لاما عزت 29 يونيو 2012
لا تخلو حياة الإنسان من المواقف العصيبة، التي يحتاج خلالها إلى مَن يواسيه ويأخذ بيده ليتخطاها. لكن ربما لا يجد الإنسان في هذا الوقت مَن يتولى هذه المسؤولية من الأشخاص المحيطين به؛ لذا فقد يلجأ إلى الأشياء التي يمتلكها، كي تقوم بذلك نيابةً عن البشر الذين خذلوه.
هذا ما أظهرته نتائج دراسة حديثة أجراها علماء نفس أميركيون، حيث توصل الباحثون إلى أن الإنسان يبحث عن المواساة والمؤازرة في بعض الأشياء التي يمتلكها؛ فحينئذٍ يُصبح الهاتف الجوال مثلاً بمثابة أقرب صديق بالنسبة له.
وأرجعت الدراسة الأميركية سبب اتخاذ الإنسان لمثل هذا السلوك إلى افتقاده لمقوّمات الأمان في الأشخاص المحيطين به، مما يجعله يبحث عن مصدر آخر للأمان والمواساة يُمكنه الاعتماد عليه في أي وقت.
وأوضح العلماء المشاركون في هذه الدراسة، التي تم نشرها بمجلة "علم نفس اليوم" الصادرة بمدينة فاينهايم الألمانية، أن الإنسان يرى أن الأشياء التي يمتلكها جديرة بالاعتماد عليها والثقة فيها تماماً؛ إذ يتحكم فيها الإنسان بشكل تام؛ فيُمكنه مثلاً أخذها في الوقت الذي يحتاجها خلاله، ويُمكنه تركها وقتما تنتهي حاجته هذه.
وخلال هذه الدراسة أجرى الباحثون مجموعة من التجارب، قسّموا خلالها الأشخاص المشاركين في الدراسة إلى مجموعتين. وخلال إحدى التجارب، قاموا بتكليف المشاركين في المجموعة الأولى بالكتابة عن أحد الأحداث العصيبة التي عايشوها، ولم يساعدهم خلالها أي من أصدقائهم المقربين. بينما طلبوا من المشاركين في المجموعة الثانية وصف تجربة إيجابية مع أحد الأشخاص المقربين إليهم.
وبعد ذلك، أسند هؤلاء العلماء مهمة أخرى إلى جميع المشاركين، وهي تأييد بعض العبارات أو رفضها، مثل :"طالما أشعر بجرح عميق، إذا ما اضطررت إلى التخلي عن ممتلكاتي الشخصية لبضعة أيام"، أو "عادةً ما أحب أن تكون جميع ممتلكاتي في حوزتي على الدوام".
ومن خلال نتائج هذه التجربة، تبيّن أن المشاركين في المجموعة الأولى يعطون أهمية كبيرة لممتلكاتهم الشخصية أكثر من مشاركي المجموعة الثانية.