لاما عزت 7 يونيو 2012
كان الزواج والبحث عن عريس مصدر رزق "الخاطبة" أو "الخطّابة" في كثير من الدول العربية. كانت هذه المرأة تملك صور الفتيات والشبان وتدور بها على البيوت وكثيرا مانجحت فعلا في "توفيق راسين بالحلال"، وبالطبع كانت طبيعة المجتمع المغلقة والمتشددة عاملا مساعداً لزيادة رزق الخاطبة، خاصة حين يتعلق الأمر بفتيات بلا حصة من الجمال أو التعليم أو الثراء أو المكانة العائلية.
ويبدو أن الخاطبة وجدت لها مكاناً في زمننا أيضاً من خلال الإنترنت، فقد أصبحت مواقع الإنترنت المتخصصة بالزواج بالمئات على الشبكة الافتراضية. تستخدم هذه المواقع تعبيرات لتشجع الآخرين على الإقبال على الاشتراك المدفوع الثمن. فمرة تستخدم الدين فتنشر دعوتها عن الزواج الإسلامي على الإنترنت، ومرة تستخدم البحث عن شريك حياة يعيش في الخارج، أو للحصول على جنسية أوروبية. وقد يصلك إيميل من إحدها يسألك "هل أنت أرملة مطلقة أو فاتك سن الزواج؟ هل انقطعت بك السبل؟ ماعليك إلا الاشتراك بموقع كذا كذا لتجدي شريك حياتك".
وبالفعل تلجأ ويلجأ العديد من الشباب والشابات لأسباب مختلفة لهذه المواقع، منهم أحد الأشخاص الذي يبحث عن أي فرصة للهجرة وليس أمامه سوى الزواج من أجنبية، ومنهن من هي حبيسة المنزل وقد تجاوزت العمر الذي يتهافت فيه الشبان على خطبتها وتريد أن تنجب بأسرع وقت قبل أن يفوت الأوان. ومنهن فتيات جميلات وصغيرات ولا ندري لم العجلة في البحث عن شريك بهذه الطريقة؟
هناك مواقع أخرى للزواج مجانية، ويمكن لأي كان بسهولة مشاهدة الفتيات والرجال وهم يتحدثون عن أنفسهم، إليك بعض النماذج، على إحدى المواقع مثلاً تنشر فتاة: "أنا متواضعة لدي مقدار من الجمال اشتركت في الموقع ونيتي صادقة في العثور على زوج المستقبل ومن شروطي ان يتحلى بالصدق المحبة الرومانسية".
التعامل مع الزواج بهذه السذاجة مصدر حقيقي لخراب بنية أساسية في المجتمع، اختيار شريك كل ميزاته المحبة والرومانسية والصدق هي حالة بائسة من التفكير التي لن تقود لبناء أسرة سليمة بأي حال.
تتراوح أعمار الأشخاص المنتسبين للمواقع المجانية بين 18-40 في الغالب الأعم، وهناك بلاد يشارك أهلها أكثر من البلاد الأخرى، مثلاً قلما نجد إناثاً من دول الخليج أو الأردن. بينما نجد إقبالاً أكثر من دول المغرب العربي ومصر ولبنان.
من مخاطر هذه المواقع، هي الكذب في المعلومات التي يقدمها الشخص عن نفسه، والتلهي والتسلية بعواطف الآخرين بغرض تقضية الوقت ليس إلا. فلا ينبغي أن ننسى أن مجتمعاتنا العربية مازالت متمسكة بالطريقة التقليدية للزواج، وليس الزواج عبر موقع إلكتروني من ضمن مانؤمن به ونصدقه.
نحتاج لرأيك معنا في زاوية اليوم. هل أنت مع هذه المواقع أم ضدها؟