#مقالات رأي
د. مانع سعيد العتيبة اليوم
جَلَسَتْ سَلَامِي فِي الصَّبَاحِ أَمَامِي
فَرَأَيْتُ فِي العَيْنَيْنِ طَيْرَ حَمَامِ
حَلَّ الذُّهُولُ عَلَيَّ مِنْ نَظرَاتِهَا
وَبِصَمْتِهَا هَجَرَ الفُؤَادَ سَلَامِي
مَاذَا جَرَى؟.. قُولِي سَلَامَةُ وَاشْرَحِي
لاَ تَتْرُكِينِي فِي جَحِيمِ ظَلَامِي
قَالَتْ: أَبِي.. التِّلْفَازُ هَذَا مُزْعِجٌ
وَأَكَادُ أَفْقِدُ إذْ أَرَاهُ زِمَامِي
أَخْبَارُهُ قَتْلٌ وَذَبْحٌ دَائِماً
وَيَقُضُّ صَوْتُ الأَبْرِيَاءِ مَنَامِي
قُلْتُ: اتْرُكِي التِّلْفَازَ هَذَا يَا ابْنَتِي
لاَ تَلْجَئي لِوَسَائِلِ الإِعْلاَمِ
أَخْبَارُنَا لَيْسَتْ تَرُوقُ لِوَاحِدٍ
وَغَنِيَّةٌ بِالمَوْتِ وَالآلاَمِ
لاَ تَنْظُرِي أَوْ تَسْمَعِي أَخْبَارَنَا
فَهْيَ البَلاَءُ وَلَعْنَةُ الآثَامِ
قَالَتْ: أَبِي.. أَحْتَاجُ أَخْبَارَ الحِمَى
كَالاحْتِيَاجِ لِمَشْرَبِي وَطَعَامِي
فَإِذَا عَرَفْتُ؛ فَإِنَّ مَعْرِفَتِي غَدَتْ
لِي كَاشِفاً لِمَوَاقِعِ الأَقْدَامِ
قُلْتُ: الّذِي تَشْكِينَ مِنْهُ ضَرُورَةٌ
لِبِنَاءِ مَوْطِنِ شَعْبِنَا المِقْدَامِ
قَالَتْ: حَبِيبِي يَا أَبِي.. يَا قُدْوَتِي
فِي دَرْبِ فِعْلٍ مُسْتَمِرٍّ سَامِي