#منوعات
رحاب الشيخ الإثنين 17 ابريل 2023 08:30
حين يكون الحديث عن الأم، تستحضر حولها أبجدية الحروف وتجد الثماني والعشرين حرفا تتقازم أمام المشاعر الجياشة كالبركان، فلا تكفي القراطيس، ويجف مداد الأقلام، وتغلب الكلمات دموعاً دافئة ممتدة من دفء قلبها وحنانها، نعم فالأم هي الحضن والسند، هي مصنع الأبطال والعلماء والعباقرة. وقد صدق الشاعر أحمد شوقي حين قال: (الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق) حين نقول الأم نتحدث عن رحم حمل وحضن منح الدفء، وعين سهرت، وجسد هرم وهو يتحدى ليظل واقفاً يسند أجيالا ويعطي بلا مقابل.. حباً بلا شروط، بل حبا بلا حدود.. وحين يضع العالم أياماً لتكريم هذا الحب العظيم لن يوفيها جزءاً بسيطاً مما قدمت وتقدم.
بمناسبة يوم الأم الذي يصادف 21 مارس من كل عام التقت «زهرة الخليج سيدة الأعمال شيخة السويدي وابنتيها ريم وروضة القبيسي، الأم الملهمة التي أضاءت درب الإبداع لبنتيها بالدعم والمساندة، فكان النجاح حليفهما، وسارا على نفس نهج الأم فتكلل صنيعها في تربيتهما بالنجاح في مجال ريادة الأعمال، فكن جميعاً خير شاهد ودليل على أم وأسرة تمثل نموذجاً للتفوق العملي والاجتماعي والإنساني، نموذج متألق وقادر على إلهام الأجيال المقبلة.
مبادئ وقيم
اختارت الأم شيخة السويدي في مجال ريادة الأعمال تقديم الأطباق الخليجية، وفي هذا الصدد توضح قائلة: جاء الاختيار من رغبتي تعريف المقيمين الأجانب بثراء أطباقنا في الخليج العربي وتنوعها، فالأطباق الخليجية لمن لا يعرفها تتميز بنكهات متنوعة وشهية من الممكن أن تناسب كل الأذواق.
وتكشف السويدي عن القيم والمبادئ التي غرستها وربت ابنتيها عليها موضحة: «كل ما وصانا فيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من مكارم الأخلاق والقيم علمته لابنتي». مؤكدة أنها علمت ابنتيها الاجتهاد والتمسك بالأخلاق الحميدة، وعلى هذا الهدي نجحت الأختان كل منهما في المجال الذي قررت العمل فيه.
الأجيال الجديدة من الشباب بحسب السويدي تتميز بالطموح، وحب التحديات التي تحقق الذات، كما أنها محبة للاستثمار في بلادها من خلال الاستثمار في قدراتها وإمكانياتها.
وعن ما تعلمته السويدي من الأولين تقول: تعلمت من الأولين «حب لنفسك ما تحب لأخيك». ونصيحتي دوماً للأمهات تتمثل في مقولة «لا تكن قاسياً فتكسر.. ولا تكون ليناً فتعصر» بمعنى أن أزرع الثقة في أبنائي، آخذ برأيهم إذا كان صواباً، وأن أتشاور معهم في كل الأمور الخاصة بالأسرة، تعلمت كذلك بذل الجهد والوقت والنفس لتحقيق الإنجاز، وتقديم العطاء ومساعدة الآخرين، وأن لكل مجتهد نصيب، وكل ذلك نقلته لأبنائي بحب وإخلاص.
وتشدد السويدي على أن الأمهات عليهن أن يكن قريبات من أبنائهن وأن يعملن على تعزيز الثقة في نفوسهم بأخذ مشورتهم في بعض الأمور، إذ لابد لكل أم أن تكون قدوة لأبنائها، وتوجه النصح لهم وقت الحاجة، وأن تكون الصديقة القريبة والصدر الحاني.
