#منوعات
كارمن العسيلي السبت 2 سبتمبر 2023 08:00
اكتسبت زينب علي الصفّار خبرة كبيرة بعملها في مجال الموارد البشرية بالقطاعين العام والخاص، حيث تشغل اليوم منصب المدير التنفيذي للموارد البشرية في «بروفيس»، ما مكنها من قيادة مجموعة من المشاريع حول أفضل الممارسات المتبعة في التحول بثقافة العمل، وتحفيز الشباب الإماراتي على الانخراط في القطاع الخاص، فضلاً عن توفير بيئة عمل مثالية.. في لقائنا معها، نطلع على أهم التحديات التي واجهتها، ونجاحها في الموازنة بين حياتها المهنية والشخصية، كما نستمع إلى نصائحها للشباب الإماراتي:
• كيف تواكبين تطورات قطاع الموارد البشرية، ودمجها في منهجيّة عملك؟
- إنّ إعطاء الأولوية للتعلم المستمر، والتطوير المهني، هو سرّ بقاء قسم الموارد البشرية على اطلاع دائم بالتطورات الحاصلة في هذا المجال. ويشمل هذا حضور المؤتمرات، وورش العمل، والندوات الإلكترونية، إضافة إلى مطالعة المنشورات المتعلقة بالقطاع، والمشاركة في المنتديات على الإنترنت. كما نتواصل، بشكل دائم، مع متخصصي الموارد البشرية، ونعتمد على التكنولوجيا للوصول إلى الموارد ذات الصلة، فضلاً عن الاطلاع الدائم على أحدث التوجهات، وأفضل الممارسات. ومن خلال الدمج المنتظم للمعرفة والرؤى الجديدة في مجال عملنا، يمكننا تكييف استراتيجيات ومبادرات الموارد البشرية، وتعزيزها؛ لتلبية الاحتياجات دائمة التطور، والدفع بعجلة النجاح التنظيمي نحو الأمام.
تطور مهني
• اكتسبت خبرة كبيرة من العمل بالقطاعين العام والخاص.. كيف ساعدك ذلك على التطور المهني؟
- تجربتي في القطاعين العام والخاص منحتني منظوراً أكثر شمولاً، وفهماً أكثر عمقاً، للتحديات والديناميكيات الفريدة في كل منهما. العمل في القطاع العام أكسبني خبرة قيمة بالتعامل مع مختلف المسؤولين الحكوميين، والنقابات، والمؤسسات المجتمعية، الأمر الذي ساهم في تطوير مهاراتي في بناء العلاقات، والتفاوض. بينما ركزتُ في القطاع الخاص على مواءمة ممارسات الموارد البشرية لأهداف الأعمال، والتعاون مع الفرق التنفيذية لدعم نجاح الشركة. وغالباً، يعمل القطاعان، العام والخاص، وفق هيكليات تنظيمية، وثقافات وإجراءات مختلفة. وقد ساهمت تجربتي بكلا القطاعين في اكتسابي مستوىً عالياً من القدرة على التكيف والمرونة، ما يساعدني على العمل بسلاسة وسهولة في البيئات المعقدة، والتكيف مع الظروف المتغيرة، وتصميم استراتيجيات ومبادرات الموارد البشرية؛ لتناسب احتياجات تنظيمية محددة.
• بناءً على خبرتك هذه.. كيف يمكن تحفيز الشباب الإماراتي للعمل في القطاع الخاص؟
- هناك العديد من الأساليب، التي من شأنها أن تحث الشباب الإماراتي على العمل في القطاع الخاص، منها: الفرص الوظيفية المتنوعة المتاحة في هذا القطاع، والتركيز على إمكانيات التطور على الصعيدين الشخصي والمهني. يُضاف إلى ذلك تسليط الضوء على قصص نجاح الشباب الإماراتي، الذين تفوقوا في القطاع الخاص؛ لإلهام شريحة أكبر منهم، وأيضاً تسليط الضوء على أصحاب الكفاءات، والقادة الإماراتيين الناجحين في القطاع الخاص؛ ليكونوا قدوة يحتذيها الشباب الإماراتي. ويعد تعزيز الشراكات بين القطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية، وسيلة أخرى؛ لحث الشباب على الاطلاع على بيئة العمل في هذا القطاع، كما أن تعزيز شعورهم بالفخر والانتماء، من خلال تعريفهم بمدى أهمية مشاركتهم في القطاع الخاص لدفع عجلة النمو والتنوع الاقتصادي الشامل للدولة، من شأنه أن يشجعهم على المشاركة في هذا المجال.
