#سينما ومسلسلات
أسامة ألفا السبت 3 ديسمبر 2022 10:15
برشاقة وحيوية، يتنقل بين خشبات المسارح والأفلام السينمائية وأدواره المتميزة في المسلسلات المحلية والخليجية، وهو لا يكتفي بالتمثيل، بل هو أيضاً معلق صوتي، ومقدم برامج، ومؤلف له العديد من الأعمال الفنية، ومخرج للأفلام القصيرة.. إنه الفنان الإماراتي ياسر النيادي، الذي يهتم - إلى جانب كل هذه المهن الفنية - بالشؤون الثقافية في مدينة العين بحكم وظيفته، وهو يصف هذا التنوع بأنه سر سعادته، وأنه يستمد قوته من ازدحام أجندته بالكثير من ألوان الفنون التي يعشقها، وكان لنا معه هذا الحوار:
* مؤخراً، شاركت في بطولة عمل مسرحي، والمسرح اليوم ليس بأحسن أحواله.. ماذا يعني لك «أبوالفنون»؟
- المسرح مدرستي الأولى في مجال التمثيل; لأنه التجربة التي صقلتني في مراحل عدة، من المسرح المدرسي إلى الجامعي والشبابي وحتى الاحترافي والدولي، فلكل محطة أساتذتها ودروسها واحترافها الخاص، فأنا لا أفارقه مهما كانت الظروف; لأنني أشعر معه كأنني مثل الجهاز الذي يحتاج دائماً إلى «إعادة ضبط المصنع» حتى لا يتلف، ورغم الألق الذي يمنحك إياه العمل السينمائي والتلفزيوني; فإن العودة إلى المسرح كالعودة إلى منزل العائلة، وإلى الشيء المقدس الذي تحبه وتحترمه، فهو المكان الذي أدبك وربّاك، ويعيد عليك تاريخ بداياتك حتى لا تنسى نفسك.
* أخبرني عن عرضك المسرحي الأخير؟
- آخر مشاركة لي كانت مع صديقي وأستاذي الفنان إبراهيم استادي، وكانت تجربة مسرحية مع فرقة مهمة في العالم، وهي مسرحية «أبوظبي على طريق الحرير»، وكان الأسلوب مختلفاً بالنسبة لي، والصيغة التي يعمل بها عبدالحميد كركلا، وابنته إليسار، صيغة مختلفة في مسرحهما; فهما يذهبان إلى الأمجاد العربية، وإلى الماضي والتاريخ والشعر وجمال اللغة العربية، وكذلك إلى الأغنية والاستعراض الراقص، وأن تتاح لي فرصة أن أكون ضمن هذه التركيبة والمشهد البانورامي الكبير; فهذا بالنسبة لي شيء كبير ومهم لمسيرتي الفنية. وأشكر دائرة الثقافة والسياحة، والسيدة ريتا عون، التي عملت على إيجاد العنصر المحلي في هذا العرض، وأن تكون هناك الخلطة الإماراتية اللبنانية العربية العالمية لأكثر من دولة مشاركة، وكنا ضمن هذه التجربة، التي كانت بالنسبة لي درساً من دروس المسرح المهمة، التي دائماً ترفع الشخص، وتعلي قدره، بالإضافة إلى العمل مع شخصية مخضرمة وقيمة فنية، مثل الأستاذ عبدالحميد كركلا، فالذهاب إلى لبنان والعمل معه بالنسبة لي شهادة أعتز بها.
* لك وجود مهم بالتلفزيون أيضاً، فلا أحد ينسى دورك في «مكان بالقلب، وخيانة وطن، والشهد المر».. هل تعتقد أنك أخذت حقك في هذا الجانب؟
- لو توقفت عند هذه الأمور سأقول لنفسي إنه ترتبت لي أمور بطريقة معينة لأصل. بالنسبة لي عندما تأتيني الفرصة أحاول وأعمل بكل جوارحي بهذا العمل، كأنه يأتيني لأول وآخر مرة، لأعطي الدور حقه، وأمكن نفسي، فقد تربينا مع أساتذة وفكر فني رجح القيمة الفنية، والبقاء في ذاكرة المشاهد بدور لا يُنسى، ومن المؤكد أن يفضل المرء أن تدور ماكينته الفنية، وأن تظل تعمل، وأن يخوض تجارب. لكن، عندما أعود إلى الأعمال التي قدمتها أرى أنها كانت تجارب مهمة، فهذه الأعمال ولو كانت قليلة; فهي تحولات نوعية. أما مسألة أنني أخذت حقي أم لا; فلا أعلم ماذا أكون مقارنة مع غيري، قد يكون غيري أكثر موهبة، وهنا سأكون مجحفاً في إجابة هذا السؤال، فالواجب أن أكون راضياً، وأعمل بجد، واجتهاد ليكون حظي وحظ غيري أفضل.
إقرأ أيضاً: جورج خباز: 2023 سيكون عامي الفني على صعيد عربي
* أنت، اليوم، مؤلف ومخرج وممثل تلفزيوني ومسرحي ومقدم برامج وموظف بـ«الثقافة والفنون».. كيف تنسق بين كل هذه المسؤوليات؟
- الجميع يسألونني، ويعتبروني ورطت نفسي في أكثر من جانب، لكن هذا الكم الكبير من التخصصات كله تقريباً في مظلة واحدة، ويفيدني بشكل كبير; حيث إن الجسور التي تُبنى مع كل تخصص تشكل شخصيتي، وتجعلني أكثر عمقاً، وتمنحني بعداً (عفواً على التعبير)، لكنني أشعر بأن الفنان في هذا الزمن يجب أن يتمتع بشبكة تأخذ الطابع الموسوعي العريض، الذي نتلقاه في الوقت الحالي، فهو يشبه الصحيفة المكتظة بالأخبار; فلا أريد أن أتوجه إلى صفحات معينة، وأهمل أخرى، والمهم أن يكون لدينا وعي وممارسة، وما سألتني عنه جوابه التنسيق.
* أنت صانع محتوى، وتقدم فيديوهات على «السوشيال ميديا»، ورغم أن هذا المحتوى جميل; فإنه قليل.. لماذا؟
- لأن هناك أناساً يزاحمونني (يضحك)، وقد قدمت فيديوهات عن أمور كثيرة، منها: شهر نوفمبر الخاص بالرجال، وأكتوبر وسرطان الثدي، والعلاقات المصرية - الإماراتية، وفي الأساس هناك ازدحام في جدولي. أعرف أن هناك عملية منظمة في «السوشيال ميديا» لصناعة المحتوى، تعمل على تفعيل هذه المواقع، ويجب أن تحسب وتُقاس، وأنا لست ملماً بالحقيقة في هذا الأمر، فما يهمني هو ما أقوله للناس، ولا أحاول أن أربط نفسي بصيغة معينة. وبالنسبة للمحتوى الذي أقدمه، هذه مسؤولية، ولا أتكلم فقط عن الشؤون الصحية، بل هناك قرارات لمؤسسات حكومية يمكن أن أتناولها بطريقة تبسطها للناس، وأن أكون ذراعاً غير رسمية لإيصال المعلومة عن خدمة جديدة أطلقت، أو عن مهرجان ثقافي جديد قد تكون صيغته صعبة على العامة; فأقوم بتفكيكها لإيصالها إليهم. في هذه الأجواء، الالتزام الدائم قد وضعني في إطار معين، فقلت يجب أن يكون لديَّ بحث كل جمعة; لأظهر بمحتواي أمام الناس بما يتيسر.