#صحة طفل
زهرة الخليج - الأردن 30 يوليو 2022
يشكو الآباء عادة أن أطفالهم كثيرو الكلام والأسئلة، بل إن بعضهم لا يتوقفون عن توجيه الأسئلة باستمرار! الأمر الذي يعرض الطفل أحياناً للتوبيخ من محيطه، سواء كان ذلك من الأهل أو الأصدقاء أو حتى معلميه في المدرسة.
وبحسب الخبراء، إن أسباب كثرة الكلام، أو الثرثرة لدى الأطفال، تعود إلى الاستعداد الوراثي جنباً إلى جنب مع السلوكيات التي يكتسبها الطفل، ويتم تشجيعها أو مكافأتها. على سبيل المثال، الأطفال الدارجون، وفي مرحلة النمو واكتشاف ما حولهم، أيضاً عند الوصول إلى المراهقة، يميلون للجدال وكثرة النقاش لإثبات شخصيتهم أمام البالغين.
لكن، إذا كانت الثرثرة تتداخل مع أنشطة الطفل اليومية، والقيام بواجباته المدرسية وطعامه وشرابه، فقد يكون التحدث المفرط مع أساليب سلوكية أخرى مزعجة ناتجاً عن حالات طبية، مثل: متلازمة أسبرجر، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وما إلى ذلك، وتجب مراجعة الطبيب لاستبعاد هذه الاحتمالات.
إيجابيات كثرة الكلام عند الأطفال
- من مزايا كثرة التحدث عند الطفل، أنك لن تحتاجي إلى افتراض أو تخمين ما يمر به، لأنه سيخبرك بسهولة عن كل ما يحدث معه أو يجول بخاطره، وسيكون مثل كتاب مفتوح لك.
- لا يوجد يوم ممل مع وجود طفل ثرثار، ويمكنك الاعتماد عليه في طرح الأسئلة، وإثارة المحادثات للحفاظ على تفاعلكما طوال اليوم، وستجدين الكثير من الخيال الإبداعي يظهر أثناء محادثاتك معه.
- سيكون طفلك رفيقاً رائعاً كل يوم في المنزل، أو في أي مكان تذهبين إليه، فلن تحتاجي حتى إلى تحمل عبء البحث عن مواضيع للمحادثة.
- التحدث يعلم طفلك كيفية التعبير عن رأيه بصراحة، مثلاً.. هل تريدين أن تعرفي كيف تبدو حقاً في هذه الملابس؟ فقط اسأليه، وسيجيبك بصراحة.
- يكون الأطفال الثرثارون اجتماعيين أكثر، ويتمتعون بتواصل لفظي أفضل. أيضاً، يميلون إلى المشاركة بسهولة في الأنشطة والأحداث، والحصول على السبق نحو النجاح.
سلبيات كثرة الكلام لدى الأطفال
إذا كنت تتوقين إلى لحظة هادئة في المنزل، فمن غير المرجح أن تجديها مع طفل ثرثار. ومن المحتمل أن يتم قصفك بالأسئلة، التي يمكن أن تقتل كل دقيقة صمت من حولك، وستكون لحظة الهدوء الوحيدة التي يمكنك أن تجديها هي عندما يكون نائماً. وأيضاً:
- سيطرح عليك الطفل أسئلة غريبة أو محرجة، قد لا تكونين متهيئة للإجابة عنها.
- ستضطرين إلى الانتظار فترة طويلة للحصول على الفكرة الأساسية، التي ترغبين في الوصول إليها بعد كل هذه الأحداث التي يقوم بسردها لك.
- سيكون طفلك منهمكاً جدًا في طرح آرائه، لدرجة أنه بالكاد يمنحك لحظة للاستماع إلى ما تريدين قوله وفهمه، وقد تكون هذه مشكلة كبيرة.
- ستواجهين دوامة وسلسلة عشوائية من الأفكار، لأنك كلما حاولت إيصال فكرة إليه سيقودك قطار كلامه غير المتوقف في اتجاه تختلف أبعاده عن المكان الذي بدأت فيه.
كيفية التعامل مع الطفل الثرثار
يجب بكل الأحوال ألا تصفي طفلك بالثرثار أو "الرغاي"، لأنك بذلك تعززين الصفة السلبية وتقللين تقديره لذاته. بدلاً من ذلك، أظهري له أنك تتقبلينه بكل الأحوال، وكوني ممتنة لأنك مرتاحة لمشاركة أفكاره معك دوماً.
- امنحي طفلك وقتًا كافيًا كل يوم للتعبير عما يريد قوله، وانظري في عينيه وتحدثي معه. لا تحاولي أن تظهري له أنك لا ترغبين بالحديث معه لأنه يتكلم ويثرثر طوال اليوم، وأنك تودين أن تستريحي منه.
- علمي طفلك أنه ليس من المقبول التحدث دائماً، مثلاً.. هناك بعض الأماكن التي يجب عليه الاحتفاظ بالهدوء قدر المستطاع، كالفصل الدراسي والمكتبة، واتفقي معه على إشارة بينكما، عندما تفعلينها يعرف طفلك أن عليه الهدوء.
إقرأ أيضاً: لديك توأم.. هذه الطريقة المثلى لنومهما
- اغرسي عادة الاستماع في طفلك، وتعتبر اللعبة الهادئة فكرة رائعة. وفي هذه اللعبة، يخسر الشخص الذي يكسر الصمت أولاً. وسيمنحه ذلك وقتاً كافياً ليعتاد مفهوم التزام الصمت، والاستماع إلى الآخرين.
- خذي وقتاً مستقطعاً، فقد يكون التعامل مع طفل مفرط الكلام مرهقاً، لذلك يحق لك الحصول على وقت مستقطع. استمعي إلى بعض الموسيقى، أو اقرئي كتاباً، أو انخرطي في بعض الأنشطة، حيث من المحتمل أن ينضم إليك طفلك.v
