#منوعات
زهرة الخليج 14 ابريل 2023
انطلقت، مؤخراً، الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد رسمياً في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال فعالية أقيمت في مركز أبوظبي الإبداعي، بحضور عدد من المسؤولين من الجهات الحكومية، ومزودي خدمات الرعاية الصحية، ومجموعة من الأشخاص المتعايشين مع مرض التصلب المتعدد، إلى جانب الشركاء المحليين والدوليين.
وتعمل الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد كمنظمة غير ربحية، تحت مظلة وزارة تنمية المجتمع، بهدف الوصول إلى مجتمع خالٍ من التصلب المتعدد، من خلال إطلاقها لعدد من البرامج الداعمة لخدمات الرعاية الصحية، وبناء منظومة متكاملة للأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد في الدولة، والمساهمة في تطوير الجهود البحثية المحلية والعالمية، لإيجاد علاج لمرض التصلب المتعدد، وبحث أفضل الطرق للتعامل معه.
وقال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان: "امتداداً لرؤية الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأهمية تأمين البيئة الصحية للمجتمع وحمايته من الأمراض، ورآها ترجمة أمينة وواقعية للسياسات البنَّاءة، والتخطيط السليم، والوعي الدائم باحتياجات المجتمع، لينعم أبناؤه بحياتهم، ويعيشون أصحاء بدنياً ونفسياً واجتماعياً، وليتسنى لكل فرد تحقيق كامل إمكاناتهم، والمشاركة الفعَّالة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف: "اليوم، نحتفي بإطلاق الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد في دولة الإمارات، التي تسعى إلى إحداث فرق حقيقي في حياة المصابين بمرض التصلب المتعدد، والوقوف معهم يداً بيد، وبث فيهم روح الأمل بسرعة الشفاء والتعافي، وندعم الهدف الرئيسي للجمعية، وهو تمكين المصابين لممارسة حياتهم بشكلٍ أفضل، وتعزيز الوعي المجتمعي حول المرض، لإيجاد عالم خالٍ من مرض التصلب المتعدد".
-
معالي منصور إبراهيم المنصوري
وقال معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي: "نؤمن، في دائرة الصحة – أبوظبي، بأن العمل جنباً إلى جنب مع الجمعيات الهادفة كالجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، سيمكننا من إحداث أثر مباشر وإيجابي على المرضى، وكذلك تعزيز ممارسات الرعاية الصحية ورفاه الأفراد. ونظراً إلى تأثير مرض التصلب المتعدد على المجتمع، حرصت منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي على الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والبحث الطبي، لتعزيز إدارة المرض، وإنشاء عيادات ومراكز تأهيل متخصصة بالتصلب المتعدد، في الوقت الذي جاء فيه إطلاق أول سجل وطني للتصلب المتعدد في خطوة محورية، تمكّن الباحثين والأطباء في الإمارة من تقديم خطط علاجية متقدمة وشخصية للمرضى".
-
الدكتورة فاطمة الكعبي
وأعلنت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي، عضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد والمدير التنفيذي لبرنامج زراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، خلال كلمتها في الحدث، عن مجموعة من البرامج والمبادرات الجديدة التي تقودها الجمعية، منها: المشروع التجريبي للسجل الوطني للتصلب المتعدد، الذي تم تطويره بالتعاون مع دائرة الصحة - أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة، وشركة G42.
ويعتبر السجل منصة متكاملة، تضم جميع بيانات المرضى، ومزودي الرعاية الصحية، ويهدف إلى رصد النتائج السريرية والإبلاغ عنها، والذي بدوره سيعمل على تطوير الأبحاث المستقبلية للمرض، وتطوير نموذج الرعاية الصحية ومسارات الرعاية السريرية ورحلة المريض، كما أتاحت الشراكة دمج معلومات التصلب المتعدد الجديدة في منصة "ملفّي"، لدعم المصابين بالمرض، وتوعية المجتمع به.
كما أعلنت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي عن تخصيص مليونَيْ درهم لدعم المنح البحثية، ستتم مشاركتهما مع باحثين محليين ودوليين لتقديم العلاجات المبتكرة، بالإضافة إلى تحقيق فهم أفضل لمرض التصلب المتعدد في دولة الإمارات، وأبرز خصائصه وأعراضه التي تؤثر على المصابين بالتصلب المتعدد.
بالإضافة إلى تنظيم الجمعية عدداً من المبادرات البارزة، ومن ضمنها جلسات نقاشية تعرف بـ"MS Circles"، وهي جلسات حوارية تفاعلية مع أشخاص متعايشين مع مرض التصلب المتعدد، تتم فيها مناقشة مواضيع رئيسية متعلقة بالمرض تهدف لبناء مجتمع أوسع للتصلب المتعدد، وتشكل فرصة لتعزيز الوعي ببعض التفاصيل والتحديات والقضايا التي يواجهها مريض التصلب المتعدد، لتلبية احتياجات مجتمع التصلب المتعدد، وتمكينهم من ممارسة حياتهم بشكل أفضل.
وصرّحت كذلك بالوجود الرقمي للجمعية، بما في ذلك قنوات التواصل الاجتماعي، والموقع الإلكتروني الذي سيشكل المنصة الرئيسية التي تتيح كافة المعلومات حول التصلب المتعدد، مؤكدة أن هناك برامج إضافية سيجري الإعلان عنها لاحقًا، منها مبادرة المتطوعين التي ستتيح الفرص لأفراد المجتمع الإماراتي لدعم مجتمع التصلب المتعدد.
كما أكّدت سعادتها الحاجة إلى العلاجات المبتكرة للتصلب المتعددة، وأشادت بالإنجازات النوعية التي حققها الشركاء المحليون في هذا الصدد، ومنهم مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، الذي أحرز تقدمًا ملحوظاً في الزراعة الذاتية للخلايا الجذعية المكونة للدم (AHSCT)، وزراعة نخاع العظم لعلاج المصابين بالتصلب المتعدد، وهي العملية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة.
وأكدت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي أهمية الدور الذي ستلعبه الجمعية في تمكين الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد من ممارسة حياتهم بشكلٍ أفضل، لترسيخ مكانة الجمعية نموذجاً وشريكاً علمياً وبحثياً رائداً على مستوى المنطقة والعالم، وبناء منظومة متكاملة لدعمهم في دولة الإمارات، من خلال الاستماع إلى احتياجاتهم والتحديات التي تواجههم.
وأضافت: "ستكون الجمعية شريكًا علميًا وبحثيًا للمنظمات الدولية العاملة في مجال التصلب المتعدد، من خلال الاستفادة من هذه الشراكات، وتبادل الخبرات التي تصب في دعم العلاجات المبتكرة، وإيجاد وسائل علاجية أفضل، سعيًا إلى تحقيق الهدف المتمثل بالوصول إلى عالم خالٍ من التصلب المتعدد في المستقبل".
وأوضحت: "هناك أكثر من 2.8 مليون مصاب بالتصلب المتعدد حول العالم، وتم تشخيص 2,000 شخص بالمرض في دولة الإمارات، إلا أننا نعتقد أن العدد الفعلي للمصابين هو ضعف هذا الرقم، لهذا تركّز الجمعية على تعزيز الوعي في أنحاء الدولة، انطلاقاً من أهمية التشخيص والعلاج المبكرين للتصلب المتعدد في المساهمة في تطوير الرعاية الصحية، وتحسين نوعية الحياة على المدى الطويل، وتقليل الانتكاسات التي يعانيها المصابون".