#مقالات رأي
نسرين فاخر 1 يونيو 2025
في كل عدد من «زهرة الخليج»، نكتب بقلبنا قبل أقلامنا، فنلملم ما تناثر من مشاعر الشهر، ونجمعه على صفحات تُشبهنا!.. وفي يونيو، نفتح أبوابنا على عيدين ينتظراننا: «عيد الأضحى»، و«يوم الأب»، فهاتان المناسبتان المختلفتان في الظرف والزمان، تجمعهما قيمة لا تُقدّر بثمن (التقدير).
«يوم الأب» لحظة نادرة، نزيح فيها الستار عن ذلك الحضور، الذي لطالما ظننّاه قوياً إلى الأبد. الأب الذي لم يشتكِ، ولم ينتظر مقابلاً، هو الإنسان الذي يستحق أن نُعيد النظر إليه بعيون جديدة، ونسأله: بماذا كنت تحلم؟.. ما الذي تنازلت عنه؛ لأجلنا؟.. ومتى شعرت بالحاجة لأن تُحتضن؟!.. وفي هذا السياق، أتذكر، دائماً، أنَّ أبي علمني أن الكرامة لا تُشترى، وأن العطاء لا يَقترن بالغنى، وأن الحنان موقف؛ فأكون أطولَ قامةً بوجود أبي، والأرضُ أكثرَ صلابةً!.. لهذا قالوا: إن الأب هو المظلة، التي تظللنا حين تمطر الحياة ألماً!
أما «عيد الأضحى»، ففي عمقه رسالة عن العطاء الأسمى، والإيثار، وأن نُقدّم ما نُحب، لا ما فاض!.. وفيه نتعلّم كيف يكون الامتنان لله، ولمن حولنا، وكيف نُمارس التقدير ليس ككلمة عابرة، بل كفعل يومي، يبدأ من البيت.. من الوالدين. ويكفي أن نعرف أن العيد - بكل ما يحمله من قداسة، وفرح - دعوة حقيقية إلى التسامح والصفاء، وإدخال الفرح، ومشاركته قلوبَ كلِّ من حولنا.
نكتب هذا العدد بروح العائلة.. العائلة التي ننتمي إليها، وتلك التي نبنيها، عبر الكلمات.. والمواقف.. والقصص!
نكتبه بروح الوفاء لكل مَنْ اختار أن يزرع دون أن يُسأل، ويهب دون أن يُرى.
من هنا، ندعو قراءنا، هذا الصيف، إلى أن يحملوا معهم في أسفارهم شيئاً جديداً، أسئلة لأهاليهم، ورغبة في فهم من نحبهم بعمق! فالعيد فرصة لتجديد روابطنا الإنسانية.. والعائلية!
لعل أجمل ما نملكه، هو أن نمنح من نحبهم فرصةَ أن يكونوا مرئيين.. أن نُصغي.. أن نسأل.. أن نقول: «أنا أراك.. وأقدّرك»!
كلَّ عام وأنتم بخير!