#أخبار الموضة
لاما عزت 7 ديسمبر 2010
تستعدّ لاطلاق مجموعتها الجديدة وسط مخاوف من الأزمة المالية التي أرخت بظلالها على دارها. مصممة الأزياء السعودية فوزية النافع ما زالت متفائلة رغم كل شيء
ما جديدك لعام 2011؟
أبحث حالياً عن طريقة تساعدني في إنجاح مجموعتي الجديدة في ظل الركود الإقتصادي الراهن. الناس في حالة قلق وخوف من الأزمة الإقتصادية يدّخرون أموالهم، في حين أنّ تصميم الأزياء يتطلب دقة واحترافية عالية وبذخاً. مما يجعلني أبتكر مجموعة تتناسب مع ميولهم وتشد انتباههم وتلائم جيوبهم في آن.
هل تقصدين بأن الركود الإقتصادي سيطر على قوة المرأة الشرائية خصوصاً في ما يتعلق بالملابس؟
طبعاً. هناك تغير ملحوظ يطال حتى الطبقات الغنية التي تشكّل 10% من مجموع مبيعاتنا. اذهبي بنفسك إلى الأسواق، وستجدينها جامدة، لا إبداع فيها. كل الأزياء المعروضة هي ملابس عملية بسيطة. يعني أن الناس يتأثرون بحركة الاقتصاد التي تمنعهم من الإنفاق حالياً.
هل يؤثر الأمر في مصممي الأزياء العالميين؟
بكل تأكيد. فقد برزت أزياء المصممين العالميين أيام الطفرة والبحبوحة، وتميزت بالإبداع والحرفية المطلقة. بينما تجدينهم اليوم في ظل الركود الإقتصادي أكثر بساطةً وبعيدين كل البعد عن الإبداع. شركات تصميم كثيرة أقفلت مكاتبها، وحاولت فتح فروع لها في أماكن أقل كلفةً كالصين. المؤشر العام للهبوط يبلغ 50 %، ومن لا يراعي وضع المجتمع والناس، "تروح عليه".
هل لنا أن نعرف كم تأثرت شخصياً بالركود الإقتصادي؟
تأثرت بنسبة تصل الى 35 %.
في ظل هذا الحديث، ما هي رؤيتك للمستقبل؟
لو استطعت الحصول على ربح هامشي يغطّي مصاريفي، سأكون شاكرة. لدي التزامات وموظفات. ولو استمر الوضع على هذا المنوال، لا أعتقد بأنني سأصبر أكثر، فنحن نبحث عن لقمة عيشنا.
منذ ثلاث سنوات تقريباً، أجرينا معك لقاء صحافياً تحدثت فيه عن توقعاتك لثروة تفوق ثلاثين مليوناً. واليوم، تتحدثين عن ركود اقتصادي قد يغير مشوارك المهني برمته؟
أجل. كانت لدي رؤية الى الأمام، خلت أنّها ستتعزّز مع الظروف. لكن 2009 و2010 خيّبا آمالي. الكساد الإقتصادي قضى على توقعاتي.
هل أنت محبطة؟
كلا. أنا في ذروة قوتي وطاقتي وإبداعي. في البحرين مثلاً، ما زالت متاجري تبيع، في حين أنّ تجار وأسماء أخرى كبيرة أقفلوا. لكنّ أصحاب الدخل المتوسط الذين كانوا يشترون الملابس التي تراوح بين 10 و15 ألف ريال، ما عادوا يبتاعون شيئاً بسبب ضيق الحال.
إلى أي مدى تجدين بأن صراحتك مهمة هنا؟
الانسان الطبيعي الصادق مع نفسه لا يخجل حين يصرّح للإعلام بحقيقة وضعه، وحين يتحدث عن النتائج التي لم يتوقعها، ويبوح بخوفه وقلقه، سيما أن حبل الكذب قصير. وأنا سيدة عصامية واجهت وسأواجه نفسي. لذا أجد بأن صراحتي ستبقيني مستمرة.
علام تندمين في مسيرتك؟
أندم على تفاؤلي المفرط. لقد اشتريت أعداداً كبيرة من الأقمشة كوني أصرف على بحوثي وأعمالي. وحين حلّ بنا الركود، كان عليّ تسديد ثمن الأقمشة التي اشتريتها، في حين أنني لم أستعمل إلا الجزء البسيط منها. هكذا، أتت الرياح عكس ما أشتهي. وقد ندمت على كل هذا الإنفاق.
هل يتبع المصمم ذائقته الخاصة في تصميم جديده؟
كلا. لو قام بهذا الأمر، قد يقع في خسارة فادحة. الأرجح أنه سيصمّم ما يتلاءم مع ذائقة الجمهور. في حين لو كان المنتج جميلاً لكن مكلفاً، فلن يلقى رواجاً من في البيع. أنا أحاول أن أعدّل من تصاميمي حتى أجد تصبح أقرب وأنسب لذوق الناس.
هل أنت جاهزة لإطلاق مجموعتك الجديدة لعام 2011؟
طبعاً، نحن جاهزون للعام الجديد، ومجموعتنا تأخذ في الاعتبار مناخ منطقتنا الحار صيفاً والدافئ شتاءً. كما أراعي زبوناتي اللواتي يأتين بمجملهنّ من الخليج والسعودية. هكذا، أهتم بما يلائم البشرة السمراء العربية، وأحرص على عدم استخدام أقمشة تحتوي على نايلون أو خيوط اصطناعية، لأنّ هذا لا يتناسب مع بيئتنا وطقسنا.
كيف تجدين الكم الهائل من مصممات الجيل الجديد؟
في زمننا، كنا نلحق هواياتنا بشكل عشوائي. لكن هذا الزمن يتطلب إفراز النخبة في البلد. ومن دون علم ودراسة ودقة، لن تستطيع أي مصممة جديدة تحقيق النجاح الذي حصل عليه جيلنا بسهولة.