#عطور
غانيا عزام اليوم
يجسد عطر «Safran Secret» من دار «Maison Crivelli» لقاءً غير اعتيادي بين الخيال والحواس. «سر الزعفران»، عطرٌ لا يكشف أسراره بسهولة، لكنه يهمس بها في كل نفحة، مستوحى من ذكرى شخصية مغمورة بالضباب والضوء، وتحويلها إلى تجربة حسية معقّدة. في هذا اللقاء الحصري، نجمع بين رؤيتين فنيتين فريدتين، من جهة، تيبو كريفيللي، مؤسس الدار وصاحب المخيلة الشعرية التي تنسج العطور من الذكريات، ومن جهة أخرى، غايل مونتيرو، صانع العطور في «Givaudan» الذي ترجم تلك الذكرى إلى تركيبة متقنة تلامس الغموض. معاً، يكشفان لنا كيف يمكن لعطر أن يُبنى من الإحساس أكثر من المكوّن.
إتقان الغموض
مع إطلاق «Safran Secret»، تدخل «Maison Crivelli» فصلاً عطرياً جديداً وجريئاً. كأول عطر في مجموعة «Olfactory Mysteries»، يقدّم تجربة حسية غامضة تتقاطع فيها المشاعر والذكريات مع الغموض. في هذا الحوار، يكشف مؤسس الدار تيبو كريفيللي Thibaud Crivelliعن فلسفة هذه المجموعة ونهجها المبتكر.
-
تيبو كريفيللي وغايل مونتيرو
ما الرؤية وراء مجموعة «Olfactory Mysteries»؟ وكيف تندرج ضمن مسيرة الدار؟
تُعبّر كل مجموعة من «Maison Crivelli» عن مقاربة مختلفة لصناعة العطور. بدأنا مع مجموعة «Eaux de Parfum» المستوحاة من تجاربي الشخصية، تلتها «Olfactory Shocks» التي عكست ذكريات أكثر كثافة وتبايناً، ثم «Olfactory Escapes» التي قدّمت تفسيرات متعددة لمكونات أيقونية. أما «Olfactory Mysteries»، فتقدم تجربة حسية جديدة كلياً، حيث يتلاقى الغموض والمفاجأة والتجربة الحسية. وهنا، ندعو المتلقي لاكتشاف العطر بطريقة عاطفية وشخصية، دون الإفصاح عن التركيبة.
ما الذي دفعكم لإخفاء تركيبة العطر؟
نؤمن بأن الغموض يُضفي جمالاً مضاعفاً. بإخفاء التركيبة، نتيح للناس الانغماس في مشاعرهم والتواصل مع العطر على مستوى حسي بحت، بعيداً عن التحليل التقني.
عطر يحكي بلغة الضوء والظل
ما القصة الشخصية وراء عطر «سافران سيكريت»؟
استُلهم العطر من لحظة عشتها في حقل زعفران تغلّفه الضباب. كان كل شيء مضاعفاً: الضوء، الرطوبة، السكون... كانت تجربة تجسّد التوازن بين الرقة والقوة، وهذا ما أردت نقله في العطر.
لماذا اخترت تركيزاً عالياً بنسبة 32%؟
جميع خلاصاتنا العطرية تتجاوز 30% تركيزاً. بالنسبة إلى «سافران سيكريت»، يُعزّز هذا التركيز الجوانب الحارّة والخشبية للزعفران، ويمنح العطر عمقاً وغموضاً يدومان طويلاً.
-
تيبو كريفيللي وغايل مونتيرو: «Safran Secret» لا يُقال بل يُحسّ
تناغمات عطرية
كيف كانت تجربتك مع صانع العطور غايل مونتيرو؟
التقينا في دبي وتشاركنا رؤية مليئة بالإحساس. قدّمت له لوحات بصرية وصوتية ونصوصاً، وتمكّن من ترجمتها إلى تناغمات عطرية غنية وعاطفية.
هل واجهتم صعوبات أثناء تطوير هذا العطر؟
التحدي كان في نقل أجواء الضباب الخام من دون فقدان أناقة الزعفران. تطلّب الأمر توازناً دقيقاً بين الحار، الخشبي، والترابي.
لماذا ركّزتم على الجوانب الحارة والخشبية للزعفران؟
لأنها تُجسّد حرارة اللحظة التي عشتها، وتُبرز أناقة الزعفران وعمقه بروح عصرية وخالدة.
هل يمكن ارتداء «سافران سيكريت» يومياً؟
نعم، هو عطر توقيع بامتياز. يمكن ارتداؤه نهاراً أو مساءً، في المناسبات الخاصة أو لجعل الحضور ملموساً بشكل ناعم وجذاب.
