#أبراج
لاما عزت 1 يونيو 2025
حين تتحدث الفصول إلى بعضها، ويختلط نسيم الربيع بحرارة الصيف.. يولد برج الجوزاء، فهو البرج الذي لا يمكن اختصاره في سطر، أو فهمه من لقاء؛ فكل يوم في حياته فصل جديد، وكل فكرة في رأسه مشروع محتمل، فهو المتعدد، والمتجدد، وسريع البديهة، فيشبه «آلة أفكار» لا تتوقف عن العمل.
تنبض شخصية «الجوزاء» بالحيوية والفضول، فلا يمكنه أن يعيش في عالمٍ بلا أسئلة. ويتنقّل بخفة بين الاهتمامات، ويمسك طرف خيط من هنا، ويجرّبه هناك، وليس هناك اضطراب في التركيز؛ لأن روحه تبحث عن التنوع والمعرفة، ويشعر بأن كل تجربة - حتى وإن كانت عابرة - تضيف إلى حياته طبقة جديدة من الفهم.
-
أبراج.. «الجوزاء».. عاشق الاكتشاف والتغيير
ولدى «الجوزاء» قدرة خارقة على استيعاب الناس، كأن حواسه زادت واحدة «الإحساس بالآخر»؛ فيقرأ العيون، وتقرأه العيون، ويعرف كيف يلتقط التردد في نبرة، أو الحماسة في نظرة، ويستخرج من لغة الجسد رسائل تفوق ما يُقال بالكلمات، وهو في ذلك ليس متطفلاً، بل مستكشف مشاعر. لكنه، في المقابل، لا يُبقي نفسه في مكانٍ واحد طويلاً؛ فـ«الجوزاء»، كنسمة هواء، يملّ الثبات سريعاً، ويفضل التنقل، والمجازفة، وتغيير المسار؛ إن شعر بالركود. هذا ما يمنحه سحره الخاص، ويجعله، أحياناً، عرضة لسوء الفهم؛ لهذا يراه البعض مشتتاً، وآخرون يرونه شديد الذكاء؛ لدرجة أنه لا يرضى بالقليل.
وفي العمل، ينجح «الجوزاء» حينما يُعطى حرية الابتكار؛ فهو لا يحبّ القيود، ويزدهر في البيئات، التي تحتفي بالأفكار الجريئة. ومشكلته الوحيدة أنه قد يبدأ مشاريع كثيرة دون أن ينهيها كلها، لكنه يُبقي، دائماً، فكرة عبقرية في جعبته، تكون جاهزة للظهور عندما تحين اللحظة المناسبة.
عاطفياً، يصعب التنبؤ بفعل «الجوزاء»؛ فهو حالم حيناً، وعقلاني حيناً آخر. كما يعشق التحدي في الحب، وينجذب إلى من يحفّز فكره قبل قلبه. وكذلك، يحتاج إلى شريك يفهم رغبته في الحرية، ويحترم تقلباته الجميلة، كما أنه وفيٌّ لمن يقدّره، لكنه لا يحتمل علاقة تخنق حريته.
أما في الصداقة، فـ«الجوزاء» صديق اللحظة الحاضرة، ويعيش المغامرة حتى أقصاها، ويملأ المكان ضحكاً وحكايات وأفكاراً غير متوقعة، لكنه لا يحبّ المحاسبة، ولا ينسجم مع الصداقات التي تقيّده بالتزامات صارمة.
-
أبراج.. «الجوزاء».. عاشق الاكتشاف والتغيير
ومع حلول شهره، لا بد أن نحتفي بهوية هذا البرج، الذي يرفض الجمود، فهو مثال حيّ على أن التغيير ليس تهوراً، بل نمط حياة. فحينما يقرر أن يبدأ من جديد، لا ينظر إلى الوراء، وعندما يُحب، يُحب بذكاء، وإذا أراد أن يرحل، فإنه يفعل ذلك بصمت، وفهم.
«الجوزاء»، في جوهره، ليس فقط برجاً من الأبراج، بل هو حالة ذهنية، وأسلوب حياة. يتقلّب كالشمس في الأفق، ويضحك من قلبه، ثم يسكن في تأملاته. وهو ذلك الصديق الذي لا يُملّ، والحبيب الذي لا يُنسى، والعقل الذي لا يكف عن التفكير.
فإن صادفت، يوماً، من ينظر إليك، كما لو كان يعرفك منذ زمن، فتأكد أنه «جوزاء». وإن أردت الاحتفاظ به، فلا تطلب منه أن يبقى، بل اجعل قلبك وجهة يعود إليها دائماً!