#أخبار الموضة
سارة سمير اليوم
في قلب عاصمة الأناقة، باريس، استضاف أسبوع الهوت كوتور لخريف وشتاء 2025-2026، عروض أزياء تُعيد تعريف العلاقة بين الجسد، والفن، والتكنولوجيا. فقد شهدنا هذا الموسم كيف يمكن للمصممين أن يأخذونا في رحلات ملهمة، تتجاوز حدود القماش والإبرة، لتصل إلى أعماق الفلسفة والعلم، محوّلة كل تصميم إلى قصة تُروى، أو تجربة تُعاش.
-
في باريس.. راهول ميشرا وإيريس فان هيربن يتخطيان حدود الأزياء
راهول ميشرا: 7 فصول من الحب بلغة الأزياء:
يُثبت المصمم الهندي راهول ميشرا، في ظهوره الحادي عشر ضمن أسبوع باريس للأزياء الراقية، أنه صانع أزياء، وفيلسوف يحول المشاعر الإنسانية إلى تحف فنية. فمجموعته الجديدة لأزياء خريف وشتاء 2025-2026، التي تحمل عنوان «التحول إلى الحب»، تجسيد بصري للمراحل السبع للحب، بدءاً من الانجذاب، وصولاً إلى الذكرى الأبدية، كل ذلك ضمن رؤية فنية معقدة، بُنيت على آثار الفقدان الشخصي الهادئ.
وتحدى ميشرا نفسه ببراعة، كأنما كان يُصمم سبع مجموعات مختلفة في مجموعة واحدة، كما صرّح. مستلهماً من الصوفية والفن الكلاسيكي (خاصة أعمال غوستاف كليمت)، فقدم راهول كل مرحلة بلون وشكل مختلفين:
-
في باريس.. راهول ميشرا وإيريس فان هيربن يتخطيان حدود الأزياء
- الانجذاب: تُزهر الفساتين بتصاميم زهور ذهبية متفتحة، وتُشير إلى بداية الشغف.
- الهيام: حالة من الاندفاع المحموم، تتجسد في تطريز زهري بنقاط صغيرة متناثرة.
- الشغف: يتجسد في الفستان الزهري الفاتن، الذي يُبرز هالات من الورود الكبيرة البراقة، كناية عن ذروة الإثارة.
- الحب والعشق: هنا، تتجذر البذرة وتتحول، من خلال فساتين زهرية غنية بالزهور والورود، تُعبر عن عمق العلاقة.
- العبادة: مرحلة تتجاوز الحب، لتصل إلى التقدير العميق.
- الهوس/ الجنون: يُصبح الحب في ذروته، ويكاد يكون هوساً ساحراً.
- الموت/ النهاية: تُعبّر عنها تصاميم سوداء غامضة، وأوشحة وجه تُخفي الملامح، وتُجسد غياب الحبيب، وبقاء الذكرى الخالدة فقط.
-
في باريس.. راهول ميشرا وإيريس فان هيربن يتخطيان حدود الأزياء
واعتمد راهول في لوحة ألوانه على الأساسيات: كالأبيض والأسود والذهبي، مع لمسات جريئة من الوردي الزاهي، حيث يتوافق كل لون مع مرحلة معينة من رحلة الحب العميقة.
ويُعد راهول ميشرا، المولود في الهند عام 1979، أول مصمم هندي يعرض في أسبوع باريس للهوت كوتور، وحصل على جائزة International Woolmark Prize 2014، ما يؤكد مكانته العالمية، وتصاميمه التي تتألق بها نجمات عالميات، مثل: زينديا، وسيلينا غوميز.
-
في باريس.. راهول ميشرا وإيريس فان هيربن يتخطيان حدود الأزياء
إيريس فان هيربن: عوالم بيولوجية وتكنولوجية تتنفس على منصات الأزياء:
في عرضها لخريف وشتاء 2025-2026، ضمن أسبوع باريس للأزياء الراقية، كسرت المصممة الهولندية الرائدة، إيريس فان هيربن، الحواجز بين الموضة، والعلم، والتجربة الحسية. فمجموعتها، المستوحاة بعمق من النظام البيئي للكوكب، قدمت 18 إطلالة فقط، لكنها كانت كافية لنقلنا إلى عالم تتنفس فيه الأزياء، وتتفاعل مع بيئتها، من خلال أشكال نحتية حية، تمزج الفن بالبيولوجيا والتكنولوجيا.
وكانت فان هيربن وفية لروحها التجريبية، حيث قدمت إطلالات حيوية غير مسبوقة. أبرزها فستان مضيء وحيوي ومرصع بـ125 مليون نوع من الطحالب الحية! هذه القطعة لم تكن مجرد فستان، بل هي نظام بيئي مصغر يزدهر ويتوهج بتوازن دقيق، مُبرزةً إمكانات الحياة كشكل من أشكال الموضة.
-
في باريس.. راهول ميشرا وإيريس فان هيربن يتخطيان حدود الأزياء
وواصلت المصممة أبحاثها المكثفة في المواد والحركة، فكل فستان صُمم كعالم مستقل. فرأينا إطلالات مذهلة بعناصر حركية، مثل: هيكل عظمي يرتجف ويتحرك، وأخرى بقماش ياباني «هوائي» خفيف لدرجة أنه يحوم في الهواء. كما أدخلت فان هيربن المنسوجات المصنّعة بيولوجياً، كـ«البروتين المخمّر»، لتُنتج فساتين تُحاكي القوام البحري بشكل مدهش، بتصاميم تُشبه رأسيات الأقدام أو رقائق البرينجلز، مُرتبة بشكل ذيل سمكة يجمع بين المستقبلية، والأشكال المحيطية.
-
في باريس.. راهول ميشرا وإيريس فان هيربن يتخطيان حدود الأزياء
وبلغ الابتكار الهيكلي آفاقاً جديدة، مع ثوب حلزوني صلب بدا كأنه يرتفع عن جسد العارضة، وفساتين «بخارية» طافت برشاقة، متفاعلة مع بيئة المكان الرطبة كأنها أغشية حية. ولتعزيز التجربة، انتشر عطر خاص من فرانسيس كوركدجيان بأرجاء المكان، ليغمر الجمهور بتجربة حسية شاملة، ويجعل العرض ليس مجرد مشهد بصري، بل يجعله تأملاً عميقاً في الترابط بين جميع أشكال الحياة.
إيريس فان هيربن، المولودة في هولندا عام 1984، تُعرف بأنها رائدة في دمج الحرف التقليدية للهوت كوتور مع التكنولوجيا الحديثة والفنون المتعددة التخصصات. وبعد تدريبها في بيت أزياء ألكسندر ماكوين، أطلقت علامتها الخاصة عام 2007، وانضمت كعضو ضيف إلى Chambre Syndicale de la Haute Couture في باريس عام 2011، لتُبهر العالم بتقنياتها المبتكرة، كالطباعة ثلاثية الأبعاد، واستخدام مواد غير تقليدية.