#حوار فني
أسامة ألفا 2 يونيو 2020
منذ أطلت بشخصية (لبيبة) في مسلسل (نهاية رجل شجاع) كوجه جديد، وصولاً إلى دور البطولة في فيلم «روز» التي لامست من خلال أدائها المشاعر والأحاسيس، قدمت الفنانة السورية سوزان نجم الدين العديد من الأدوار التي تركت عبرها بصمتها في عالم الدراما السورية خصوصاً والعربية عموماً، ولكن هذا الرصيد الغني والمتنوع لم يشفع لها، فغابت عن الموسم الدرامي الرمضاني هذا الموسم عن الشاشة، وفي الوقت ذاته لم ترحمها سياط التنمر الإلكتروني الذي أصبح يتصيد كل ظهور لها كي يحولها لمادة للتندر. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تروي سوزان حكاياتها مع منتقديها وتكشف أسباب غيابها.
ظهور مختلف
• قد يشكل الغياب عن موسم دراما رمضان أزمة كبيرة للفنانين، فكيف تفسرين غيابك هذا العام؟
- ربما لم أجد الورق المناسب، (تصمت قليلاً ثم تضيف): بصراحة كان هناك عملان سوريان سأشارك فيهما، ولكن أحياناً الورق الجميل لا يكفي في غياب عناصر أخرى بالغة الأهمية، ولأنني جبانة في هذه الأمور اعتذرت، فلم أجد المخرج والمنتج والممثلين في هذه المشاريع متكاملين بطريقة محترفة، وهذا طبعي منذ بداية حياتي للآن، ولكن الآن اصبح الوضع حساساً أكثر للحفاظ على ما بنيته طوال حياتي. وكان هنالك أيضاً عمل آخر سيصور في السويد، ولكني شعرت بالخوف من فكرته ولم أقبل العرض، وأيضاً أتاني عرض أخر من مصر وبعد أن وقعت تراجعت عن العمل به، وشعرت بأن هناك من يستطيع القيام به، فاعتذرت عن العمل وتركت الفرصة لغيري.
• غبت كممثلة ولكنك ظهرت في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف، من خلال المسابقة التي قدمتها؟
- لم أفكر أبداً بهذه الطريقة، أي كوني لم أظهر درامياً أفكر في ظهور مختلف، أبداً الأمر ليس كذلك، المسابقة فرضت عليّ من واقع (خليك بالبيت) لأن العالم يشعر بالملل والتعب وتم حجرهم إجبارياً وتغيرت حياتنا وهذه المسابقة للناس، وأنا مجرد وسيلة لإيصال عدد معين لتحقيق أحلامهم وهذه هي الغاية منها.
هجوم ..ولكن
• نلت العديد من الجوائز في مشوارك الفني، لكنك حصلت هذا العام على عدد كبير من الجوائز والتي هوجمت بسببها، فما الأمر؟
- الجوائز لم تأتِ عبثاً، فهي منحت عن أعمالي مثل فيلم «روز» الذي تعبت جداً فيه وعشت أقسى الظروف حتى وصل للجمهور، فنلت عنه ثلاث جوائز مهمة، كما كرمت من أكثر من جهة داخل وخارج سوريا، وأنا ممتنة لأي جهة تدعوني لتكرمني، لكنني مؤخراً أصبحت أعتذر عن قبول أي تكريم، إلا إذا كان ضرورياً. والهجوم الذي تقصده في سؤالك سببه صفحة (مشتراة) على «السوشيال ميديا»، لحقت بهم بعض ضعاف النفوس، الذين وجدوا في اسمي سبباً لانتشارهم فواصلوا مهاجمتي.
• هل هناك من يعمل ضدك ويدفع المال لآذيتك؟
- نعم، هناك أكثر من شخص، وأتحفظ الآن عن ذكر الأسماء ولكن قد أعلنها يوماً ما، وهناك من يعرف هذا الأمر أكثر، إذ حدثت أمامهم عملية دفع نقود لصفحة على «السوشيال ميديا»، حتى يتم تشويه صورتي وتصغير نجاحي، والجميع يعلمون أن جميع أعمالي قيمة جداً، ولا أقوم بعمل إلا إذا كان يحمل قضية أو غاية نبيلة، ودائماً أختار أعمالي بعناية فائقة جداً من الموضوع إلى الحجم إلى المشاركة.