رمز العطاء والحب
الابنة ريم القبيسي رائدة أعمال في مجال العطور تقول عن اختيارها العمل في هذا المجال أنه جاء انطلاقاً من رغبة داخلية بحثاً عن العطور المميّزة والنادرة حول العالم، والتي تتميّز بخامتها ومزيجها الجديد المبتكر، فالعطور والروائح المميزة تظل دائماً في الذاكرة، مشيرة إلى أن المحيطين لطالما أشادوا بذوقها الراقي والجميل في اختيار العطور؛ ما دفعها إلى أن تفكر جدياً بتأسيس علامة عطور خاصة بها.
وعن بدايات ريم في مجال العطور تقول: «أحب العطر منذ نعومة أظافري، كان بداخلي فضول لمعرفة كل أنواع الروائح والعناصر المكونة لعطور معينة، وقد بدأت مسيرتي بابتكار العطور لنفسي، عن طريق خلط مكونات أحبها لصناعة عطر مخصص لي لمختلف المناسبات والأعياد. ومن هنا جاءت فكرة إطلاق مشروع العطور الخاص بي، ثم طورت من نفسي عن طريق البحوث والدراسات والدورات التدريبية لمعرفة وفهم تركيبة العطور وطريقة مزج المواد المكونة لها. وعن مصدر إلهامها تقول: أمي كانت ولا تزال مصدر الهامي بالحياة، كما وجدت الإلهام والمساندة أيضاً من أهلي وأصدقائي، وجودهم في حياتي يمنحني القوة دائماً لأستمر وأحقق ما أطمح له، سواءً على الصعيد العلمي أو العملي أو الإنساني.
وتقول عن والدتها: هي المدرسة التي تعلمت منها أسس الحياة، هي مصدر إلهامي وقوتي وسندي، هي القلب الذي تحملنا، ومَصدر الحنان الذي يسع الكون كلّه بلا حدود.. وهنا أود توجيه رسالة شكر لأمي بالرغم من أن كلمة «شكراً» هي كلمة صغيرة جداً لن توفيها قدرها، أمي هي نور البيت، هي مصدر الحب والعطاء والتضحية. شكراً لأمي ولكل أم عظيمة تدعم وتحب وتقوي أبناءها.
الإرادة والعزيمة
أما الإبنة روضة التي شقت طريقها نحو مجال ريادة الأعمال فتقول: «بعد أن اخترت مجال ريادة الأعمال تغيرت حياتي، أصبحت المسؤولية أكبر وأكثر تحدياً لاسيما وأنا أعرض منتجاً لجمهور يتوقع الأفضل والأحسن، وهذا التحدي كان إيجابياً إذ دفعني للبحث للوصول إلى الأفضل دائماً».
وتقول روضة إن رائدة الأعمال الناجحة من أهم صفاتها حبها للمجال وشغفها به، وأيضاً لابد أن تكون صاحبة إرادة وعزيمة وقدرة على التحدي. أما عن فكرة مشروع الآيس كريم مجال عملها فتقول عن بدايتها: تمت مناقشة الفكرة في البيت، والوالدة كانت من الداعمين لها، وهي وراء النجاح سواء في الحياة أو العمل. إن أمي مدرسة حب وعطاء تعلمت منها في الحياة عامة وفي مجال العمل خاصة، الشغف والإبداع على كافة المستويات، تعلمت أن الإنسان لابد أن يتعب لكي ينتج في النهاية عملا مميزاً وناجحاً.
ترى روضة أن وجهات النظر بينها وبين أمها وأخواتها تختلف، لكن ما يجمعهن بالنهاية الحب والدعم والمساندة.
وأخيراً توجه روضة كلمة لوالدتها قائلة: «أمي هي البركة والروح الطيبة التي لا نصبر على فراقها يوماً.. إنها نعمة ربي عليّ وأشكره سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة».