاً في العقود والأقراط والخواتم، وقد جمعت الفضي والذهبي في الأكسسوارات لأن لونهما ينعكس على بعضهما البعض، بينما في الثياب لا يصلحان معاً. توضح فرنجية أن الفضي محبّب لفساتين السهرة القصيرة التي تبدو المرأة فيها في قمة أناقتها وجمالها، سواء كانت شقراء أم سمراء.