• بعد تعاونك في فيلم «روز» مع زوجة شقيقك المخرجة رشا شربتجي، هل سيجمعكما عمل درامي قريباً؟
- قدمت مع رشا عملاً وحيداً هو فيلم «روز»، رغم أنا لكلينا باعاً طويلاً في الساحة الفنية، ونجاحنا معاً يشجعنا على التعامل مجدداً في حال سنحت الفرصة.
دراما رمضان
• هل أنت متفائلة بعودة قوية للدراما العربية، مع عدد المشاهدات الكبير الذي حققته مسلسلات رمضان بسبب العزل المنزلي؟
- جلوس الناس في بيوتهم سبب نجاح مسلسلات لا تستحق النجاح حسب اعتقادي، فالناس يشعرون بالملل ويبحثون عن أي فرصة للترويح عن أنفسهم، وقد سبب ذلك نجاح أعمال لا تستحق.
• هل سيعلم فيروس كورونا صانعي الأعمال الدرامية عدم تأجيل تصوير الأعمال حتى اللحظات الأخيرة؟
- نعم يجب أن يتعلموا، وهو أحد الأمور التي أدعو لها دائماً، بأننا يجب أن نتعلم من أزمة فيروس كورونا ونستفيد ونتطور ونحب بعضنا بعضاً ونتعامل مع الأمور بطريقة صحيحة، وربما هناك من سيتعلم ولكن الآخرين يحكمهم نظام معين ثابت، ولكن صدقني من الأفضل أن يتم تصوير العمل قبل أشهر من وقت عرضه مادمنا نصور العمل بأكمله، ولا داعي لتأخيره إلا إذا خطونا نحو تقديم أعمال تفاعلية بمشاركة الجمهور، فهنا الأمر يختلف ويصبح التصوير أسبوعياً.
• من يتابعك على منصات التواصل الاجتماعي شاهد «مطبخ سوزان»، كيف قضيت وقتك أثناء الحجر الصحي؟
- أنا أرى الحجر بطريقة إيجابية، جلست مع نفسي وكوني بيتوتية أصلاً وبنت بيت، تأقلمت بسهولة، ولكن كنت أتمنى أن أكون في منزلي سواء في مصر أو دبي، لكن حدث أن كنت بمنزل أخي، ولو كان المطبخ الخاص بمنزلي لرأى الناس تفاصيل أكثر، وحفاظاً على خصوصية غيري أظهر فقط طبق الطعام. وللحقيقة لم يكن المطبخ من ضمن اهتماماتي قبل وباء كورونا، فرغبت في مشاركة الناس طبخاتي وشعرت بأن هناك تفاعلاً معهم، من حيث التعرف إلى طبخات جديدة، وهذا مجرد اجتهاد ومشاركة فقط قد يلاقى استحساناً أو لا وأيضاً تعلمت الإنجليزية عن بعد وموسيقى عن بعد، وقرأت بعض الأعمال المعروضة عليّ.
• وسط وباء كورونا الذي غطى كل العالم، كيف كان تواصلك مع أولادك الذين يعيشون في أميركا وهي من أسخن مناطق الفيروس؟
- أنا دائمة التواصل معهم وبشكل يومي خاصة أنني لم أرهم منذ خمس سنوات، ابنتي أصبحت في سنة أولى طب وكانت تساعد في مستشفى، وهو ما جعلني قلقة عليها وأتحدث معها يومياً، وعندما طلبت منها خوفاً عليها ألا تعمل في المستشفى بحجة أنها ما زالت طالبة، زعلت مني وقالت إنه واجبها وأن عليها مساعدة المرضى، وحريصة هي وإخوتها على صحتهم، لكن قلب الأم لا يستوعب الخوف.
• ألم تشتاقي لهم؟
- بالتأكيد، اشتقت لهم ولكن ما يجعلني لا أفقد عقلي إلى اليوم، تواصلي باستمرار معهم والصورة التي تجمعنا عبر الإنترنت تخفف من وطأة الشوق.