#منوعات
رحاب الشيخ السبت 29 ابريل 11:57
جعل الخبير البيئي الدكتور علي بن عوض العمودي، مستشار التنمية المستدامة لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سابقاً، وسفير النوايا الحسنة للمنظمة العربية الأفريقية للتطوير الاجتماعي والاقتصادي، ومستشار التنمية المستدامة للمنظمة الأوروبية العربية للتبادل الثقافي البلجيكية، نُصْبَ عينَيْه خدمة البيئة، والحفاظ على مستقبل خالٍ من الملوثات، وكان أول ممثل لشركة «أدنوك» في مجموعة أبوظبي للاستدامة، التابعة للمجلس التنفيذي – هيئة البيئة أبوظبي، وقد نشرت له أبحاث علمية بيئية عدة في مجلات علمية عالمية، وقدم أوراق عمل باسم دولة الإمارات في مؤتمرات علمية عالمية عن أهمية استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات، بدلاً من البنزين، كتجربة رائدة على مستوى المنطقة، وله إصدارات ومؤلفات حول المناخ والاستدامة.. «زهرة الخليج» التقت الدكتور علي بن عوض العمودي؛ لنعرف منه أهمية الحفاظ على بيئة مستدامة، وكيف يكون ذلك؛ فكان الحوار التالي:
• من وجهة نظرك.. كيف يمكننا المساهمة في الحد من آثار تغير المناخ؟
- يحدث ذلك، بالطبع، من خلال الشراكة والتكاتف بين جميع القطاعات المعنية في الدولة وأفراد المجتمع ليعملوا معاً بوتيرة ثابتة لتقليل السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها الأفراد، سواء في المنزل أو العمل أو قيادة السيارات، لتقليل الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى المصانع؛ لتقليل الغازات الدفيئة التي تؤثر بشكل سلبي في المناخ.
• كيف ترى استراتيجية الإمارات وجهودها؛ لتفعيل وتعزيز سياسات الحد من ظاهرة التغير المناخي؟
- دولة الإمارات حملت على عاتقها الاهتمام بالبيئة منذ أكثر من 50 عاماً، حيث كان ملف البيئة من أولويات رجل البيئة الأول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعد أن تحدى جميع المختصين الذين كانوا يرون استحالة الزراعة في الأراضي الإماراتية الصحراوية، لكنه نبذ كلمة «مستحيل»، واستطاع زراعة الصحراء، وتحويلها إلى جنة خضراء، إلى جانب الاهتمام بالطيور والبيئة البحرية، وغيرها من الكائنات الحية، وإلى الآن تتواصل الجهود، وصولاً إلى مؤتمر قمة المناخ (cop28)، الذي سيقام في الدولة نوفمبر المقبل.
• هل أنت راضٍ عن وعي المواطن الإماراتي حيال التغير المناخي؟ وكيف يمكننا زيادة ذلك الوعي؟
- درجة الوعي حيال التغير المناخي على مستوى العالم ليست على المستوى المطلوب حتى الآن، فقد عرضت قناة تلفزيونية شهيرة، لقاءات مع أفراد من المجتمع في بريطانيا، وعند سؤالهم عن المناخ؛ وجد أن البعض حتى لم يسمع عن التغير المناخي من قبل. في دولة الإمارات، تحديداً، يزداد الوعي لدى أفراد المجتمع يوماً تلو آخر، كنتاج طبيعي للجهود المبذولة من القادة والمسؤولين، وقد ظهر ذلك جلياً في أولى فعاليات «الطريق إلى COP28»، التي نظمتها رئاسة المؤتمر، وقادها الشباب، في مدينة إكسبو دبي، حيث تعد هذه الخطوة محطة مهمة للشباب والمجتمع في مسيرة زيادة الوعي، وجمع الطاقات، وحشد الجهود.
