#رياضة
زهرة الخليج الأحد 1 أكتوبر 08:30
نشأت لاعبة الرماية بالقوس والسهم الإماراتية، آمنة محمد المنصوري، في كنف عائلة تهتم بالرياضة، فتعلمت من أخواتها الأكبر سناً الكثير من مهارات تلك الرياضة، ورغم صغرها وما واجهت من تحديات، فإنها صنعت طريقاً للمجد، وحصد الجوائز؛ لتتميز في هذه الرياضة، وتنضم إلى منتخب الإمارات للقوس والسهم، وتحصد 13 ميدالية محلية وعالمية، من أبرزها: فضية الفردي في البطولة العربية للناشئين بموريتانيا، وذهبية الفرق في البطولة ذاتها، وذهبية وفضية بطولة فزاع، بالإضافة إلى فضية وبرونزية كأس الإمارات فئة الناشئين.
ليس لدى اللاعبة آمنة المنصوري سقف للطموحات، وترى أن الأمل يولد من رحم المعاناة، وأنه لولا إصابتها - التي أقعدتها على كرسي متحرك لأكثر من 6 أشهر - لم تكن لتتعلم، وتكتسب الخبرات، وتدرك شغفها الكبير برياضة الرماية، مشددة - في لقائها مع «زهرة الخليج» - على أهمية ممارسة الرياضة، حيث تعتبرها مصدر القوة وأكسجين الحياة، وإلى تفاصيل الحوار:
• الرماية بالقوس والسهم من أقدم الرياضات، ورغم ذلك لم تحظَ بشهرة كبيرة في الإمارات خلال السنوات الماضية، فلماذا اخترتها بالذات؟
- عرفت رياضة الرماية بالقوس والسهم من أختي الكبرى «سمية»، لاعبة الرماية بالقوس والسهم، حيث بدأت ممارسة هذه الرياضة وهي في مرحلة الدراسة، وطورت نفسها، وتقدمت حتى أصبحت لاعبة بالمنتخب، ثم من أختي الثانية «عائشة»، التي انضمت إلى اللعبة نفسها لاحقاً، والسبب في ذلك هو تشجيع والديَّ، ووجود مدربة متميزة في حياتنا، والتحقت أنا أيضاً باللعبة نفسها، وتعلمت الكثير من مهاراتها، وكان عمري وقتها 10 سنوات. أستطيع القول بأنني من عائلة رياضية، لديها شغف حقيقي برياضة الرماية بالقوس والسهم.
مهارات مختلفة
• ما المهارات، التي يجب أن تتوفر في لاعبة الرماية بالقوس والسهم؟
- من أهم المهارات، التي ينبغي أن تتوفر في لاعبة الرماية بالقوس والسهم: التركيز، وعلو الهمة، وعدم الاستسلام للهزيمة، ومن الضروري جداً أن تتوفر في لاعبة الرماية صفة الانضباط الذهني، وأن تكون لديها مهارة التوازن حتى تسدد الرمية في مكانها الصحيح، وأيضاً القدرة على التحكم في الجسد والعضلات، والالتزام بالروح الرياضية طوال الوقت.
• كم ساعةً تتدربين أسبوعياً؟ وكيف توفقين بين التدريب والدراسة؟
- أتدرب من 4 إلى 5 مرات أسبوعياً، في أوقات مختلفة، صباحاً ومساءً، بمعدل 15 ساعة تقريباً. التوفيق بين الدراسة والتدريب يعتبر من التحديات التي تقابلني، لكن الشغف، وتعلق الشخص برياضة ما، أو حتى أمر ما في الحياة، يجعلانه يتعلم كيفية إدارة الوقت، وعدم إهداره، وبالتالي تتحقق المعادلة الصعبة، ويستطيع أن يتفوق ويحقق النجاح.. رياضياً ودراسياً واجتماعياً.
• هل هناك رياضات أخرى تمارسينها، بجانب القوس والسهم؟
- ليس لديَّ الكثير من الوقت لأمارس رياضات أخرى، خاصة أنني أجريت 3 عمليات في القدم، ما تسبب في إعاقة حركتي لفترة ما، واستغرقت فترة طويلة لإعادة التأهيل. هذه التجربة الصعبة علمتني الكثير، واضطررت بعدها إلى عمل جلسات علاج طبيعي، والقيام بتمرينات محددة لتقوية العضلات، وإلى الآن - وبعد أن منَّ الله عليَّ بالشفاء - مازلت أمارس تلك التمارين، وأصبحت أسلوب حياة بالنسبة لي.
