لاما عزت 24 يناير 2019
على الرغم من فوائد السوشال الميديا المتعددة، التي كانت نعمة لتقريب الناس وبناء علاقات مختلفة لتعزيز التواصل بين الأشخاص من جميع أنحاء العالم، إلا أنها حققت صدمة بحسب العلماء الذين وجدوا أنها تؤثر على الصحة العقلية... ولكن كيف؟
أفادت بعض الإحصائيات الحديثة بحسب ما نشرته صحيفة "الإندبندنت"البريطانية بأن اعتماد الأشخاص بشكل كبير على مواقع التواصل يمكن أن يتسبب بأضرار على الصحة العقلية، إذ أن معدل تفحص الفرد البريطاني لهاتفه قد يصل لأكثر من 28 مرة في اليوم الواحد.
وأشارت الدراسة أن استخدام السوشال ميديا بشكل مستمر يسبب شعوراً بعدم الارتياح والعزلة فيصبح الشخص انطوائيا على المدى البعيد، كما أن مشاهدة حياة مشاهير مواقع التواصل المثالية، يمكن أن تدمر الثقة بالنفس وتؤدي إلى الشعور بالإحباط، إضافة إلى أن التصفح المستمر لهذه المواقع يسبب القلق وعدم الشعور بالراحة خلال النوم.
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الصحة العقلية بستة طرق.
احترام الذات
المقارنة المستمرة مع الآخرين على وسائل التواصل من خلال تعقب صورهم ومقاطع الفيديو والتي تبدو مثالية، تزيد من مشاعر الشك الذاتي، وانعدام الأمان.
وتوصلت دراسة حديثة أجرتها جامعة كوبنهاغن، إلى أن العديد من الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل يعانون من "حسد الفيسبوك"، أما أولئك الذين امتنعوا عن استخدامها فإنهم ينعمون بالرضا في حياتهم.
التواصل مع الآخرين
من الصعب أن نبني علاقات اجتماعية، ونتواصل مع الآخرين إذا كنا متوحدين مع شاشات هواتفنا، نتواصل مع أصدقاء وهميين بدلاً من أشخاص حقيقيين.
وكشفت العارضة ستينا ساندرز, والتي تمتلك 107 ألف متابع على إنستقرام، أن وسائل التواصل تشعرها في بعض الأحيان أنها منعزلة عن العالم، وقالت لصحفية "الإندنبدنت" البريطانية: “أشعر بالقلق حين أرى صور صديقي الذي ذهب لحفل لم أذهب إليه، الأمر الذي يشعرني بالوحدة”.
الذاكرة
يمكن لوسائل التواصل، أن تكون وسيلة لحفظ الذكريات وطريقة لسرد الأحداث الماضية، ورغم ذلك يمكنها أن تشوه الطريقة التي نتذكر بها بعض الحكايات، ومثال على ذلك، قد يشعر الكثيرون بالذنب لإهدارهم الوقت التقاط الصور المثالية لإحدى الأعاجيب البصرية، وعدم إمضائهم الوقت بالاستمتاع بتلك المناظر.
النوم
النوم غير المنتظم يؤثر بشكل سلبي على صحة الجسد العقل، ووفقاً لإحصاء، فإن الفتيات يستخدمن مواقع التواصل، لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم، كما أن الكثير من الأشخاص يتصفحون هواتفهم قبل الخلود إلى النوم، ما يؤدي لصعوبة ومشاكل في النوم.
ويقول الدكتور بونو: "إن ما نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي يبقي دماغنا في حالة تأهب قصوى، مما يمنعنا من النوم كما أن الضوء الصادر عن جهازنا المحمول يمكن أن يقلل إفراز هرمون الميلاتونين، الذي شعرنا بالتعب".
وينصح الخبراء بترك الهاتف قبل الذهاب إلى النوم، بمدة 40 دقيقة على الأقل لمعرفة ما إذا كان يؤثر على نوعية النوم أم لا .
الانتباه
إن كمية المعلومات المتواجدة على وسائل التواصل، تؤثر على الانتباه، وتسبب تشتت العقل في اللاوعي في الوقت الذي يكون فيه الشخص بعيد عنها، لهذا ينصح بالتخفيف من تصفح هذه الوسائل لتقليل التشتت.
الصحة النفسية
لا تسبب وسائل التواصل الاجتماعي التعاسة فحسب، بل من الممكن أن تؤدي لمشكلات في الصحة العقلية مثل القلق أو الاكتئاب عند استخدامها أكثر من اللازم.