#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 16 مارس 2023
على عكس الشائع لدى البعض بأن الاعتذار أمر مرفوض وغير مستحب، فإن الحقيقة المطلقة تؤكد أن الاعتذار والتراجع عن الخطأ من أهم الفضائل والصفات الحسنة التي على الإنسان أن يتحلى بها في حياته.
وهو سمة حضارية كبرى، وخلق سامٍ، وثقافة يجب أن تعم، فهي تقضي على الخلافات وتحافظ على المحبة والصداقة والزمالة والعلاقات الإنسانية بشكل كامل.
وقد أثبتت بعض البحوث والدراسات أن هذه الثقافة الحسنة منتشرة في أوروبا أكثر من عالمنا العربي. وعلى سبيل المثال، أجريت تجربة على أكثر من 1000 إنسان في المملكة المتحدة (بريطانيا)، وبينت هذه الدراسة أن الإنسان العادي يقول كلمة "آسف" قرابة الثماني مراتٍ في اليوم الواحد، بينما يوجد شخص من بين كل ثمانية ينطق بها حوالي 20 مرة خلال اليوم.
والاعتذار ليس كلمة تقال وحسب، وإنما مشاعر صادقة، وتعبير حقيقي عما يجول في النفس، إثر ارتكاب خطأ معين.
تقول خبيرة العلاقات الأخصائية النفسية الدكتورة سهير هاشم، ضمن حزمة النصائح التي تقدمها عبر منصاتها المختلفة في "السوشيال ميديا"، إن كلمة "آسف" أو "أعتذر" ليست كافية وحدها على الإطلاق ليكون الاعتذار مكتملاً وصحيحاً.
وقبل الاعتذار يجب أن يعي الإنسان تماماً لماذا سيعتذر، وما الموقف الذي قام به، ويتوجب منه تقديم الاعتذار، وممن سيعتذر، ومتى سيقدم أسفه لمن أخطأ بحقه، مع أهمية معرفة الطريقة التي سيعتذر بها.
وتضيف أن من أهم شروط الاعتذار ليكون حقيقياً تماماً، الصدق في تقديمه، وأن يظهر الشخص تحمله الكامل لمسؤولية تصرفاته، واحترام الآخر الذي تسبب له بالأذى، وأن يعتذر عن خطأه بقناعة كاملة. على سبيل المثال، يتوجب عليه أن يقول: "أنا أعتذر لأنني قمت بإغضابك"، وليس: "أنا أعتذر لأنك غضبت مني".
وتضيف الدكتور هاشم أن الشخص المخطئ يتوجب عليه أن يضع خطته المرافقة للاعتذار، التي تؤكد ندمه على ما قام به وسعيه الحثيث وصدقه بعدم تكراره.
وتكمل إن طلب السماح أمر مهم جداً، فهو يعطي دلائل واضحة للآخر بصدق نوايا المعتذر، وإدراكه التام لما قام به.
أما في حال كان الاعتذار عبارة عن كلمة تمضي في طريقها، فقد يكون نطقه أسوأ من عدمه، لأن التصرف نفسه سيتكرر ويعيد العلاقة لنقطة الصفر.
وختاماً.. تشير الطبيبة النفسية إلى أنه في حال لم يكن الاعتذار واعياً وصادقاً وحقيقياً، فإن عدم تقديمه قد يكون أفضل بكثير.