• ماذا أضافت هذه الرياضة إلى شخصيتك؟
- دائماً، أقول إن رياضة الرماية بالقوس والسهم بنتني من الصفر، وشكلت شخصيتي؛ فقد بدأت ممارسة هذه الرياضة منذ طفولتي، وكبرت معها يوماً بيوم. هذه الرياضة علمتني الكثير، مثل: كيفية مواجهة الحياة، والاعتماد على النفس، وتحمل المسؤولية، والمثابرة لأصل إلى أهدافي، فلا وجود لكلمة مستحيل في حياتي، كما تعلمت أيضاً كيفية بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين، والثقة بالنفس، فهذه الرياضة تشعرني بأنني على قيد الحياة.
• هل هناك تحديات تواجه هذه الرياضة في الإمارات؟
- رياضة الرماية بالقوس والسهم، مثل الكثير من الرياضات، تواجه العديد من التحديات والعقبات، منها قلة المدربين، رغم أن الدولة واتحاد الإمارات للقوس والسهم يبذلان المزيد من الجهد لاستقطاب مدربين عالميين؛ لنستفيد من خبراتهم، وقد تمت استضافة البطولة الآسيوية هذا العام، وقد انضم بعض أعضاء اللعبة إلى الاتحاد العربي للقوس والسهم، والاتحاد الآسيوي أيضاً، ما يعني تبادل الخبرات، واكتساب المهارات، وقد حصدت الإمارات الكثير من الجوائز، وقد حضرت إحدى هذه المنافسات كلاعبة.
جوائز.. وطموحات
• هل أنت راضية عن وجود المرأة الإماراتية في رياضة القوس والسهم؟
- نعم، راضية جداً، وأتمنى انضمام المزيد، لاسيما أن الرماية بالقوس والسهم رياضة ذهنية بالدرجة الأولى، بمعنى أن اللاعب إذا لم يكن مستقراً ذهنياً، فلن يحقق رمية ناجحة، وأداء متميزاً، وأعتقد أن دولتنا منحت المرأة الإماراتية كل الأدوات التي تعينها على النجاح والتميز؛ حتى تصبح في الأعلى دائماً، وأستطيع التأكيد، أيضاً، على أن الذكاء من أهم الصفات التي تميز المرأة، ما يجعلها الأنسب لممارسة هذه الرياضة.
• من الذي شجعك على الانضمام إلى هذه الرياضة، وتجدين فيه مثلك الأعلى؟
- رغم أن والديَّ - في البداية - لم تكن لديهما الرغبة في انضمام أختي الكبرى إلى هذه اللعبة، لكنهما عندما لمسا إنجازاتها، وتقدمها في هذا المجال كانا من أكبر المشجعين والداعمين لنا جميعاً، وأيضاً لمدربتنا المتميزة سها محمد، مدربة منتخب كندا اليوم، فهي شخصية استثنائية، وكانت تدعمنا، وتشجعنا باستمرار؛ لنمضي قدماً في طريق التميز والنجاح في هذه الرياضة، فقد كانت بالنسبة لنا أكثر من مدربة، إذ كانت صديقة وأماً، وعلاقتنا بها لم تتوقف عند أبواب الملعب، لكنها كانت شخصاً داعماً عندما نحتاج إليها في أي زمان ومكان. أرى أن أخواتي قدوة بالنسبة لي بإنجازاتهن وخبرتهن، وأيضاً لاعبات الفريق الأكبر سناً، فأنا أقتدي بكل شخص ناجح، لديه إنجازات.
• ما نصيحتك للفتيات؛ حتى يقبلن على ممارسة الرياضة؟
- عندما يقع الإنسان تحت براثن الفراغ، دون أن يكون لديه هدف أو شغف يعيش من أجله، سوف يشعر بالانكسار، لذلك أوجه نصيحة إلى كل فتاة، فأقول: كوني قوية، وانضمي إلى رياضة تجدين فيها شغفك، سواء القوس والسهم، أو غيرها، المهم أن تجعلي الرياضة على رأس أولوياتك، فالرياضة تمنح صاحبها الحياة، وستقدرين نفسك، وستشعرين بالفخر الحقيقي عند تحقيق كل إنجاز رياضي، كما يحدث معنا دائماً.
• حصدت عدداً من الميداليات والجوائز داخل الإمارات وخارجها.. ما طموحاتك وأمنياتك المستقبلية؟
- أتمنى أن أشارك في الأولمبياد، وأيضاً في الكأس العالمية للقوس والسهم، وأحصد المزيد من الجوائز والمراكز المتقدمة. رغم التحديات التي قابلتني، والتي كان من أهمها أنني جلست على كرسي متحرك لأكثر من 6 أشهر، فلم يثنني ذلك عن تحقيق الحلم بأن أكون لاعبة وبطلة في القوس والسهم، وبالفعل حصدت جوائز وتكريمات، ولايزال الطريق أمامي مفتوحاً؛ لأرفع اسم بلادي عالياً في أنحاء العالم كافة.