•ما الدور الذي تلعبه الأسرة في تعليم أبنائها الحفاظ على بيئة مستدامة خالية من الملوثات؟
- تلعب الأسرة دوراً مهماً إلى جانب ما يتعلمه الأبناء في المدارس، وما تقدمه وسائل الإعلام من برامج توعوية عن قضايا البيئة والتلوث. من وجهة نظري، إن أهم دور لزيادة المعرفة والوعي البيئي للأبناء يقع على عاتق الوالدين، خاصة في هذه المرحلة، حيث نسعى إلى زيادة الوعي بالتغير المناخي على مستوى العالم.
• من وجهة نظرك.. ما أهم الأمور التي يجب العمل عليها؛ لتحقيق الاستدامة في مجال ريادة الأعمال؟
- بالنسبة لرواد الأعمال، من المهم جداً أن تؤخذ البيئة والموارد الطبيعية بعين الاعتبار في كل المشاريع التي سيقدمونها، ويجب أن يكون هناك صون للموارد الطبيعية، سواء المائية، أو الغذائية، أو الزراعية، بالإضافة إلى الاهتمام بصحة الفرد، وبالتالي فإن رواد الأعمال يلعبون دوراً كبيراً في مجال الحفاظ على البيئة، فهم يمتلكون المؤسسات والمصانع والهيئات، التي تدعم المشاريع الداعية إلى الحفاظ على البيئة، والموارد الطبيعية.
• هل تؤثر التغيرات المناخية في حدوث الزلازل؟
- تشير بعض التقارير العلمية إلى علاقة الزلازل (الهزات الأرضية) بالتغيرات المناخية، إذ إنها تحدث نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الجليد الذي يؤدي إلى تأثيرات في الطبقات الأرضية، بالإضافة إلى الجفاف الذي يؤثر في الطبقات الجيولوجية الأرضية، وكثير من هذه المتغيرات التي تحدث على سطح الكرة الأرضية لها أثر في إحداث الزلازل.
• ما النصائح التي توجهها إلى الناس؛ للحفاظ على البيئة، والحد من تغير المناخ؟
- يجب أن يزيد الوعي بأهمية ممارسة السلوكيات المتحضرة بشكل يومي، حتى على مستوى النفايات، التي يجب أن تفصل وتوضع في أماكنها الصحيحة؛ حتى يعاد تدويرها، ولا تلوث البيئة. ومن المهم جداً أن يقوم أولياء الأمور - بأنفسهم أولاً - بالحفاظ على البيئة؛ حتى يكونوا قدوة لأبنائهم، لاسيما أنه ينبغي على الجميع العلم بأن تغير المناخ حول العالم يدق ناقوس الخطر، وعلينا جميعاً التكاتف حتى نتصدى لهذه الظاهرة، ويكون ذلك باستخدام الكهرباء والطاقة الشمسية في المقام الأول، وعدم تلويث البيئة، أرضاً، وجواً، وبحراً، وبالتالي الحفاظ على مواردنا البيئية الطبيعية من أشجار وأزهار وثروة سمكية أيضاً.
محطات علمية ومهنية
درس الخبير البيئي الدكتور علي بن عوض العمودي بالكويت، وحصل على الماجستير في مجال العلوم البيئية من جامعة روود آيلند الأميركية، والدكتوراه في مجال الهندسة البيئية من جامعة إيدهوا الأميركية، وشغل منصب أستاذ أكاديمي في جامعة الكويت عام 1977، كما شغل وظيفة باحث مشارك في معهد الكويت للأبحاث العلمية، ثم جامعة صنعاء عام 1991، ثم جامعة الإمارات للتكنولوجيا من عام 2018 إلى 2020. ونجح في اختبار من بين 130 مترشحاً من الشرق الأوسط، ليشغل بعد ذلك منصب مستشار للتنمية المستدامة في الأمم المتحدة، وانضم إلى الهيئة الاتحادية للبيئة في دولة الإمارات، وعضوية لجنة إعداد الاستراتيجية البيئية لإمارة أبوظبي عام 1999.