#تكنولوجيا
زهرة الخليج - القاهرة 24 نوفمبر 2021
في الوقت الذي تبحث فيه البلدان بجميع أنحاء العالم عن طرق بديلة لتقليل البصمة الكربونية؛ طور مجموعة من العلماء في جامعة غوتنغن الألمانية، طريقة لتحويل الفشار إلى مادة عازلة أقل تكلفة وأكثر استدامة وصديقة للبيئة من الخيارات الحالية.
وأكد الفريق الباحث أن هذه المواد يمكن أن تقلل استخدام المنتجات الأقل استدامة، للحفاظ على تدفئة المباني، وتقليل تكاليف التدفئة، ما يقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ لكن حوالي 90% من العزل مصنوع من البلاستيك القائم على البترول أو الألياف المعدنية.
وتولد هذه المواد غير المتجددة الكربون أثناء التصنيع، ونادراً ما تتم إعادة تدويرها عند هدم المبنى، ما يزيد التلوث. وبالفعل قد أصبحت الخيارات المستدامة والطبيعية لعزل المباني متاحة الآن، وبالنسبة لمواد العزل الصديقة للبيئة، فإنها يجب أن تشتمل على مواد خام متجددة، لها قدرة على العزل الحراري الجيد، وأن تكون مقاومة للحريق، وتسهل إعادة تدويرها.
ومن هنا؛ نجح الفريق الباحث بجامعة غوتنغن في تطوير عملية جديدة لصنع ألواح عازلة مستدامة وفعالة من حبوب الفشار، وتظهر التجربة أن هذه الألواح تتمتع بخصائص عزل حراري ممتازة، تحمي جيداً من الحريق، كما أنها مقاومة للماء.
وأكد الفريق أن الميزة الكبرى لألواح العزل المصنوعة من الفشار أنها مادة نباتية، وهذا يجعلها صديقة للبيئة، وبديلاً مستداماً للمنتجات البترولية، والمواد البلاستيكية الصناعية الأخرى.
من جهته، قال الباحث الرئيسي، علي رضا خرازيبور، أستاذ علم الفطريات التقنية بالجامعة، في بيان له: "هذه العملية الجديدة، تتيح إنتاج ألواح عازلة بتكلفة منخفضة على نطاق صناعي".
جدير بالذكر، أن خرازيبور لاحظ لأول مرة الخصائص الفريدة للفشار أثناء ذهابه إلى السينما في عام 2008، حيث كان يمسك قطعة بين أصابعه، ولاحظ تشابهها مع مادة البوليسترين، المستخدمة في صناعة الستايروفوم.
إقرأ أيضاً: شركة أميركية تطرح روبوتاً لري وحصاد المحاصيل الزراعية
وقال خرازيبور: "لقد شعرت كأنها بوليسترين وخفيفة الوزن". ومع ذلك، لا يحتوي الفشار على سلبيات البوليسترين، التي ثبت أنها تلحق الضرر بالبيئة وتضر بالبشر. كما تم ربطها بمرض السرطان وفقدان البصر والسمع وضعف الذاكرة وتأثيرات الجهاز العصبي لدى البشر.
ويحتوي الستايروفوم على مادة الستيرين، التي تتسرب إلى الأطعمة والمشروبات المحمولة في حاويات الإخراج المصنوعة من الستايروفوم. وعندما يتعرض الستايروفوم لأشعة الشمس، فإنه يولد ملوثات للهواء تؤدي إلى استنفاد طبقة الأوزون.
من هنا، بدأ خرازيبور، وفريقه من الباحثين، العمل على الفشار كبديل نباتي للستايروفوم، الذي يمكن استخدامه في "تغليف الأجهزة الإلكترونية، وألواح العزل الصوتي، وأوراق الأبواب وحتى الوسائد الداعمة".