#ديكور
غانيا عزام 12 يوليو 2020
انطلاقاً من ملخص شفهي أسمعه صاحب الفيلا للمديرة الإبداعية ومصممة الديكورات الداخلية سوسن هبر، بدأت ورشة التصميم والتنفيذ لمساحة كانت فارغة من كل محتوى. فماذا قال لها؟ وكيف حولتها وقولبتها هبر وفق ما يرغب وما يمليه عليها نهجها الإبداعي؟ هذا ما نكتشفه في حوارنا مع تلك المهندسة الموهوبة، المتعودة على المهمات التحويلية الصعبة وهاوية إيجاد الحلول التصميمية الناجعة.
عندما استفسرنا عن ماهية الملخص الشفهي الذي أتى على لسان صاحب الفيلا أجابت هبر: «لقد قال أريد إعطاء روح لمساحة باردة، والحفاظ عليها حديثة وفاخرة. وعملية تحويل هذا المنزل تمت بناء على هذا الأمر».
حياة ورفاهية
وعن كيفية تحويل مكان بارد بلا روح إلى مكان ينبض بالحياة والرفاهية، تقول هبر: «نبدأ من اختيار الألوان التي أُدخلت إلى المكان، قمنا بصبغ كل الجدران باللون الرمادي الدافئ، وفي الوقت نفسه احترام الارتفاع المزدوج Double height الموجود، فمتى ما وجد عملنا تم على أساس التناسب بين الأحجام. نلاحظ كيف أن المرآة امتدت على طول الارتفاع المزدوج، وأوجدت انعكاساً على المدفأة، التي بدورها امتدت أيضاً على طول هذا الارتفاع وبينهما. ولكي نستطيع التقاط ما نسميه بالعنصرين المهمين أنزلنا ثريات كدموع، اخترنا لها اللون الذهبي الذي أضفى تميزاً. والانعكاس الذي يبدو لنا في المرآة يظهر كما لو أن هناك مرآة مزدوجة. كل هذه الأشياء كانت مدروسة للوصول إلى هذه النقطة».
مزج فريد
وعن منظومة الألوان التي اختيرت في الفيلا، توضح: «مزجت ألواناً وخامات عديدة، الرمادي الداكن مع الرخام، الأسود المتناقض مع الجوز الطبيعي والنحاس المصقول. إضافة إلى نغمات مختلفة من المرايا، من العتيقة إلى الملونة، وإبراز اللون الأزرق في الأرائك المخملية بشكل مميز. استخدمت المخمل ذا اللمعة الخفيفة ليبرز في خضم المفروشات ذات الألوان الرمادية. باختصار، هذا المزج بين المواد والأقمشة، من رخام ومخمل وخشب الجوز والحديد النحاسي، وكل مادة لها لونها الطبيعي، أعطى المكان اتحاداً وفرادة».
حلول تصميمية
يهوى صاحب المنزل جمع اللوحات الفنية الثمينة والمهمة، فكان يلزم المهندسة هبر أماكن لتعليقها على الجدران، ولكي لا يعيق هذا الأمر أعمال التصميم أو يؤثر فيها قامت بتخصيص مكان لها. وفي هذا السياق تقول: «على سبيل المثال، في المدخل قمنا بتغطية كل علب الكهرباء والتليفون وغيرها بتلبيسة، وبين هذه التلبيسة رُكبت لوحة على قياسها بالضبط».
العوامل التي أدت إلى نجاح هذا المشروع عديدة تفندها المهندسة هبر كالتالي: «تضافرت عدة عوامل مع بعضها. أولها، مزج الخامات والمواد المستخدمة. ثانيها، التباين بين الألوان بين الأسود والنيلي والرمادي الفاتح وغيرها. ثالثها، طريقة النسب التي عملنا عليها ليكون لكل مكان طابع خاص به يضفي عليه حميمية، أي أن يظل المكان مفتوحاً، ولكن بنفس الوقت يتقسّم من دون الحاجة إلى جدران، وهذا في حد ذاته يتطلب قوة لتحقيقه. أما العمل الرابع والأخير، فهو استعمال المرايا المعتقة وانعكاساتها أعطى قوة إضافية، لأننا نستطيع أن نرى أموراً مختلفة في كل زاوية منها».
الدرج والباب المخفي
ثمة عناصر مهمة في عملية تحويل الفيلا، وعلى رأسها الدرج، تقول عنه هبر: «كان درجاً مملاً يشبه أي درج في بناية، غيرناه وألبسناه بخشب الجوز.. أخرجنا منه الزجاج بطريقة مخفية، أنهينا الرخام واتبع خشب الجوز طريقة «الإدد» الملبسة على الجدران، وتبعت كل إدة كل درجة». ومن الابتكارات والتفاصيل المهمة في المنزل، كان معالجة المهندسة لمشكلة وجود باب في منتصف المدخل يؤدي إلى المطبخ، إذ قامت بتلبيس إو كسوة مسافة كبيرة من خشب الجوز أخفت فيها هذا الباب، وبالتالي لم يعد بالإمكان مشاهدته. ثمة عنصر تصميم مهم آخر يتمثل في القاطعين اللذين ابتكرا من النحاس، فشكلا فاصلاً جميلاً للمكان من دون جدار أو حجب أو تصغير، والمزج فيهما بين الذهبي والأسود أضفى جمالية واضحة.
إنارة خاصة
استعمال الإنارة في الصالة، من خلال مصباحي الطاولة الضخمين البارزين أعطى إنارة غير مباشرة. وفي الوقت نفسه، ثمة إنارة غير مباشرة في السقف، وكذلك الأمر في الجدار وراء الأريكة الزرقاء، كل ذلك أضاف الدفء والحميمية على المكان وغيّره تغييراً جذرياً، وفي الوقت نفسه تم الحفاظ على جوه المعاصر. وتشرح المهندسة هبر تفاصيل أسلوب الإنارة الذي اتبعته قائلة: الإنارة خاصة جداً سواء الثريا على المدخل، أو التي على المدفأة، أو الثريا فوق طاولة الطعام، كلها قطع مميزة جداً. والأمر نفسه بالنسبة لـ Masiero bracket light أو مصباح الطاولة. اخترنا قطعاً تكمل وتجمّل وتقول «انا موجودة». أدخلنا من الإنارة المخفية concealed light والـ bracket light ليصبح حميمياً أكثر.
قطعة فنية
وعن طريقة تصميمها لغرفة الطعام تقول هبر: «كبّرناها ووسّعناها، قمت بإلغاء المطبخ، أبقيت على إمكانية استخدامه، فلم ألغِ الخزائن والبار ليتمكنوا من استخدامه، وفي الوقت نفسه لم يعد يبدو أنه مطبخ، صار أشبه بقطعة فنية رائعة». وراء أحد الأبواب التي نراها ثمة باب يولج إلى مطبخ خلفي، بدا كأنه تحفة فنية وراء أحد الأبواب التي نراها. باب يوصل إلى مدخل خلفي، وخلف الباب الثاني توجد ثلاجة لا يمكن أن نعرف بوجودها.. ننظر إلى المكان حيث طاولة الطعام ولا نستطيع أن نعرف أين الباب والبراد والخزانات وكيف امتزج فيها الخشب والرخام.