• ما أكبر تحدٍّ واجهته في حياتك المهنية حتى الآن، وكيف تعاملت معه؟
- أوكلت لي، ذات مرة، مهمة إدارة تغيير مؤسسي كبير، ومثّل ذلك تحدياً مهماً في مسيرتي المهنية، وقد نجحت فيه من خلال التواصل الواضح، وإشراك أصحاب الشأن، وتبني استراتيجية إدارة تغيير منظمة، فضلاً عن برامج دعم الموظفين، وإجراء التقييمات المستمرة للأداء. كما أعطيت الأولوية للتواصل الشفاف؛ بهدف إبقاء الأطراف المعنية على اطلاع ومشاركة دائمين. ومن خلال تنفيذ خطة مفصلة في إدارة التغيير، وبرامج دعم الموظفين، تمكّنا من التغلب على التحديات، وتسهيل الانتقال السلس للمؤسسة.
• كيف توازنين بين حياتك المهنية والشخصية؟
- إلى جانب عملي كمدير تنفيذي للموارد البشرية في شركة «بروفيس»، لديَّ مهام أخرى في المنزل، مرتبطة بدوري كأم لثلاثة أبناء، كما أنني أمارس رياضة ركوب الخيل، وقفز الحواجز، بشكل محترف. من هنا، تعتبر إدارة الوقت بشكل فعال، وتنظيم جدول عملي بدقة، أمرين بالغَي الأهمية في التغلب على أي مصاعب، وإيجاد التوازن المطلوب في حياتي، ما يضمن الإيفاء بمسؤولياتي المهنية، وتكريس وقت كافٍ للتواصل بشكل فعال مع أبنائي، والمشاركة في المسابقات.
مبادئ الإدارة
• كيف يمكن لإدارة الموارد البشرية أن تلعب دوراً في تعزيز رفاهية الموظفين؟
- يكون ذلك من خلال تعزيز بيئة العمل الإيجابية، عبر توفير ثقافة الاحترام والشمولية والتوازن بين العمل والحياة الشخصية، وهذا ينطوي على تنفيذ السياسات التي تدعم إجراءات العمل المرنة والصديقة للأسرة، وتشجيع الحصول على الإجازات والعطلات، وتوفير البرامج التي تعزز الراحة الجسدية والعقلية والعاطفية للموظفين. بالإضافة إلى ذلك، دعم الموظفين في إدارة التوتر، من خلال تنفيذ استراتيجيات فعالة لتوزيع أعباء العمل، وتوفير موارد لإدارة الإجهاد، وتشجيع التواصل المنفتح لمعالجة المشكلات. ومثل هذه الاستراتيجيات تساهم - بشكل كبير - في تعزيز راحة الموظفين، ورفع مستويات المشاركة، وزيادة الإنتاجية.
• ما أهم المبادئ التي تلتزمين بها عند إدارة فريق الموارد البشرية، وما النهج الذي تتبعينه للمواظبة على تحفيز الموظفين ومساعدتهم على التقدم مهنياً؟
- نؤمن، في «بروفيس»، بأهمية تمكين أعضاء الفريق من خلال مسؤولياتهم، والسماح لهم بتولي زمام الأمور في مجال عملهم، وتزويدهم بالتدريب اللازم، وإرشادهم على طول الطريق، فضلاً عن الحفاظ على التواصل الواضح والمنفتح لتعزيز الثقة والتعاون. كما أن تقدير جهود الموظفين وإنجازاتهم - على أساس منتظم - أمر ضروري لتحفيزهم، وتوفير بيئة عمل إيجابية لهم. ويعدّ تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية أمراً بالغ الأهمية؛ نظراً لدوره في تعزيز راحة الموظفين، وتفعيل مشاركاتهم.
• بمناسبة الاحتفاء بيومها.. كيف ترين مساهمة المرأة الإماراتية في معالجة تحديات الاستدامة، والتغير المناخي؟
- تحتفي دولة الإمارات، هذا العام، بيوم المرأة الإماراتية تحت شعار «نتشارك للغد»، تماشياً مع شعار الدولة «اليوم للغد» في عام الاستدامة. إذ تلعب المرأة الإماراتية دوراً أساسياً في مواجهة متطلبات الاستدامة، من خلال المشاركة المجتمعية، وتبني النهج التعاوني؛ لأن مجالَي الاستدامة وتغير المناخ، يتطلبان جهوداً جماعية. تُعرف المرأة الإماراتية بقدرتها على تعزيز التعاون المشترك، وبناء الشراكات، وسد الفجوات بين القطاعات والمجتمعات، كما أنها تتمتع بمهارات دبلوماسية، وقدرات على بناء التوافق في الآراء، ما يساهم في تبسيط الحوار، وتعبئة الموارد، وتطوير استراتيجيات شاملة؛ لمواجهة تحديات الاستدامة بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المرأة الإماراتية بفهم عميق للسياق المحلي والتحديات البيئية الخاصة بالمنطقة، وتتيح لها معرفتها بالموارد الطبيعية، والتراث الثقافي، والممارسات التقليدية لدولة الإمارات، ابتكار حلول تتماشى مع البيئة المحيطة بها، والحساسية الثقافية. كما تتمتع، أيضاً، بقدرتها على قيادة المبادرات المستدامة، التي من شأنها تحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الغني لدولة الإمارات، وتبني التقنيات والممارسات المتطورة.