هل يمكن تنسيقه مع عطور أخرى؟
بكل تأكيد. مع «Santal Volcanique» يمنح دفئاً خشبياً، مع Bois«Datchaï» يبرز النفحات الفاكهية، أما مع «Absinthe Boréale» فيضيف إشراقة منعشة.
ماذا عن تصميم الزجاجة الجديد؟
اللون البرونزي المائل إلى الأخضر يرمز إلى عمق وغموض هذه المجموعة. إنه تصميم يدعو للاستكشاف البصري والحسي منذ اللحظة الأولى.
هل سنشهد عطوراً أخرى ضمن هذه السلسلة؟
نعم، نعمل حالياً على ابتكارات جديدة ضمن نفس الفلسفة، ولكن المكونات ستظل سرية لتبقى المفاجأة حاضرة.
هل تعتقد أن الغموض قد يصبح توجّهاً في عالم العطور؟
بالتأكيد. في زمن السرعة والمعلومات الفورية، يعيد الغموض سحر الاكتشاف ويعزز العلاقة الحسية مع العطر.
سرٌّ لا يُروى
يبرز اسم غايل مونتيرو Gaël Montero كواحد من الأصوات العطرية الشابة الأكثر تأثيراً. من شغف مبكر بالروائح إلى تجاربه بين باريس ودبي، يصوغ مونتيرو عطوراً تحكي قصصاً، وتُترجم المشاعر إلى مكوّنات. في هذا الحوار، يروي لنا صانع عطر «سافران سيكريت» من «ميزون كريفيللي» كيف حوّل الذكرى إلى عبير.
-
تيبو كريفيللي وغايل مونتيرو: «Safran Secret» لا يُقال بل يُحسّ
بدأت مسيرتك من عالم السينما. كيف انتقلت إلى صناعة العطور؟
أثناء دراستي للسينما في مونبلييه، التقيت بعطّار كويتي قدمني إلى عالم العطور الشرقية. كانت لحظة محورية في حياتي. بعدها درست صناعة العطور، وتدرّبت مع كبار الأسماء، وانضممت لاحقاً إلى «جيفودان» حيث أعمل اليوم بين باريس ودبي.
بصمة خاصة
كيف توازن بين هويتك الإبداعية وتنوع المشاريع والعلامات التجارية؟
بالبقاء مرناً لكن متجذراً في أسلوبي. كل تعاون يتيح لي استكشاف ثقافات وروائح مختلفة، من الشرق الأوسط الغني إلى الرقة الفرنسية، مع الحفاظ على بصمتي الخاصة.
ما الذي ميّز تعاونك مع «ميزون كريفيللي»؟
الحرية الإبداعية الكاملة. أسلوب تيبو الشخصي في سرد الذكريات وتحويل العاطفة إلى عطر خلق بيننا حواراً حقيقياً أنتج عطراً صادقاً ومعبراً.
تناقض الظل والضوء
ما قصة الذكرى التي ألهمت «سافران سيكريت»؟
روى لي تيبو تجربة السير في حقل زعفران يلفّه الضباب، بشعور مزيج من السحر والخوف، يتقدّمه فقط ضوء مصباح يدوي. هذا التناقض بين الظل والضوء كان جوهر التركيبة.
أي أوجه الزعفران قررتَ إبرازها؟
أبرزت جانبه الخشبي الداكن، وكذلك لمعانه الصارخ، وجهان لعطر واحد، يعكسان تلك الذكرى الغامضة.
ما التحدي الأكبر في تطوير هذه الرائحة؟
تحقيق التوازن المثالي بتركيز 32٪ دون التضحية بالانتشار. تطلّب ذلك جرأة ودقة، ليظل الزعفران النجم دون أن يطغى.
-
تيبو كريفيللي وغايل مونتيرو: «Safran Secret» لا يُقال بل يُحسّ
هل كان الغموض في المكوّنات مقصوداً؟
نعم. أردنا أن يعيش الناس التجربة الحسية دون أحكام مسبقة. إنها عن الملمس، والتضاد، والانطباع، وليس فقط عن المكونات.
كيف تصف هذا العطر بثلاث كلمات؟
غامض، مهدئ، متناقض.
ما نصيحتك لمن يكتشفه لأول مرة؟
لا تحلل كثيراً. دعه يتكشف على بشرتك، واتبع إحساسك، لا عقلك.
هل ترى أن السرد والغموض يشكّلان مستقبل العطور؟
بكل تأكيد. كما نُعجب بالبناء دون معرفة المواد، يمكننا أن نحب العطر دون معرفة تركيبته. هو عن الشعور، والارتباط، والاكتشاف.