#منوعات
ياسمين العطار السبت 19 يوليو 10:00
تكرس الدكتورة يسرى عبد الرحمن، عضو في هيئة التدريس بجامعة خليفة ـ أستاذ مساعد وأكاديمية وباحثة في قسمي هندسة الطيران وعلوم وإدارة الهندسة، جهودها للمساهمة في دفع عجلة تطوير صناعة الطيران، عبر أبحاث نوعية وشراكات استراتيجية مع أبرز المؤسسات الصناعية في الدولة. بمزيج من الشغف الأكاديمي والخبرة التطبيقية، طورت تقنيات متقدمة في مجالات الأتمتة، الفحص غير المتلف، والذكاء الاصطناعي، لتحسين كفاءة واستدامة عمليات الطيران. نالت إسهاماتها البحثية العديد من الجوائز والإشادات. كما نشرت أبحاثاً متعددة في مجلات علمية دولية مرموقة، التقتها «زهرة الخليج» للتعرف أكثر على مسيرتها الملهمة.
حدثينا عن مسيرتك الأكاديمية!
درست الهندسة في مراحلها المختلفة بشغف، حيث بدأت رحلتي الأكاديمية بحصولي على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة. ثم تابعت دراستي العليا لأحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من البرنامج التعاوني المرموق مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات. وقد التحقت كعضو هيئة تدريس في قسم هندسة الطيران والفضاء بجامعة خليفة، حيث أعمل اليوم أستاذة مساعدة، وأساهم في قيادة مجموعة أبحاث تُعنى بالتقنيات المتقدمة في الفحص غير المتلف، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والروبوتات.
حلول واقعية
كيف تقيمين الأثر الذي أحدثته أبحاثك على المجتمع الأكاديمي والصناعي؟
هدفي كان دائماً إيجاد حلول واقعية قابلة للتطبيق، مثل أتمتة فحص شفرات المحركات باستخدام الذكاء الاصطناعي. التعاون مع شركات ومؤسسات صناعية كبرى، مثل: «سند» و«لوفتهانزا تكنيك»، شكّل دليلاً عملياً على أثر هذه الأبحاث في تعزيز سلامة وجودة عمليات الطيران.
-
يسرى عبد الرحمن: الابتكار القلب النابض لصناعة الطيران
ما المشاريع البحثية التي تعملين عليها حالياً؟
كعضو في هيئة التدريس تندرج أبحاثي ضمن مركز الابتكار والأبحاث المتقدمة (ARIC) في جامعة خليفة، بشراكة استراتيجية مع «مبادلة»، حيث أساهم في قيادة مشاريع بحثية مع (Sanad Aerotech) تركز على أتمتة فحص وصيانة شفرات المحركات باستخدام الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية. تهدف هذه المشاريع إلى تحسين الكفاءة وتقليل وقت الصيانة في قطاع الطيران.
ما القيم التي تحرصين على غرسها في طلابك؟
أحرص على أن أكون قدوة في الالتزام والبحث والتفكير النقدي. أؤمن أن المهندس الناجح لا يتقن المعادلات فحسب، بل يفهم أثر عمله على المجتمع. لذلك، أركز على غرس قيم الابتكار، والانضباط، بالإضافة إلى المسؤولية الأخلاقية.
تطبيقات عملية
إلى أي مدى يسهم التعاون بين الجامعات والشركات في تعزيز الابتكار في صناعة الطيران؟
يسهم بشكل كبير. هذا النوع من التعاون هو المفتاح لتحويل الأبحاث إلى تطبيقات عملية. حين تلتقي تحديات الصناعة مع قدرات البحث الأكاديمي، تنشأ حلول مبتكرة تلبي احتياجات واقعية.
كيف تمكنتِ من بناء علاقات مثمرة مع شركات الطيران في الإمارات؟
كان ذلك عبر تقديم أبحاث ذات صلة مباشرة باحتياجاتهم، إلى جانب الحرص على حضور المؤتمرات، وتنظيم زيارات صناعية، وتقديم حلول قابلة للتطبيق. أؤمن أن بناء الثقة يبدأ من الالتزام، ويترسخ بالنتائج.
كيف ترين دور الابتكار في تطوير تقنيات الطيران؟
الابتكار هو القلب النابض لصناعة الطيران. كل تقدم تقني في الطيران بدأ بفكرة مبتكرة، سواء كان في تصميم الهياكل أو تقنيات الصيانة أو تحسين الكفاءة. الابتكار يمكن القطاع من مجاراة التحديات البيئية والاقتصادية واللوجستية.
ماذا عن أهمية تطبيق الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة عمليات الطيران، وكيف تساهمين في هذا المجال؟
الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية لتحسين الصيانة الاستباقية، والتنبؤ بالأعطال، وتقليل التكاليف. من خلال مشاريعي، أسهم في تطوير نماذج تعلم عميق لتحليل صور الفحص وتحديد العيوب بدقة، ما يرفع من سرعة القرار ويوفر الكثير من الجهد والموارد.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ، وكيف أثّرت على مسيرتك المهنية؟
من أبرز التحديات كان التوفيق بين متطلبات البحث، والتدريس، والإدارة، خاصة في بيئة أكاديمية تطمح للعالمية. هذه الضغوط صنعت مني شخصية أكثر تنظيماً ومرونة، وطورت قدرتي على اتخاذ قرارات مبنية على رؤى متعددة.
ما الإنجازات التي تفخرين بها في حياتك المهنية؟
أفخر بالمساهمة في قيادة مشاريع صناعية كبرى بالشراكة مع شركات طيران، إلى جانب إشرافي على طلاب دكتوراه ينجزون أبحاثاً نوعية تضع بصمتهم في المجال.
هل هناك أي جوائز أو تقديرات خاصة تعني لك الكثير، ولماذا؟
تلقيت مؤخراً إشادة من (Women in Aviation – Middle East Chapter) باختيار جامعة خليفة كأفضل مؤسسة تعليمية في مجال الطيران، وقد كان لي شرف تمثيل الجامعة. هذا التقدير يرمز إلى جهود جماعية في النهوض بالتعليم والبحث في هذا المجال.
ما النصيحة الأهم التي تلقيتها خلال مسيرتك؟
«اتخذي من العلم طريقاً، ومن الشغف وقوداً، ومن التواضع صفةً لا تغيب». هذه الكلمات رافقتني في كل محطة، وأثرت في طريقة تعاملي مع الفرص والتحديات على حد سواء.
ما رسالتك للجيل الجديد من المهندسين والمهندسات في هذا المجال؟
أنتم مستقبل هذا القطاع. استثمروا وقتكم في تطوير مهاراتكم، ووسعوا آفاقكم، ولا تستهينوا بأي فكرة أو حلم. كونوا شغوفين ومثابرين، ولا تخافوا من ارتياد المسارات غير التقليدية. المستقبل في هذا القطاع ينتظر من يجرؤ على الابتكار ويتسلح بالعلم والالتزام.