#عروض أزياء
غانيا عزام 19 يونيو 2021
في مشهدية رائعة خلت (وللأسف) من الحاضرين، وعلى وقع عرض غنائي موسيقي حي لفرقة موسيقية ضخمة، قدمت دار Dior مجموعة أزياء "ديور كروز" لعام 2022 من قلب معبد البارثينون باليونان الموغل في القدم والشاهد على ذروة قوة الامبراطورية الأثينية القديمة. خرجت العارضات من قلب المدرجات ومشت على طول منصة العرض بموازاة نيران المواقد المستعرة، ليقدمن نحو 91 إطلالة تحاكي رمزية المكان، اتسمت بالأنوثة والكلاسيكية المطعمة بملامح تحررية عصرية.
ألهمت مجموعة من الصور لمجموعات السيّد "ديور" Dior للأزياء الراقية، والتي تمّ التقاطها بالقرب من البارثينون الأيقوني في العام 1951، "ماريا غراتسيا كيوري" لابتكار هذه المجموعة الجميلة. وهناك في قلب المدينة المكرّسة للإلهة "أثينا"، أعادت ماريا إبتكار السلالة وتعديل الرموز - فالفنّ لا يكمن في القطعة المبتكرة، بل بالقدرة على الإبتكار- على سبيل المثال التنورة الفوقية القصيرة "بيبلوم" PEPLUM. فرداء التونيك الخاص بالإلهة، الذي يعيد إلى الأذهان الرخام والتماثيل القديمة، يأخذ طابع أثيري بارز بفضل أقمشته والثنيات المصنوعة يدويّاً، والتخريز بتقنيّة الجَلاء والقَتَمَة "كياروسكورو".
جذور الحضارة
وتميّزت هذه المجموعة المتشحة بالأبيض والأسود والذهبي والأزرق الإغريقي، بكونها إعادة اكتشاف لجذور الحضارة - ليس بدافع الحنين، لكن بدافع الرغبة في إعادة التجزئة الضروريّة لفهمنا العالم اليوم. فاستمدّت "ماريا غراتسيا كيوري" الوحي من "جورجيو دي شيريكو" Giorgio De Chirico، الرائد في السورياليّة، اعتمد على ذكريات مؤثّرة عن اليونان لرسم أماكن تجريديّة متجمّدة في التباين الصامت بين الضوء والظلّ. من ثمّ استكشفت المديرة الفنيّة عالم "ألكسندر أيولاس" Alexander Iolas، مالك المعارض الفنيّة الأسطوري الذي حافظ على علاقاته الوثيقة باليونان ومنزله في أثينا. هناك، جمع مجموعة مذهلة من المزهريات المزيّنة بأجساد مصارعين متشابكة. وتُميّز لقطات عملاقة لهذه الأجسام، رسومات وضعها الفنان "بيترو روفو" Pietro Ruffo، أو تظهر مموّهة على مجموعة من قطع الملابس الرياضيّة، خلاصة لأبحاث تقنيّة ورسميّة، ركيزة أساسية ومانيفستو لجسم يقدّم أداء يتخطّى حدود الجندر، في ملعب باناثينايكو حيث عرضت مجموعة "كروز".
الكلاسيكية الحرة
وارتدت العارضات مجموعة من البذلات البيضاء - المؤلّفة من سترات وسراويل- كتلك التي ارتدتها "مارلين ديتريش" Marlene Dietrich، مشكلةً بذلك عالماً رسمياً يتأرجح ما بين الكلاسيكيّة والحريّة: فتأخذ نقشة المربعات المنحرفة "هاوندزتوث" الكبيرة الحجم الطابع اليوناني؛ ويكشف نمط "كاناج" المضّرب عن صور تجريدية جديدة. فيتفاعل اللون الذهبي مع اللون الأبيض: كما يشكّل غطاء رأس تمت إضافته على تصاميم مختلفة علامة مميّزة، أشبه بدمغة محفورة. ويتحوّل اللون الأزرق الإغريقي إلى توقيع وتكريم. فتشكّل كلّ مجموعة انعكاساً مستمرّاً للأنماط التي تميّز الأزياء ودار Dior.
إقرأ أيضاً: «ديور» تطلق مجوهراتها الراقية من الصين
واختتم العرض بعرض بصري رائع للمفرقعات النارية ممتزجاً مع صوت المغنية الصادح، ومضيئاً سماء أثينا الصافية تلك المدينة العريقة، والتي احتفلت مع الدار ومديرته الإبداعية "ماريا غراتسيا كيوري" التي ظهرت في آخر العرض، بابتكارات جديدة تستمدها من ماضٍ يكرم الجمال المتعدد الأوجه.