#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 5 أغسطس 2025
بات الهاتف المحمول ضيفًا دائم الحضور في الجلسات والمناسبات الاجتماعية. ومع أنه أداة تواصل لا غنى عنها، إلا أن حضوره أحيانًا قد يتحوّل من وسيلة تواصل، إلى عائق حقيقي أمام التواصل الإنساني المباشر، خاصة حين يخطف الانتباه، خلال أحاديثنا مع العائلة والأصدقاء.
كم مرةً جلستِ مع صديقة، تنتظرين لحظة تقاسم المشاعر أو الأفكار، وتجدينها فجأة منشغلة بتصفح هاتفها، أو تردّ على الرسائل أثناء حديثكِ؟.. قد تبدو اللحظة عابرة، لكن أثرها عميق. الشعور بالتجاهل، أو بأن وجودكِ لا يحظى بالاهتمام الكافي، يترك انطباعًا مزعجًا، ويطرح تساؤلات، منها: هل أنا مملة؟.. أم أن هاتفها بات أقرب إليها من أي شخص؟
التحدي، هنا، لا يكمن فقط في التعامل مع الهاتف، بل في الحفاظ على الذوق واللياقة في مواقف محرجة كهذه. فالتصرف بردة فعل غاضبة قد يفسد العلاقة. أما الصمت، فيُبقي المشاعر السلبية طيّ الكتمان.
إليكِ خطوات ذكية، تساعدكِ على إدارة هذه المواقف برقيّ، لتُعبّري عن مشاعركِ بلباقة، ولتحافظي في الوقت نفسه على روح العلاقة، دون أن تتنازلي عن احترامكِ لذاتكِ.
-
عندما تسرق الهواتف انتباه صديقاتكِ.. دليلكِ للتعامل بأسلوب أنيق وذكي
اتبعي نهجًا مباشرًا.. بلطـف:
في مثل هذه المواقف، لا ضير من أن تعبّري عن مشاعركِ بوضوح وهدوء. أحيانًا، يكون الحل الأبسط هو الأكثر فاعلية؛ فإذا شعرتِ بأن انشغال صديقتكِ بهاتفها يزعجكِ، أو يوحي لك بعدم التقدير، فيمكنكِ أن تبوحي بذلك بطريقة لبقة ومباشرة، كأن تقولي: «أنا أحب لقاءاتنا، وأقدّر وجودكِ، لكن يؤلمني قليلًا حين تُخرجين الهاتف أثناء حديثنا. أشعر كأنني لست محط انتباهكِ، وأرغب فعلًا في أن نكون حاضرتين معًا».
لا حاجة للغضب أو التهكم، فالفكرة ليست في توجيه اللوم، بل في دعوة الطرف الآخر إلى الحضور الحقيقي. إن لمسة بسيطة، أو نظرة صادقة، قد تفتحان بابًا للحوار دون أن تُحرجي أحدًا. المهم أن تعبّري عن احتياجكِ العاطفي بلغة فيها احترام لكِ ولها.
استخدمي لغة الجسد الإيجابية:
إذا شعرتِ بالتردد في قول ما يزعجكِ بالكلمات، فيمكنكِ إيصال رسالتكِ عبر لغة الجسد. إن لمسة على اليد، وتوقف بسيط عن الكلام، أو حتى ابتسامة مع نظرة صامتة، قد تكون كافية لتنبيه الطرف الآخر بلطف إلى أن هناك شيئًا يستحق الانتباه.
كوني أنتِ القدوة:
ابدئي بنفسكِ، وأظهري احترامكِ الكامل للحضور. ضعي هاتفكِ جانبًا، وأظهري تفرغكِ للحديث والاستماع. وعندما يراكِ الآخرون حاضرة بكل تفاصيلكِ، سيلتقطون الرسالة دون حاجة للكلام. فالتغيير أحيانًا يبدأ بالصمت المدروس.
-
عندما تسرق الهواتف انتباه صديقاتكِ.. دليلكِ للتعامل بأسلوب أنيق وذكي
أوجدي لحظة توقف أنيقة:
إذا استمر الانشغال بالهاتف، فيمكنكِ إحداث وقفة بسيطة، كأن تقولي بابتسامة: «هل نؤجل الحديث حتى تنتهي من الرد؟.. أود مشاركتكِ شيئًا متأكدة من أنه سيهمكِ». هذا الأسلوب لا يحمل نبرة توبيخ، بل يُظهر احترامكِ للموقف ولذاتكِ في آنٍ.
اختاري التوقيت المناسب للمصارحة:
إذا تكرّرت المواقف، وشعرتِ بثقلها على قلبكِ، فاختاري وقتًا هادئًا خارج الموقف للحديث مع صديقتكِ. لا تتحدثي عنها بانفعال في اللحظة نفسها، بل خصصي لها وقتًا تعبّرين فيه بهدوء عن شعوركِ، وكم تُقدّرين صداقتها، وتُحبين وجودها، لكنكِ تتألمين، أيضًا، من غياب التفاعل الحقيقي.
لا تفسّري الانشغال بأنه إهانة:
أحيانًا، يكون ما يُزعجنا لأنه يصطدم بتوقعات لم نُعبّر عنها. تذكّري أن لكل إنسانة ظروفها وطريقتها في التفاعل. وقد لا تكون صديقتكِ مدركة تأثير سلوكها. لذلك، امنحيها فرصة لتفهم وجهة نظركِ، دون أن تحمّليها النية، أو تسارعي للحكم.